تعيش فتاة مجتمعنا منذ ولادتها على حلم وأمنية زرعها المجتمع ومن حولها في لاوعيها وعقلها الباطن، ولا ينسى الجميع أي مناسبة إلا ويذكرها بها، كي يرشخ هذه الصورة في خيالها وبالها بكل ما أوتي من قوة...، وما هذا الحلم وهذه الأمنية إلا صورتها بالفستان الأبيض...
يجعل هذا المجتمع حياتها تتمحور حول هذا...، لا بل ولا يرحمها إن لم تحققه.
ويبقى هذا الحلم في بال بنات هذا المجتمع، شاءت إحداهنّ أم أبت، ومهما زادت ثقافتها أو قلّت. لكن ما نفع أن تًزفّ قناعةً أن أحدهم هو المناسب؟ أو أن تًزفّ لأنها شعرت أن الأبيض سيغادر أحلامها قريباً...؟
والحقيقة أن الكثيرات تختار هذه الخيارات، ومَن يعلم ربّما تعِشن بسعادةٍ... وربّما تعانين تعاسةً. أما مَن لم يحالفها الحظ أو مَن -بنظر المجتمع- غادرها حلمها الأبيض لن يرحمها المجتمع لأنها لم تحافظ على ما زرعه من صورة ولم ترضِ أفكاره، ومَن يدري ربّما ستعيش تعاسةً أكتر ممن اختارت أن ترضي المجتمع، وربّما ستمضي قُدماً في حياتها حتى يأتي اليوم الذي سيأتي فيه الأبيض ليحقق حلمهما معاً وليس حلم مجتمع...