منذ أول يوم تخطت فيه أقدامنا الصغيرة عتبة المدرسة ونحن نتعلم أننا أمة عظيمة ..العرب أسسوا الحضارة ..العرب نشروا ألأسلام ,حرروا الشعوب من الظلم وألأستعباد ..
كلمات وعناوين رنانة كانت تشد عزمنا ونحن نقف يوم الخميس من كل أسبوع قبل بدأ الدوام المدرسي ..طوابير لننشد نشيدا يتغنى بامة العرب وبطولاتها ..
كبرنا وكبرالغرور فينا فنحن أحفاد خالد بن الوليد وأحفاد سعد بن أبي وقاص ,وأحفاد فلان وزيد من العرب ..
حتى علمنا مخازي أجدادنا الذين نتغنى بهم ..أي جد هذا الذي راح يقتل من أجل إمرأة جميلة عشرات الرجال من قومها وكان زوجها في مقدمة القرابين لهذا الحب القاتل ..
أي جد هذا الذي قتل ولده سبط النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيد شباب اهل الجنة ؟
وبدأ التاريخ المشرف لأمتنا ينزع عنه ثوب الطهر والنقاء ليكشف لنا عن زيفه وخزيه ..هذا التاريخ الذي أبعد رجلا مثل علي بن أبي طالب عن مكانه ليضع من هو دونه مكانه ..
أي تاريخ هذا الذي لازالت دماء المسلمين فيه مستباحة باسم الدين ..المسلم يكبر حين ينحر أخاه المسلم .ويكبر حين يستحل حرمة نساء المسلمين ..صار التكبير ..إيذانا بالموت والدمار بعد أن كان إيذانا بالنور على يد خير البرية .
أي تاريخ هذا ..الذي يقتل فيه من يحمل إسم علي إن كان الجاني من طائفة أخرى ويقتل من يحمل إسم عمر إن كان القاتل من الطائفة ألأولى .لازلنا نبحث عن معصية السيدة عائشة في زمن صارت معاصينا جبالا .لو كان ألأمر بيدي لألغيت منهاج التاريخ من مدارسنا كلها .عسى أن ننسى ولو حقبة واحدة ملك فيها العرب .
في زمن ألف ليلة وليلة كان هارون العباسي يغتسل بالرياحين .. كانت فيه بغداد تعج بالمتسولين والجياع ..
واليوم تعود لبغداد لياليها الملاح ..لكن ليالي دموية قاتمة ..تنذر بسنين مرعبة ..إنهم بنو العباس في آخر الزمان ..
نفس ألأسلوب ..ومحاولة تزييف التاريخ تعود مرة اخرى بأيدي محترفة ..شعارهم ..لا للأرهاب والطائفية ..وأسلوبهم إشعال نار الطائفية ..والقتل على الهوية
لاتستغربوا أفعال جيش أبي سفيان اليوم لأنهم إمتداد لتاريخ العرب هذا التاريخ الذي ينتظر من يأتي ليصلح مساره .
أللهم عجل بمجيئه ..