فضائل العلم والعقل هو القطب الذي عليه المدار ونقص الجهل وعليه العقاب
الاول : قوة ادراك الخير والشر والتمييز بينهما والتمكن من معرفة أسباب الامور ذوات
الاسباب وما يؤدي اليها وما يمنع منها . والعقل بهذا المعنى مناط التكليف والثواب والعقاب .
الثاني : ملكة وحالة في النفس تدعو إلى اختيار الخيرات والمنافع ، واجتناب الشرور والمضار
الثالث : القوة التي يستعملها الناس في نظام امور معاشهم ، فان وافقت قانون الشرع واستعملت
في ما استحسنه الشارع تسمى بعقل المعاش وهو ممدوح وإذا استعملت في الامور الباطلة والحيل
الفاسدة تسمى بالنكراء والشيطنة في لسان الشرع .
الرابع : مراتب استعداد النفس لتحصيل النظريات وقربها وبعدها عن ذلك ، وأثبتوا لها مراتب
أربع سموها بالعقل: والعقل بالملكة ، والعقل بالفعل : والعقل المستفاد .
عن الاصبغ بن نباته ، عن علي عليه السلام قال : هبط
جبرئيل على آدم عليه السلام فقال : يا آدم إني امرت أن اخيرك واحدة من ثلاث فاخترها
ودع اثنتين فقال له آدم : يا جبرئيل وما الثلاث ؟ فقال : العقل والحياء والدين ،
فقال آدم : إني قد اخترت العقل فقال جبرئيل للحياء والدين : انصرفا ودعاه
عن محمد بن عبدالجبار ، عن بعض أصحابنا رفعه إلى
عن ابن فضال ، عن الحسن بن
الجهم قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : صديق كل امرء عقله ، وعدوه جهله .
عن إسحاق بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : من كان عاقلا كان له
دين ، ومن كان له دين دخل الجنة
عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنما
يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا .
عن بعض أصحابه ، رفعه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل ، فنوم العاقل
أفضل من سهر الجاهل ، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل ولا بعث الله
نبيا ولا رسولا حتى يستكمل العقل ، ويكون عقله أفضل من جميع عقول أمته وما
يضمر النبي صلى الله عليه وآله في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين ، وما أدى العبد فرائض الله
حتى عقل عنه ، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل ، والعقلاء هم
أولو الالباب ، الذين قال الله تعالى : " وما يتذكر إلا اولو الالباب "
أبوعبدالله الاشعري ، عن بعض أصحابنا ، رفعه عن هشام بن الحكم قال :
قال لي أبوالحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : يا هشام إن الله تبارك وتعالى بشر أهل
العقل والفهم في كتابه فقال : فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
أولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولو الالباب.
يا هشام إن الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحجج بالعقول ، ونصر النبيين
بالبيان ، ودلهم على ربوبيته بالادلة ، فقال : " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن
الرحيم * إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي
تجري في البحر بما ينفع الناس ، وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيى به الارض
بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء
والارض لآيات لقوم يعقلون ".
يا هشام قد جعل الله ذلك دليلا على معرفته بأن لهم مدبرا ، فقال : " وسخر
لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ، إن في ذلك
لآيات لقوم يعقلون ". وقال : " هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم
من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى
من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون
يا هشام ثم وعظ أهل العقل ورغبهم في الآخرة فقال : " وما الحيوة الدنيا
إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون " .
يا هشام ثم خوف الذين لا يعقلون عقابه فقال تعالى : " ثم دمرنا الآخرين
وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون
يا هشام إن العقل مع العلم فقال : " وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها إلا
العالمون
ياهشام ثم ذم الذين لا يعقلون فقال : " وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل
الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباء نا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون
وقال : " ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم
يا هشام ثم ذم الله الكثرة فقال : " وإن تطع أكثر من في الارض يضلوك
عن سبيل الله
يا هشام ثم ذكر اولي الالباب بأحسن الذكر ، وحلاهم بأحس الحلية ،
يا هشام إن الله تعالى يقول في كتابه : " إن في ذلك لذكرى لمن كان له
قلب " يعني : عقل : " وقال " ولقد آتينا لقمان الحكمة " ، قال : الفهم والعقل
يا هشام إن لقمان قال لابنه : تواضع للحق تكن أعقل الناس ، وإن
الكيس لدى الحق يسير
يا هشام إن لكل شئ دليلا ودليل العقل التفكر ، ودليل التفكر الصمت ، و
لكل شئ مطية ومطية العقل التواضع
يا هشام ما بعث الله انبياء ه ورسله إلى عباده إلا ليعقلوا عن الله ، فأحسنهم
استجابة أحسنهم معرفة
يا هشام إن لله على الناس حجتين : حجة ظاهرة وحجة باطنة ، فأما الظاهرة
فالرسل والانبياء والائمة - عليهم السلام - ، وأما الباطنة فالعقول .
يا هشام إن العاقل الذي لا يشغل الحلال شكره ، ولا يغلب الحرام صبره .
يا هشام الصبر على الوحدة علامة قوة العقل
يا هشام نصب الحق لطاعة الله ، ولا نجاة إلا بالطاعة ، والطاعة بالعلم
والعلم بالتعلم ، والتعلم بالعقل يعتقد ، ولا علم إلا من عالم رباني ، ومعرفة
العلم بالعقل
يا هشام قليل العمل من العالم مقبول مضاعف ، وكثير العمل من أهل الهوى
والجهل مردود .
يا هشام إن العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة ، ولم يرض بالدون
من الحكمة مع الدنيا ، فلذلك ربحت تجارتهم .
يا هشام إن العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب
يا هشام إن العاقل نظر إلى الدنيا وإلى أهلها فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة
ونظر إلى الآخرة فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة ، فطلب بالمشقة أبقاهما .
يا هشام إن العقلاء زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة
يا هشام من أراد الغنى بلا مال ، وراحة القلب من الحسد ، والسلامة في الدين
فليتضرع إلى الله عزوجل في مسألته بان يكمل عقله ، فمن عقل قنع بما يكفيه ،
ومن قنع بما يكفيه استغني ، ومن لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغني أبدا .
يا هشام كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول : ما عبدالله بشئ أفضل من العقل ،
يا هشام إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول : إن من علامة العاقل ان يكون
فيه ثلاث خصال : يجيب إذا سئل ، وينطق إذا عجز القوم عن الكلام ، ويشير بالرأي
الذي يكون فيه صلاح أهله ،
يا ابن رسول الله ومن أهلها ؟ قال : الذين قص الله في كتابه وذكرهم ، فقال : " إنما
يتذكر أولو الالباب " قال : هم اولو العقول .
الكافي مجلد: 1