يا صغيرتي
الحياة فيها ظلم وجور !
فلا تلومينها
هى رحلة قصيرة .. ستنتهى يوماً ما
وسوف تذهبي الى المقر الذي
لا تُظلمي فيه ابدا
فلتقف لنا الحياة إحتراما
نحن الذين غضضنا بصرنا حين كسرتنا الظروف ،
نحن الذين إبتسمنا في وجه من خذلنا وقال فينا ما ليس فينا ،
نحن الذين تنهدنا بصمت حين كانت الأشياء تدعونا للصراخ،
نحن الذين لم يحالفنا الحظ يوما
ولكن مضينا قدما لمواصلة أحلامنا رغم انهيارها كل مرة ،
نحن الذين بعد كل نهوض نسقط
ونشدّ أزرنا بأنفسنا وننهض مرة أخرى وكأننا نتحدى الحياة والظروف والخسارات والوجع واليأس،
نحن الذين تجاهلنا تلك الكلمات القاسية التي حاولت إحباطنا مع بقية الأشياء العتيقة
التي حفرت لها نفقا خاصا في زاوية من ذاكرتنا
وبقيت فينا وبقينا فيها ،
نحن الذين لم ينظر أحد في أعيننا ليعرف كم حربا خضنا
وكم معركة تجاوزنا ،
نحن الذين ضحكنا حين كان البكاء واجبا .
وتبحث بين الناس عن ...
شخص يشبهها …
يعشق اللون الأسود … والسير في المطر … ورائحة التراب المبلل ورائحة الايس كريم
لا ينام الليل … يدعو للاخرين لدرجة انه ينسى احيانا ان يدعو لنفسه
يختار الصمت … ويتابع من بعيد … لا يتدخل بشؤون الآخرين… له أسرار لا يبوح بها لاحد مطلقا ً
يكره كثيرا التعصب والكذب والتطرف … يحب أن يكون غائبا حاضرا على أن يكون حاضرا غائبا
لا يعرف كيف يكره أحدهم … لكنه يجيد الرحيل دون رجوع
يسامح ولاينسى … ويفضل أن يكون وحده … وقليل الكلام
كيف أقاوم هذا العصر المملوكي ،
وهذا الحقد النيروني ،
وهذا القتل المجاني ،
وهذا العنفا ؟
كيف سأوقف هذا المد اللاقومي ،
وهذا الفكر التجزيئي ،
وهذا المطر الكبريتي ،
وهذا النزفا ؟
كيف نعبر عن مأزقنا ؟
كيف نعبر عما يكسر في داخلنا ؟
كيف سنتلو آي الذكر على جثتنا ؟
إن مباحث أمن الدولة تطلب منا
أن لا نضحك ..
أن لا نبكي ..
أن لا ننطق ..
أن لا نعشق ..
أن لا نلمس كف امرأةٍ ..
أن لا ننجب ولداً ..
أن لا نرسل أي خطابٍ
أن لا نقرأ أي كتابٍ
إلا عن أحوال الطقس ، وإلا عن أسرار الطبخ
فتلك قوانين المنفى ...
تجري دماء الأبرياء على الثرى نهراً
وعالَمُنَـا المخـدَّر يشهَـدُ
إني لأبصـر وجـه طفـلٍ تائه
وسؤاله الحيرانُ ، أين المرشـدُ ؟
يبكـي ولا أمُّ تكفكـف دمعه
يشكو وليـس لـه أبٌ يـتـودِّد!!
قلبى على جُرحِ الملائكةِ النوارس
إنى أراهم عائدين من المدارس
باست جبينهم المآذن والكنائس
كتبوا لكم هذا النداء
وطنى جريحٌ خلف قضبان الفساد
فى كل يومٍ يسقط العشرات من ابطالنا
إلى متى هذا الدمار
جفَّت ضمائركم ما هزَّكم هذا النداء
هذا النداء رقت له حتى ملائكة السماء
جفَّت ضمائركم وما جفَّت دماء الأبرياء