حين استيقظوا في الصباح ... أحسوا أن هناك خطباً ما .. كان هناك خلل في الترتيب ... ظن الجميع أن الأمر عادي .. أو أنه سيزول بمفرده و مضوا كل إلى عمله بهمة ونشاط فما كان الكسل من صفاتهم بأي حال من الأحوال ...
اليوم الثاني ... لم يكن الغريب واحداً ... تكاثر الغرباء ... بشكل غير منظم .. بشكل دخيل ... بدأ الجميع بالقلق .. لكن لم يكن هناك ما يدفعهم لاجراء ما ... فالأمن مستتب و الوضع نظرياً جيد ..
مع صباح اليوم الثالث كان أول صدام بين السكان الأصليين و الدخلاء .. وجد السكان أن الدخلاء يحاولون أخذ مكانهم ... مسببين الكثير من الفوضى .. وكان هذا خطراً ببساطة .. فأعلن الجميع الاستنفار ..
من ناحية أخرى كان صديقنا يشعر أنه ليس بخير ... كان يشعر أنه مريض ... كان يشعر بالانهاك منذ فترة ... لكن ليس هناك من عرض واضح و لا مرض معروف !!
بعد انتظار ماعاد الوضع محتملاً .. و أصبح لا بد من زيارة الطبيب فصديقنا مريض وة جسمه في الداخل يصارع الدخلاء وحده .. وكانت النتيجة .. مفاجءة ثقيلة ... صديقنا مصاب بالسرطان !!
حزن صديقنا في البداية كحزننا ونحن نقرأ هذه الكلمات .. فكر .. أنا مريض .. وسوف أموت ... و امتلأ قلبه بالتشاؤم بلا حدود ...
مع اعتراض شديد منه بدأ العلاج ... بدأ يفقد شعره .. وقرر أنه لن يكمل المدرسة .. مع اصرار والديه دخل يوماً صفه ليجد أن جميع أصدقائه قد حلقوا شعرهم تضامناً معه ودعماً له ..
كل يوم كان يكتشف أنه ليس وحده .. معه أطفال و كبار من كافة دول العالم ومن كل الجنسيات .. راسلهم وتعرف إليهم و أصبحوا يشجعون بعضهم ... كان يشعر أنه يجب أن يفوز بالتحدي و يجب أن يربح المعركة و بأنه لا بد بإذن الله أن ينتصر..
مرت سنوات ... أصبح صديقنا طبيباً متخصصاً في أورام الأطفال .. يروي لهم قصته ..ويساعدهم في معركتهم و يزرع فيهم الأمل .. و يصر أن يحتفل بانتصاراتهم في الرابع من شباط من كل عام ... اليوم العالمي لسرطان الأطفال...