النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

البحث العلمي و خصائصه

الزوار من محركات البحث: 61 المشاهدات : 900 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    الصبر كميل يا زكية
    تاريخ التسجيل: August-2012
    الدولة: مُرني
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 14,201 المواضيع: 2,060
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 6137
    مزاجي: كده..اهو ^_^
    آخر نشاط: 16/July/2024

    البحث العلمي و خصائصه

    خصائص البحث العلمي
    البحث العلمي : مدلوله - خصائصه : البحث : كلمة لها مدلول لغوي عام تعني : طلب الشيء، وإثارته، وفحصه. هذه المعاني كلها مجتمعة تشير بالفعل إلى طبيعة البحث العلمي؛ إذ هو طلب لمجهول، يستدعي إثارة كل ما يمكن أن يمد الباحث بمعلومات مفيدة في مجال البحث، والتنقيب عنه، ثم فحص ما تجمع من تلك المعلومات لطرح ما ليس ذا صلة بالبحث والمطلوب وإبعاده. ثم دراسة وتحليل ما تبقى مما له به صلة مباشرة، أو يساعد على دراسة جانب من جوانبه. ويعرف العلماء المتخصصون البحث بأنه : عملية علمية، تجمع لها الحقائق والدراسات، وتستوفي فيها العناصر المادية، والمعنوية حول موضوع معين دقيق في مجال التخصص؛ لفحصها وفق مناهج علمية مقررة، يكون للباحث منها موقف معين؛ ليتوصل من كل ذلك إلى نتائج جديدة. هذه النتائج هي ثمرة البحث، والغاية التي ينشدها الباحث من وراء العملية العلمية الفكرية، سواء كانت نظرية أو تجريبية، وهي ما يعبر عنها علمياً بـ(الإضافة الجديدة) المطلوبة في البحوث العلمية العالية. وهذا شيء مهم جداً، بل هو عنصر أساسي في البحث؛ ليتطابق الاسم مع المسمى، والعنوان مع المضمون. والإضافة الجديدة في البحوث تتخذ صوراً شتى، فقد تكون أفكاراً جديدة في المجال العلمي، كما تكون حلاً لمشكلة علمية، أو بياناً لغموض علمي، إلى غير ذلك من الأغراض المطلوبة مما يتفق ومدلول كلمة (البحث العلمي). فحينما يحقق العمل العلمي واحداً من هذه الأغراض تتحقق أساسياته، ويتجلى فيه معناه الحقيقي بأوضح صورة، ويصدق عليه حينئذ أنه إضافة جديدة للمعرفة. وفي المقابل فإن كثيراً من الأعمال العلمية التي تختلف بطبيعتها عن (البحث العلمي) لا يمكن أن يطلق عليها هذا العنوان من ذلك : المؤلفات التقريرية التي لا تتجاوز إعادة الصياغة والتقسيمات. ما كان جمعاً لمعلومات ووصفاً لها فقط. الكتاب المدرسي مهما بلغت جودته، أو أهميته في مجال التدريس، فليست هذه من قبيل البحث العلمي؛ لأنها تقرر حقائق معلومة، وقضايا مسلمة في مجال التخصص، وجمع المعلومات في البحث العلمي هو جزء منه، ولكنه ليس هو كل البحث، أو الجزء الأهم فيه. كما لا يعد من البحث أنواع الدراسات الآتية : جمع المعلومات التاريخية وحدها لا يسهم بجديد إلى المعرفة، إذا لم يكن ثمة تحليل لها، أو فحص للأفكار التي تضمنتها. وصف حالة من الحالات، أو قضية من القضايا إذا لم يكن توضيحاً لنظرية، أو أفكار جديدة. تطوير مشروع علمي يعتمد على معلومات معرفة في مجال التخصص لا يعد