الحكمة من اختلاف خلقة البشر
والاختلاف من حيث التفاوت في القبح والجمال وتمام الخلقة ونقصانها والغنى والفقر والسلامة والمرض . وطالما ان الاشياء تعرف باضدادها . وان التفاوت المذكور يكون ضرورياً لأظهار القدرة الالهية المطلقة ولكي يعرف بأنه على كل شيء قدير وان هذا التفاوت يظهر صفتي اللطف والقهر الالهي.
ان صلاح بعض البشر تكمن في القبح او العمى او الابتلاء بالفقر والمرض ولو دققنا لوجدنا ان الصلاح يكمن فيما اختاره الله وشاهد على ذلك حيث ينقل احد الانبياء مر الى جوار شط واراد ان يعبره فرأى مجموعة من الاطفال من بينهم طفل اعمى قد اجتمعوا على اذيته وكانوا يغطسون احياناً في الماء تأثر النبي لحالة هذا الصبي ودعا الله سبحانه وتعالى ان يفتح عليه البصر فأستجاب الله لدعاء النبي فما كان من الصبي الا ان يمسك بالاطفال ويغطسهم في الماء ولا يتركهم الا بعد ان يختنقوا غرقاً . وبهذه الطريقة اغرق عدد من الاطفال فالتفت النبي الى ربه وقال انك اعلم مني بحال الصبي ثم طلب من الله ان يعيد الطفل الى سابق عهده أي الى عماة . ومن الاسباب الاخرى ان يكون الانسان نعرض للاختبار الالهي ليتميز مسلك السعادة عن مسلك الشقاء ويفرز بين اصحاب المسلكين فاصحاب الابتلاء يمتحنون بالصبر والتسليم فينال الصابر منهم مقام الصابرين اما الاصحاء المعافين فيمتحنون بالشكر واداء ما عليهم من التكالف الالهية ازاء اخوانهم المبتلين حيث قال تعالى (( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة اتصبرون )) ومن جهة ثانية فقد ثبت في ابحاث علم الكلام ان الله سبحانه وتعالى يعوض العباد عما عانوه وواجهوه من الوان الالام والمصائب والحرمات بمقدار يساوي رضا العبد بالبلاء وذلك في الاشياء المتعلقة بالله ، كالقبح والحسن وتشويهات الخلقة وغيره . وفي الكافي عن عبد الله بن ابي يعفور قال شكوت الى ابي عبد الله (ع) ما القى من الاوجاع وكنت مسقاماًً فقال لي : يا عبد الله لو يعلم المؤمن ما له من الاجر في المصائب لتمنى ان يقرض بالمقاريض . وفي بحار الانوار تقرأ ان ابا بصير جاء الى الامام الباقر (ع) وكان اعمى فطلب منه ان يفتح له من بصره بأذن الله تعالى فطلب الامام ان يقترب منه ثم مسح على عينيه بيده الكريمة فابصر فقال له الامام (ع) ( أتحب ان تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة او تعود كما كنت ولك الجنة خالصاً . فأختار ابو بصير الصبر على العمى مع الجنة فعاد الى حالته.
منقولة من صحيفة القائم