( بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للأنام ومخرج الخلق من الجهل والظلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
وابن عمه الإمام الهمام علي (عليه السلام) مكسر الأصنام وعلى ابنته فاطمة (عليها السلام) معنى الإيمان والإسلام وعلى آله البررة الكرام .

ورد عن الإمام المهدي عليه السلام ( إنّا غيرُ مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل

بكم اللأواء أو اصطلمكم الأعداء ، فاتقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا
) (1).
(بحار الانوار)

من خلال هذه الرواية

اللطيفة التي تبعث الأمل في قلوب المؤمنين نستلهم السرور والسعادة, نعم فنحن محظوظون جدا لأن لنا إمام لا ينسانا ولكن دعونا نتريث قليلا ولنتدبر في الرواية أولا .

أنظر بداية لنفسي , ماذا قدمت لإمام صاحب العصر والزمان !! هل إمامي راض عني !! هل أحرص

على ذكر إمامي في كل آنٍ و حين كما هو يذكرني !! هل تراكمت على بصيرتي شوائب الذنوب و

أغبرة التبعات لتحجب عني نور من أشرقت به الأرض {وَأَشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِ رَبّهَا} (2)وكثيرُ من

الأسئلة التي يخجل حتى غير المؤمن من طرحها على نفسه فكيف بي وأنا أتسمى شيعيا ؟ كيف بي وأنا أفتخر بالولاء لهم والبراءة من أعدائهم .

آه آه كم ذنب من ذنوبي يعرض على الإمام (إنا يُحيطُ عِلمُنا بأنبائِكُم، ولا يعزُبُ عنا شيئٌ من

أخباركم) (3) ؟ غِيبتي لفلان أم نظرتي المريبة لفلانة ؟ معاملتي السيئة مع أهلي أم كثرة كذبي على

أصحابي ؟ أدائي الصلوات في وقتها وعلى وجه الخصوص صلاة الفجر أم أني اصليها قضاء وهو القائل

(ملعونٌ ملعونٌ من أخّر الغداة إلى أن تنقضي النجوم) (4) , ماذا عملت في خلواتي من سوء فعلي

وإساءتي ودوام تفريطي وجهالتي وكثرة شهواتي وغفلتي ؟ (لو أنّ أشياعَنا - وفَّقهم الله لطاعته - على

اجتماعٍ من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخّر عنهم اليُمنُ بلقائِنا ، ولتعَجّلَت لهمُ السعادة

بمشاهدتنا) (5) هل أنا السبب في تأخر فرجكم وطلعتكم ؟

أما زلت تنبض يا قلبي بعد كل هذه المآسي ؟ عروقي ألم تتجمدين من مخافة الله ؟ كيف تستقرين يا

روحي في هذا الجسد ألم تذوبي من الحياء؟

سيدي هل تقبلني بعد كل هذا الذي اقترفته من جرم عظيم ويل ثم ويل لهذا العُبَيد إن لم تقبله , عَجِبَ

العٌشاق يا مولاي هل تدير بوجهك عني, أنا الذي انغمست في عشقكم ولم أتوانى عن ذكركم و إحياء

شعائركم وليس لي منة بذلك عليكم. نظرة وتر لٍمحياك عندي تساوي كل ما أملك بل أثمن بكثير ,

إمامي يا مهدي بِعتُكُ روحي بلا شروط ولا أثمان في سوق الرقيق والعبيد أرجوك اقبلني اقبلني ...

العجل العجل يا مولاي يا صاحب الزمان .
منقول