في نطاق البحوث العلمية الأصيلة إلا في حالات مقارنة النتائج، والدراسات. تطوير طريقة معينة، أو نظام معين، ووضعه موضع التنفيذ في مجال من المجالات الاجتماعية، أو التجارية، أو الحكومية، أو الجامعية ربما يكون نشاطاً مبتكراً، ولكن لا ينطبق عليه مفهوم البحث. ربما يضع الدارس برنامج كمبيوتر لعمل إحصائية تحليلية، قد يكون هذا مشروعاً جيداً، ومفيداً، ولكن لا يمثل بحثاً يستحق به درجة علمية جامعية، ليس لشيء، ولكن لأنه يمثل تطوير مشروع لا يضيف للعلم جديداً. ومن باب أولى أن لا تعد المقالات المطولة أبحاثاً، وبخاصة إذا كانت تقدم معلومات مسلمة، فللبحث العلمي طبيعته، وخصائصه. الحجم في البحث العلمي طولاً، أو قصراً ليس معياراً من المعايير التي تقاس بها الأبحاث، أو يحكم عليها من خلاله، ولكنه المضمون، والخصائص، والجوانب الفنية التي تصاغ في ضوئها، وحسب قوانينها. أما خصائص البحث العلمي فأهمها : أولاً : الموضوعية : ويقصد منها الباحثون جانبين مهمين هما : أ- حصر الدراسة، و تكثيف الجهد في إطار موضوع البحث، بعيداً عن الاستطراد، والخروج عن موضوع البحث إلى نقاط جانبية هامشية، مما يسبب تشتيت أفكار القارئ، وهو من قبل هذا جهد يأتي على حساب الموضوع الرئيس، فيؤثر على مستواه، في حين أن المفروض الاحتفاظ للبحث بكل مجهود، ومساحة على صفحاته. ب- تجرد الأفكار والأحكام من النزعات الشخصية، وعدم التحيز مسبقاً لأفكار، أو أشخاص معينين، فالهدف الأول والأخير من البحث هو التوصل إلى الحقيقة كما هي، مؤيدة بالأدلة والشواهد، بعيدة عن المؤثرات الشخصية، والخارجية التي من شأنها أن تغير الموازين. "..وليست أهمية العلوم وعظمتها في الحقائق التي كشفت عنها، بقدر ما هي كامنة في الطريقة، وفي الروح العلمية التي تبحث بها الحقائق". ثانياً : المنهجية : نسبة إلى المنهج وهو : طريقة تنظيم المعلومات، بحيث يكون عرضها عرضاً منطقياً سليماً : متدرجاً بالقارئ من السهل إلى الصعب، ومن المعلوم إلى المجهول، منتقلاً من المسلمات إلى الخلافيات، متوخياً في كل ذلك انسجام الأفكار، وترابطها. جاء تعريفه بأنه : "فن التنظيم الصحيح لسلسة من الأفكار العديدة، إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون بها جاهلين، وإما من أجل البرهنة عليها للآخرين حين نكون بها عارفين". "...إن المهم بالدرجة الأولى من هذا التدريب العلمي فحص خبرة الكاتب، وقدرته الفنية التي يبرزها، والتي تظهر من خلال استعماله للمعلومات في موضعها الصحيح". ولئن كانت هذه هي أهم خصائص البحث العلمي ومكوناته، فهناك أمور أخرى مهمة تدل بنفسها على أصالة البحث، وجودته، والتزامه المنهج العلمي الصحيح. "...