حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتن الأحد، من مواجهة عزلة دولية إذا لم يسحب قواته التي بدأت في الانتشار في إقليم القرم الأوكراني، بعدما فوض البرلمان الروسي الرئيس بالتحرك العسكري في الجمهورية السوفيتية السابقة.
وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما طلب من بوتن، خلال اتصال هاتفي مدته 90 دقيقة، إعادة قواته التي انتشرت في إقليم القرم الأوكراني وحذره من "مواجهة عزلة سياسية واقتصادية" إذا واصلت روسيا "انتهاك القانون الدولي"، بحسب بيان للبيت الأبيض.
وفي المقابل، أبلغ بوتن أوباما أن بلاده تحتفظ بحق حماية مصالحها ومصالح الناطقين بالروسية في أوكرانيا، بحسب بيان للكرملين.
وقال البيان: "ردا على هذه المخاوف التي أبداها أوباما بشأن خطط احتمال استخدام القوات المسلحة الروسية على أراضي أوكرانيا لفت بوتن الانتباه إلى الأعمال الاستفزازية والإجرامية من قبل القوميين المتطرفين والتي تشجعها بشكل أساسي السلطات الحالية في كييف".
وأضاف البيان أن الرئيس الروسي شدد على أنه "إذا انتشر العنف بشكل أكبر في المناطق الشرقية من أوكرانيا وفي القرم، تحتفظ روسيا بحق حماية مصالحها ومصالح الناطقين بالروسية الذين يعيشون هناك."
وكان أوباما قد عقد اجتماع "أزمة" مع فريقه للأمن القومي قبل محادثته مع بوتن. كما أجرى بعده محادثات مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر.
وأعلن البيت الأبيض تعليق مشاركة الولايات المتحدة في الاجتماعات التحضيرية لاجتماع قمة مجموعة الثماني في سوتشي بروسيا. واتخذت كندا ذات الخطوة واستدعت أيضا سفيرها لدى موسكو للتشاور.
وخلال اجتماع طارىء لمجلس الأمن، دعت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة سامنثا باور مجلس الأمن إلى نشر سريع لمراقبين دوليين من المنظمة الدولية ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أوكرانيا للمساعدة في وقف تصاعد الأزمة هناك.
من جانبه، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري موسكو من أن نشرها قوات روسية في أوكرانيا يهدد "السلم والأمن" الإقليميين وسيكون "تأثيره عميقا" على العلاقات الأميركية-الروسية.
وطلب المندوب الأوكراني في الأمم المتحدة يوري سيرغيف من مجلس الأمن الدولي حماية وحدة أراضي أوكرانيا.
وأرسلت روسيا سفينتين مضادتين للغواصات إلى قبالة ساحل منطقة القرم الأوكرانية. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن مصدر عسكري أوكراني قوله إن السفينتين ظهرتا قبالة ساحل منطقة القرم الأوكرانية.
وأعلن حلف شمال الأطلسي على لسان أمينه العام أندرس فوغ راسموسن عن اجتماع لسفراء دول الحلف الأحد من أجل بحث الأزمة في أوكرانيا.
وكانت وزير الخارجية الأوكراني سيرغي ديشتشيريتسيا قد صرح بأن بلاده طلبت من حلف شمال الأطلسي النظر في كل السبل الممكنة للمساعدة في حماية وحدة أراضيها.
وأعلن الرئيس الأوكراني الانتقالي، أولكسندر تورتشينوف، قد أعلن السبت عن قرار التعبئة العسكرية بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي والدفاع.
وأجرى وزير الدفاع الأميركي تشاك هغل مباحثات عبر الهاتف مع نظيره الروسي سيرغي شويغو السبت.
وندد الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأوروبية، على رأسها بريطانيا وألمانيا وفرنسا وهولندا وبولندا قرار المجلس الاتحادي الروسي. وأعلن أنه سيجتمع الاثنين لبحث الأزمة.
وبدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى تهدئة فورية واعتماد الحوار لمعالجة الأزمة.