عربدة ومتفرجون
أحمد حمادة
يمارس الكيان الإسرائيلي كل صنوف الإرهاب جهاراً نهاراً وتبقى كل المنظمات الدولية السياسية والحقوقية صامتة فلا تطالب بمحاسبته أو لجمه أو فرض العقوبات ضده لأن حليفته الكبرى الولايات المتحدة ترغب بذلك وتمارس بدورها سطوتها على تلك المنظمات لمنع أي تحرك أو قرار يدين هذا الكيان العنصري.
ولا يكاد يمر يوم أو أسبوع دون أن يغرق هذا الكيان الإرهابي بانتهاك القانون الدولي لكن المفارقة الصارخة والمريرة أن المنظمات الحقوقية الدولية وفي المقدمة المحكمة الجنائية الدولية ومجلس حقوق الإنسان عيونها على دول أخرى وشعوب أخرى لأن واشنطن لها مصالح استراتيجية تستدعي إدانة هذه الدول ومحاسبتها وتلفيق التهم لها تمهيداً لتحقيق هذه المصالح الجشعة.
ولعل أكثر ما يثير الاستغراب في هذا الصمت الغربي ولاسيما تلك المنظمات الناطقة باسم حقوق الإنسان التي تستظل بقيم الديمقراطية والعدالة (الغربية) أن يصل الأمر بالكيان الإسرائيلي أن يمارس العربدة في مختلف الاتجاهات دون أن تحرك هذه المنظمات ساكناً فلا تدين ولا تشجب ولا تنتقد على أقل تقدير، وآخر عربدات هذا الكيان الإرهابي إدراج «الكنيست» الصهيوني لموضوع ما أسماه فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى.
فقد اكتفت مؤسسات العالم بالتفرج على احتلال القدس واحتلال الأراضي الفلسطينية بما فيها المسجد الأقصى دون أي موقف جدي تجاه هذه الجريمة المستمرة منذ عدة عقود، واليوم تواصل سكوتها المخزي حتى على مثل هذه الوقاحات السياسية التي لم يسبق الكيان الإسرائيلي إليها أحد في العالم.
ولأن الأمر كذلك فإن هذا الكيان سيواصل جرائمه وعربدته واستباحته للأجواء والأراضي لأنه يجد التربة المناسبة والمناخ الملائم على الصعيد الدولي لإرهابه المنظم.