فالبحث العلمي يعرف من العنوان الذي يجمع بين الجدة، والدقة، والتبويب، وما بين الفصول والفقر من ترابط، وتجانس، وتناسب، والهوامش، وما هي عليه من إيجاز في الدلالة على المصادر، ثم ما يصحب كل ذلك من فهارس، وقائمة تامة للمعلومات عن المصادر والمراجع... وإذا كانت هذه الأمور أدخل بالجانب الشكلي من البحث فإن قراءة فقرة هنا وهناك بين المقدمة والخاتمة تؤيد علمية البحث، إذا وقع القارئ على حسن الرأي، وجودة المناقشة، وشخصية الكاتب، وسيطرته على المادة، وإعرابه عن كل ذلك في لغة سليمة، جميلة، بعيدة عن التطويل، والثرثرة، وكلما زاد في القراءة ازداد قرباً من المؤلف....". والبحث العلمي يقوّم بمقدار جدواه العلمية، والاجتماعية، وبقدر ظهور شخصية الباحث المتمثلة في أصالة أفكاره، المبنية على أساس من تفهم المادة العلمية، ومنهجيته في عرضها، ومناقشتها بأسلوب علمي، هادئ، متجرد، والتزام الجوانب الفنية المطلوبة للبحث. "فالشيء الأساسي، والذي ينبغي أن نحفظه دائماً في عقولنا هو أن الدراسة، والبحث ليست مجرد تجميع البيانات، والمعلومات، والحقائق...، ولكن تفسير الباحث لهذه الحقائق، وبيان معانيها، ووضعها في إطار منطقي مفيد هو الذي يميز التفكير العلمي عن سواه، فالبحث يتطلب الفكر....ومن هنا كان التفكير الذي يتضمنه البحث هو ما يسمى بالتفكير العلمي النقدي "Critical Thinking". ويجب أن نشير هنا إلى التفكير العلمي وعلاماته...فالشيء الأساسي والذي ينبغي أن نحفظه دائماً في عقولنا، هو أن الدراسة والبحث ليست مجرد تجميع البيانات والمعلومات والحقائق.. ولكن تفسير الباحث لهذه الحقائق وبيان معانيها ووضعها في إطار منطقي مفيد هو الذي يميز التفكير العلمي عن سواه. فالبحث يتطلب الفكر.. ومن هنا كان التفكير الذي يتضمنه البحث هو ما يسمى بالتفكير العلمي أو التفكير النقدي Critical Thinking وعلى ذكر مصطلح التفكير النقدي - فيمكن أن نشير إلى أن تفكيرنا في حياتنا اليومية هو تفكير غير موجه...فنحن ببساطة نتفاعل بأقل مجهود مع الخبرات التي نواجهها.. ونحن نميل إلى التعميم بناء بناء على خبراتنا الخاصة دون أن نفكر تفكيراً عميقاً في هذه الخبرات.. وبدون تجميع كل الحقائق الضرورة لاتخاذ قرار حكيم..إن هذا التفكير العشوائي غير الدقيق يمكن أن يؤدي بناء إلى أخطاء عديدة.. ولكن التفكير العلمي يتطلب منا أن نجمع كل الحقائق المتعلقة بالموضوع وأن نضعها في إطارها المنطقي الصحيح دون تحيز حتى يمكننا أن نصل إلى النتيجة السليمة. كما أن الباحث والدراسة يتطلب منا نوعاً معيناً من التفكير الذي يتضمن كلاً من التدليل العقلي الاستنباطي والاستقرائي Deductive and Inductive وصياغة إطار منطقي للدليل المؤيد لنتائج البحث... وهذا يقودنا إلى بيان خصائص الطريقة العلمية ومميزاتها ثم بيان الخطوات التي ينبغي إتباعها في هذه الطريقة، وأخيراً بعض المخاطر التي تكتنف البحث العلمي الجاد. أولاً : مميزات الطريقة العلمية وخصائصها : (1) تعتمد هذه الطريقة على الاعتقاد بأن هناك تفسيراً طبيعياً لجميع الظواهر التي نلاحظها.. كما أن هذه الطريقة تفترض أن العالم هو كون منظم لا توجد نتيجة فيه بدون سبب. وإذا كان الإنسان البدائي، يرد كل شيء غير عادي إلى تدخل الآلهة، أو السحرة أو غير ذلك من الأسباب، فإن الإنسان الحديث يتطلع ويتلمس الأسباب الطبيعية، مادام ذلك ممكناً...