مع تصاعد وتيرة الأحداث في أوكرانيا ودخول الأزمة السياسية في مسار "عمل عسكري"، يسعى أفراد الجالية العربية في مدن أوكرانيا إلى تجنب الدخول في معترك الأزمة برغم الآراء السياسية المتباينة للبعض على خلفية الأزمة السورية.
ويقول رئيس البيت العربي في أوكرانيا، صلاح زقوت، في حديث عبر الهاتف لـ"سكاي نيوز عربية" إن "الجالية العربية بخير ولم يتعرض أحد من أفرادها لأي أذى".
فالجالية العربية في أوكرانيا يقدر عددها بحوالي 20 ألف شخص تشمل الطلاب والعائلات ورجال الأعمال إضافة إلى الأسر المختلطة بالزواج من أوكرانيات، فيما تمثل الجالية السورية الأكبر بين الجاليات العربية، بعد لجوء عدد من الأسر السورية، يليها الفلسطينية والعراقية الأردنية.
ويتواجد العرب في أوكرانيا لأسباب مختلفة، منها للدراسة ومنهم من استقر لعدة أسباب، فهناك من تزوج وتأقلم وآثر العيش في أوكرانيا مع عائلته الجديدة وأطفاله، ومنهم من اضطرته ظروفه وفشله بالدراسة لعدم العودة فاشلا وآثر أيضا البقاء.
وهناك من اشتغل بالتجارة بين أوكرانيا وبلده الأصلي، ونجد أيضا من وصل إلى أوكرانيا معتقدا أنها أقصر الطرق للوصول لإحدى الدول الأوروبية.
وأضاف زقوت أن هناك تباين في الآراء السياسية من الأزمة بين البعض خصوصا الجالية السورية، التي يرى الموالون للحكومة السورية أن ما يحدث في أوكرانيا هو موجه ضد روسيا بسبب مواقفها، فيما أبدى آخرون سعادتهم بما يحدث.
وأشار رئيس البيت العربي إلى أن "اتجاها ثالثا متوازن يرى أن أوكرانيا يجب أن تكون غير مقسمة ولا تدخل في أي أحلاف لا من الشرق أو من الغرب".
وأوضح أن الحياة تسير بشكل طبيعي في مختلف المناطق بأوكرانيا، وأن الجالية العربية سواء الطلاب أو رجال الأعمال يباشرون أعمالهم بشكل منتظم، وأنه على تواصل مع كل أفراد الجالية في مختلف المدن الأوكرانية.
وبين زقوت أن تصاعد وتيرة الأحداث، مع ارتفاع عدد القتلى في ساحة الاستقلال، دفع السفارات العربية إلى إطلاق تحذيرات وتنبيه على العرب بعدم التوجه إلى الأماكن الخطرة، موضحا أن هناك 13 سفارة عربية منتشرة في أوكرانيا.
أما حال عسكرة الأزمة، فيرى زقوت أن الجالية العربية ستكون محايدة لأن تكوين الجالية يغلب عليه التعليم الجامعي، ولهم طابع مختلف عن الجاليات العربية الأخرى المنتشرة سواء في أوروبا أو دول الاتحاد السوفيتي السابقة.
ولفت إلى أن الأوكرانيين شعب مسالم ولا يحب الحرب، وأن هدفهم أن يعيشوا بسلام وألا يواجهوا أي شكل من أشكال الحرب.