بسم الله الرحمن الرحيم...اللهم صل على محمد وال محمد...القرآن العظيم هو النور الساطع والضياء اللامع بينة بصائره منكشفة سرائره منجلية ظواهره...من كلام السيدة فاطمة الزهراء في خطبتها فهي تكشف عن القرآن وعظمته ففيه ايات عظام بل كله عظيم فهذه اية من ايات الله قد اثبت العلم الحديث صدقها وهي تتكلم عن خلق الله تعالى والتي هي السماء...قال الامام الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: ان الله انزل في القرآن تبيان كل شيء حتى والله ما ترك الله شيئا يحتاج العباد اليه الا بينه للناس حتى لا يستطيع عبد يقول : لو كان هذا نزل في القرآن الا وقد أنزل الله فيه...(1)فلقد وصف القران الكريم الذي نزل قبل اربعة عشر قرنا في وقت كان فيه علم الفلك في طوره البدائي ان الكون يتمدد فقد جاءت الاية التالية(والسماء بنيناها بأيد وانا لموسعون...)(الذاريات 47) كلمة السماء كما تذكرها الاية مذكورة في مواطن عدة في القرآن الكريم بمعنى الكون والفضاء وهنا مرة اخرى الكلمة المذكورة بهذا المعنى وبكلمات اخرى فالقرآن الكريم كشف ان الكون يتوسع او يتمدد وهي نفس النتيجة التي خلص اليها العلم في ايامنا هذه...وهناك كلام في المراد من (وإنّا لموسعون):فقال بعضهم معناه توسعة الرزق من قِبَلِ الله على العباد بواسطة نزول الغيث ، وقال بعضهم معناه توسعة الرزق من جميع الجهات ، وقال بعضهم معناه غنى الله وعدم حاجته ، لأنّ خزائنه من السعة بحيث لا تنفذ ولا تنقص مهما كان عطاؤه!! ولكن يقف القارئ عند كلمة سماء وموضوع خلقها بغض النظر عن بأيد التي تعني حسب ما ذكر العلماء(2)وهنا موضوع بحثنا حيث اثبات العلم الحديث صدق القرآن ودعما له فنقف عند هذه الاية ونقول ان الله خلق السماوات ويوسعها دائما...يقول العلم الحديث ان السماء في اتساع دائم أي ان بعض النجوم المستقرة في المجرات تبتعد عن مركز مجراتها بسرعة هائلة حتى ان هذه السرعة لها اثر في الاتساع في كثير من المواقع!!! فحتى فجر القرن العشرين كانت النظرة العلمية الوحيدة السائدة في العلم هي ان الكون له طبيعة ثابتة وهو الموجود في الازل ولكن الابحاث والملاحظات والحسابات التي اجريت بواسطة التقنيات الحديثة كشفت ان الكون في الحقيقة له بداية وانه يتمدد بانتظام...نبدأ بالشواهد العلمية كدليل حديثة على هذه النظرية...ففي بداية القرن العشرين اثبت عالم الفيزياء الروسي والمتخصص بالعلوم الكونية البلجيكي جورج لومية نظريا بأن الكون في حركة دائمة وانه يتمدد...وهذه الحقيقة اثبتت ايضا من خلال المراقبة في عام 1929 ىىفمن خلال مراقبة السماء بالتليسكوب اكتشف عالم الفلك الامريكي ادوين هابل ان النجوم والمجرات تتحرك بعيدا عن بعضها البعض بشكل دائم وهذا يعني ان الكون الذي يتحرك فيه كل شيء بشكل دائم بعيدا عن بعضه البعض هو كون متمدد بشكل دائم ولقد استطاعت الملاحظة المستمرة في السنوات التي تلت ان تثبت ان الكون يتمدد بشكل مستمر وهذه الحقيقة شرحها القرآن في وقت لم تكن فيه معروفة عند احد وهذا بالطبع لان كلام الله الخالق حاكم الكون بأكمله...(3)وقد ذكر الكاتب فريد هويل : أنّ أقصى سرعة لإبتعاد النجوم عن مركزها حتّى الآن 66 ألف كيلومتر في الثانية، والمجرّات التي هي أبعد منها ـ في نظرنا ـ ومض نورها قليل جدّاً حتّى أنّه من الصعب تحديد سرعتها، والصور الملتقطة من السماء تدلّ على أهميّة هذا الكشف وأنّ الفاصلة ما بين هذه المجرّات تتّسع أكثر من المجرّات القريبة منّا بسرعة(4)ويقول «جورج جاموف» : في هذا الصدد :إنّ فضاء العالم المتشكّل من ملياردات المجرّات في حالة إنبساط سريعة، والحقيقة هي أنّ عالمنا ليس في حالة من السكون، بل إنبساطه مقطوع به .. والإذعان إلى أنّ عالمنا منبسط يهيؤ المفتاح لخزينة أسرار معرفة العالم لأنّه إذا كان العالم الآن في حالة الإنبساط فيلزم أن يكون في زمان ما في حالة إنقباض شديد(5)اما الكاتب «جان الدر» يقول:إنّ أحدث وأدقّ تقدير طول الأمواج التي تبثّها النجوم يكشف الستار عن وجه حقيقة عجيبة ومحيّرة أي أنّها تكشف لنا أنّ مجموع النجوم التي يحويها العالم تبتعد عن مركزها بسرعة دائماً وكلّما كانت الفاصلة بينها وبين مركزها إزدادت سرعتها.فكأنّ جميع النجوم كانت مجتمعة في هذا المركز ثمّ تفرّقت عنه مجاميع كبيرة من النجوم واتّجه كلّ منها إلى اتّجاه خاصّ...ويستنتج العلماء من ذلك أنّ العالم كانت له نقطة بداية وشروع(6)الله سبحانه وتعالى اعطنا في القرآن علم كل شيء وجمعها في امام مبين فعن الامام الصادق عليه السلام قال :فيه (القرآن)خبر السماء وخبر الارض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن فقد قال الله تعالى :فيه تبيان كل شيء...(7)فأهل البيت عليهم السلام حاولوا دائما ربطنا بالقرآن الكريم في كل شيء فهذا الصادق عليه السلام يدلنا عليه ومن قبله الزهراء عليها السلام بخطبتها مثلما ذكرت قبل فالقرآن هو كلام الله تعالى وحديثه لنا فعلينا ان لا نتركه فهو وصاية رسول الله صل الله عليه واله...والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وعلى ال محمد الطيبين الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...(1)تفسير القمي ص 87...(2) الايد على وزن الصيد، معناه القدرة والقوّة ـ وقد تكرّر هذا المعنى في آيات القرآن المجيد، وهو هنا بمعنى قدرة الله المطلقة العظيمة في خلق السماوات!ودلائل هذه القدرة العظيمة واضحة جليّة في عظمة السماوات ونظامها الخاصّ الحاكم عليها أيضاً....(3) المعجزات القرآنية...(4) ـ حدود النجوم...(5)بداية العالم ونهايته...(6)بداية العالم ونهايته...(7) بصائر الدرجات ص 194