وعلى الرغم من أن هناك بعض مجالات المعرفة، التي لا تطبق في الوقت الحاضر -الطريقة العلمية، فإن هذه الطريقة قد لقيت نجاحاً ملحوظاً في مجالات عديدة أخرى. (2) ترفض الطريقة العلمية الاعتماد على مصدر الثقة، ولكنها تعتمد على الفكرة القائلة بأن النتائج لا تعتبر صحيحة إلا إذا دعهما الدليل Evidence. إن إمكانية إضافة حقائق جديدة إلى المعرفة الإنسانية، ليس أمراً سهلاً ميسوراً، وعلى الرغم من أن الشخص العادي، يتقبل كثيراً من الأفكار على أنها صحيحة، فإن الباحث المدقق لا يعترف بصحتها أو قيمتها قبل أن يخضعها للفحص الدقيق والبحث عن دليل صحتها ووزن وتقييم الجوانب المؤيدة والمعارضة. وكثيراً ما تستعصي المشكلة على الحل...لأن الدليل غير كافٍ أو لأنها لا تثبت للاختبار المنطقي أو العقلي. والباحث الحديث لا يتقبل ما قاله أرسطو - أو غيره من الفلاسفة الكبار، على أنه قضية مسلم بها... ولكنه يقوم بالتأكيد من ذلك بفحص الحقائق، وذلك يتطلب الملاحظة المباشرة Direct Observation ويتطلب التجربة أيضاً. ومن أقدم الأمثلة على ذلك، ما قام به جاليليو في البحث عن معدل سرعة سقوط الأجسام..وذلك بإسقاط كرات مختلفة الأوزان من برج بيزا المائل في عام 1589. لم جاليليو مقتنعاً بمجرد الاستنتاج المنطقي Reasoning أو استشارة أهل الثقة في الموضوع، ولكنه درس الحقائق -في الواقع- بالطرق التجريبية. لقد كان الاعتقاد السائد لدى المفكرين -من أتباع أرسطو- أن الأشياء الثقيلة ستسقط على الأرض بسرعة أكبر من الأشياء الخفيفة...وهذا الافتراض يبدو منطقياً ومعقولاً لكل من يفكر في الأمر دون أن يجشم نفسه عناء اختبار هذا الفرض بالتجربة. لقد رفض جاليليو أن يوافق على ما يقوله أهل الثقة، كما رفض المنطق كأساس لنتائجه وتعلم -ربما لدهشته هو أيضا- أن الكرات الحديدية المختلفة الأوزان تسقط جميعاً بنفس معدل السرعة "وذلك باستثناء الاختلافات الطفيفة التي تسببها مقاومة الهواء...". (3) لقد استبدلت الطريقة العلمية الملاحظة المباشرة بالمنطق، أي أنها اعتمدت على الملاحظة المباشرة مادام ذلك ممكناً... وتشير تجربة جاليليو السابقة إلى هذا الجانب من الطريقة العلمية واختلافها عن الطرق الأخرى...فالأفكار والحقائق سواء تم الوصول إليها عن طريق المنطق أو عن طريق الاستعانة بمصدر ثقة، يجب أن تخضع للاختبار والتجربة لإظهار صحتها أو بطلانها. ولا يعني ذلك من غير شك، أننا قد استغنينا عن المنطق أو مصادر الثقة نهائياً في البحث... ذلك لأن ما يقوله أهل الثقة بالنسبة لموضوع معين، يمكن أن يكون مفيداً عندما تنقصنا الأدلة الأخرى... وخصوصاً عندما لا يكون هناك دليل مخالف...ولكن يجب أن نشير إلى أن الاعتماد على أهل الثقة، لا يكون بذاته وسيلة البحث العلمي بل ربما يؤدي هذا الاعتماد بالباحث إلى أن يضل الطريق. (4) يجب أن تكون حيثيات النتائج التي نصل إليها في الطريقة العلمية منطقية دائماً. وبمعنى آخر فالنتائج يجب أن تكون متمشية مع الدليل ومع الحقائق المعروفة، ومع التجربة داخل مجال الدراسة. فالمنطق يمكن أن يعتبر لغة الاستنتاج العقلي Reasoning (المتصل بالصفات) كما تعتبر الرياضيات لغة القياس (المتصل بالكم أو