مـا كـنـتُ أنسى جهدكَ المبذولا
فـي بـعـث أجيال تكون عدولاً
كـم زهرةٍ في الرّوض فاحَ أريجُهَا
بـجـهـود جـنـانٍ يـكدّ طويلاً
"شـوقـي" أصاب بقولهِ في حقكمْ
كـاد الـمـعلمُ أنْ يكونَ رسولاً
حـقـاً فـإنـكَ يـا مـعلمُ باعثُ
فـي الـنـاسِ خـلقاً طيباً وعقولاً
كـم عـالـمٍ قـد كنتَ ناسج مجدهِ
مـن خـيـط عمركَ تبتغيهِ جليلاً
كـم قـائـدٍ ! كم صانع ! كم منتجٍ
صـنـعـوا بـجـهدك أمة وقبيلاً
لـولا الـمـعلمُ ما انبرتْ أقمارهمْ
تـغـزو السماء لتكشف المجهولا
هذي الحضارةُ أنتَ باعثُ خيرها
مـا اسـترشدوكَ وجنبوا التضليْلا
لـكـنـهـم عقوا فباؤوا بالضّنى
كـيـفَ الـهناءُ وقدْ حبوكَ أفولا
صـموا فما استمعوا نصيحة مرشدٍ
واسـتـبـدلـوا بـحقيقة تخييلاً
ظـنـوا الـحياةَ عراكَ بطنٍ متخمٍ
وغـريـزةٍ صـنـعُوا لهَا الإكْليْلا
يـا ويـحـهمْ رفضوا هدايةَ ربّهمْ
رفـضـوا الـكرامةَ أنفَساً وعقولاً
فـهـمُ الـبهائمُ قد خلتْ من منطقٍ
صـمُّ وبـكـم بـل أضـلُ سبيلاً
فـكـرامـة الإنسان كانتْ بالحجا
لا بـا لـجسومِ وإنْ سمتْ تشكيلاً
وبـنـفـخـة الـلّه القدير وعلمه
كـان الـسـجـودُ لآدمٍ تـفضيلاً
ويـظـل ذا التكريمُ ما بقي الهدى
فـي قـلـبـنـا وسـلوكنَا قندِيلاً
أمـعـلـمي أنتَ الموكّلُ في الدّنَا
لـتـنـيـرَ عـقلاً للفتىَ وسبيْلاً
فـلـديكَ ما يشفي منَ الجهْلٍ الذّي
جـلـبَ الـقـيودَ لأمتي وكبولاً
والـجـهـلُ يـفتكُ بالشعوبِ كأنهُ
داءٌ يـمـارس فـي الورى تقتيلاً
لـكـنّ قـومـاً فيهمُ رسلُ الهدَى
سـيـحـقـقـونَ المجدَ والمأمُولاً
مـن يـقـبسِ النورَ المباركَ منهمُ
يـهـدَ الـسـبـيلَ ويملكِ التبديْلا
بـوركـت يـا عـزمَ المعلمِ بانياً
هـذي الـنفوس على الهدى تنزيلاً
فـبـفـضـل جهدكَ يا معلمُ ذللتْ
هـذي الـقطوفِ بروضتي تذليلاً
سيظلّ قدرُكَ في القُلُوبِ عَلى المدى
نـوراً يـشـعـشعُ بكرةً وأصيلاً