الحجم)، وعلى ذلك فاستخدام المنطق أساسي وضروري للبحث العلمي كذلك. إن البحث العلمي نظامي ومضبوط، وإن البحث العلمي خبري، أي ما يحصل عليه الباحث العلمي يكون موضع اختيار، مما لا يسمح التساهل بالدقة والصحة والموضوعية في كل ما يصل إليه من نتائج. إن ما يميز البحث العلمي عن الأنشطة الأخرى خصائصه، ورغم أن جميعها تشترك في خاصتي جمع الحقائق والبيانات وتبليغها، إلا أن الاستقصاء العلمي يهتم ويتسم بمجموعة من الخصائص والسمات هي : 1- الموضوعية : (objectivity) الموضوعية في البحث والموضوعية في عرض النتائج، ورغم أنها حديثة على الفكر العالمي، إلا أنها أهم خصائص البحث العلمي، فالبحث العلمي يجب أن يكون منزهاً عن الهوى الذاتي، وأن تكون غايته الأولى الدخول إلى الحقيقة واكتشافها، سواء اتفقت مع ميول الباحث أم لم تتفق، ونشير بتحفيظ إلى أن البحث رغم أنه لا يستطيع أن يتخلى عن الذاتية التي تتحلى في أثر الباحث،والتي تحدد نوع الإبداع والابتكار، وتعطيه طابع الأسلوب الشخصي فإن الصفة الموضوعية تلك التي تتجلى في تطبيق الوسائل العلمية على البحث، استخدام المادة واستقرائها ومعالجتها بالتنقيب والتحليل والموازنة بذكاء وفهم، لتقود الباحث إلى الحقيقة المنزهة عن الهوى المؤيدة بالحجج والأسانيد، وجمع البحوث على الرغم من تنوع حقولها، علمية كانت أم اجتماعية أو فنية أو أدبية، لابد أن تسير في تحقيق أهدافها على الأسلوب الموضوعي المنهجي، فهي واحدة في جوهرها. 2- التكرار والتعميم : (Repetition) يهتم الاستقصاء العلمي في المقام بالتعليم في المقام بالتعميم وتعريف الخصائص العامة، وأنماط السلوك بين الأشياء والأحداث التي تتم ملاحظتها على انفراد بشكل موضوعي، وأن تكون تجربة الملاحظة قابلة للنقل للآخرين، أي أن تكون معرفة متباينة بين الأشخاص ويعني التكرار إمكانية الحصول على نفسه النتائج تقريبا، إذا تم اتباع نفس المنهج العلمي، وخطوات البحث مرة أخرى، وفي ظروف وشروط موضوعية وشكلية مشابهة، والتعميم نوعان،أما بالنسبة للخصائص التي تتيح تصنيف الأشياء أو العلاقات القائمة بين الخصائص أو قد يكون التعميم والتكرار مستقلين تماما عن الزمن والمكان والفرد الملاحظ. 3- الخصائص والتصنيف : نقصد بالخصائص الشيء المركب من الملاحظات السابقة والأسباب تتصل دائما بالخصائص النوعية للأشياء أكثر من صفاتها الكمية، أما التصنيف : فهو إضفاء المنهجية الواعية على نزعة الجدولة والتعميم، والذي توضح فيه الأسباب جمع الأشياء المتشابهة، ويتراوح التصنيف بين العناصر المكونة للأشياء (البللورات) إلى التصنيف العملي (المنهجي) وتصنيف الأمراض، إلى التصنيف المستحيل تقريبا، مثل تصنيف السلوك الإنساني، ويمكن أن يسبب التصنيف النظري عددا من المشكلات وعلى سبيل المثال : نجد أن تصنيف الصخور يقع في ثلاثة أنواع رئيسة : الصخور النارية والصخور الرسوبية والصخور المتحولة، ولكن ماذا عن تدفقات الحمم النارية، وهي بركانية الأصل، لكنها تتواجد بين طبقات رسوبية أخرى. 4- بيان الاختلافات والضوابط : القياس الكمي والمعايرة، على الباحث العلمي أن يحاول بيان الاختلافات القائمة بين الأشياء، وقد تكون هذه الاختلافات نوعية أو كمية، ويتطلب قياس الاختلافات أولا وجود آلة القياس والتقدير الكمي الفعلي لهذه الاختلافات، وثانياً توافر معايير مشهود بدقتها، وتوضح المعايرة التفاعل بين التقانة والنظرية والحاجة الاجتماعية، وهو الذي يؤدي إلى مختلف صور التقدم للجمعيات العلمية ولهذه وللأنشطة الحكومية دور هام في هذا المجال، ولقد أصبح من الضروري وجود معايير مقبولة على الصعيد الدولي، وتشترك الهيئات العلمية الموجهة إلى الفروع العلمية المتخصصة بالإضافة إلى منظمات عامة (الإكسو) في مثل هذه الأعمال الأساسية للتوحيد القياسي الخاص بفروع علمية معينة، وربما الباحث العلمي العادي أقل دراية بالكثير من هذا النشاط، ومثال جيد لأجد المجهودات الدولية في مجال التوحيد القياسي هي منظمة (الصحة العالمية) و(الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان) عن معايير تشخيص الأمراض الخبيثة وتصنيفها وتحديد مراحلها. 5- اليقين : ونقصد به استناد الحقيقة العلمية على مجموعة كافية من الأدلة الموضوعية المقنعة، وهي صفة ترتبط بالتعميم، واليقين العلمي هو اليقين المستند إلى أدلة محسوسة، وهو ليس مطلقا لا يتغير، لأن العلم لا يتسم بالثبات ولا يعترف بالحقائق الثابتة فالحقيقة العلمية هي حقيقة نسبية لا مطلقة، تتبدل وتتغير أثناء تطورها، لكنها حقيقة موثوقة. 6- تراكم المعرفة : ونقصد بذلك أن يستفيد الباحث ممن سبقه من الباحثين، فيكمل الخطوات الصحيحة ويوسع النطاق، من نهاية ما توصل إليه غيره، وبهذا فإن المعرفة العلمية ترتفع عموديا، وكل معرفة علمية جديدة يؤخذ بها وتصبح سابقتها في صف النسيان، لهذا فإن الحقيقة العلمية حقيقة نسبية ترتبط بفترة زمنية معينة، تتطور ولا تقف عند حد معين، كما لا ترتبط بباحث معين، فهي ليست ذاتية بل موضوعية تفرض نفسها على كل العقول. 7- البحث عن الأسباب : وهو عامل هام في فهم الظاهرات المدروسة، ولمعرفة الأسباب أهداف نظرية وأخرى عملية، وهذه هي بذاتها أهداف العلم، ويتم فهم الظاهرات بمعرفة الأسباب وعوامل النشوء والتطور، بهدف الضبط والتأثير والزيادة أو النقصان وبالتالي التحكم بالظاهرة وإخضاعها للتجربة والتعديل والتطوير. يبحث العلم عن الأسباب المباشرة، والبحث عن الأسباب يعمل على إرضاء حب الإنسان للاستطلاع والمعرفة والفهم، وزيادة قدرته على السيطرة على الظاهرات بوساطة معرفة أسبابها والتحكم فيها. وهي أسئلة محدودة، وقد يصعب على الباحث رد بعض الظاهرات إلى سبب معين، فالمطر لا ينتج عن التبخر نفسه ولا عن زيادة الرطوبة وحدها، ولا عن انخفاض درجة الحرارة وحدها، بل ينتج عن جملة أسباب تتكامل وتؤدي إلى ظاهرة المطر، لهذا لا بد من توسيع فكرة (السببية) وهذا ما جعل التفكير العلمي ينظر إلى الظاهرة ويفسرها من خلال تفاعل مجموعة من العوامل والعلاقات المتشابكة في مدخلات هذه الظاهرة. 8- التجريد والقياس الكمي أو التكميم : (Quantification) وهي سمة تميز التفكير العلمي عن أنماط التفكير الأخرى، يحدد الباحث مشكلاته وإجراءاته وفروضه، وبهدف الدقة فإنه يستخدم اللغة الرياضية، وهي لغة تقوم على أساس القياس المنظم الدقيق، ويؤدي هذا بالتالي إلى فهم دقيق للظاهرات، لأن الأحكام الكيفية تعطي فهما خاطئا لها، نقول : الجو حار، ولكن نحدد بدقة صفة الحرارة هذه حينما نقول : درجة الحرارة (45˚م) والجو بارد ونحدد حد البرودة حينما نقول : درجة الحرارة (10˚م) والفرق بين الحار والبارد كما هو (30˚م) وبهذا يجرد الباحث الأشياء من صفتها ومادتها حينما يستخدم الأرقام والقياس الكمي. 9- التنظيم : يستند التفكير العلمي إلى منهج معين في طرح المشكلة، ووضع الفروض والبرهان، ويتم، وضع ذلك بشكل دقيق ومنظم، وهو فحوى المنهج العلمي، وهذا بدوره وسيلة العلم، فالعلم معرفة منهجية تبدأ بالملاحظة ووضع الفروض واختيارها، بوساطة التجريب ثم الوصول إلى نتائج. ونقصد بالتنظيم طريقة التفكير، وتنظيم العالم الخارجي، لأن الباحث العلمي يدرس الظاهرة في علاقاتها مع الظاهرات الأخرى، فيكشف العلاقة بين الأسباب والنتائج ويكشف الصلات بين الظاهرات، والتنظيم ليس سمة للتفكير العلمي فقط، لكن ما يميزه عن أنماط التفكير الأخرى هو أنه يأتي من جهد الإنسان وإرادته، لأن العقل العلمي هو الذي يضع النظام ويقيم العلاقات المنظمة بين الظاهرات، والوصول إلى إلى الظاهرات هو غاية العلم والعالم، بينما يعتبر النظام هو الأساس الذي ينطلق منه الآخرون.
    10- الدقة : وهي سمة يجب أن تلازم البحث العلمي، وتشمل في جوهرها جميع السمات السابقة ابتداء مع الباحث منذ بدء التفكير بالبحث، وما يميز البحث العلمي عن غيره من أنماط التفكير هي الدقة، إن تحديد مشكلة البحث، والقيام بالإجراءات، وبيان النتائج، واحتمالية الوصول إليها، والتعميم كل ذلك يجب أن يتم بدقة، لهذا نعطي هذه السمة صفة لشمول لكل ما يقوله الباحث أو يدونه أو يتوصل إليه من خلال بحثه.

  2. #2
    مساعد المدير
    الوردة البيضاء
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 258,339 المواضيع: 74,494
    صوتيات: 23 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 95964
    مزاجي: الحمدلله على كل حال
    المهنة: معلمة
    أكلتي المفضلة: دولمه - سمك
    موبايلي: SAMSUNG
    آخر نشاط: منذ 5 دقيقة
    مقالات المدونة: 1
    شكرا ع الموضوع والطرح القييم

  3. #3

  4. #4
    من أهل الدار
    الصبر كميل يا زكية
    سوسن ويمام لمروركما العطر وكرم التقييم ...شكرا جزيلا

  5. #5
    المشرفين القدامى
    simple beauty
    تاريخ التسجيل: April-2013
    الدولة: الديوانية
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 11,248 المواضيع: 488
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3352
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: Lawyer
    أكلتي المفضلة: السمك
    موبايلي: Galaxy A5
    آخر نشاط: 11/June/2018
    مقالات المدونة: 2
    شكرا ع الطرح القيم احمد

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال