TODAY - 23 August, 2011
قالت ان حكومته اظهرت نزعات استبدادية وسياستها الخارجية مبنية على النفعية بدلا من الاخلاقيات
شبكة إخبارية أميركية: «ميل» المالكي الى طهران وموقفه «اللين» من أحداث سوريا يحرجان واشنطن
بغداد - العالم
قالت شبكة بلومبيرغ الاخبارية الاميركية ان موقف رئيس الوزراء نوري المالكي من الاحداث في سورية يتعارض مع الموقف الاميركي ولم يكن هو الذي تنتظره ادارة اوباما من حليفها في الشرق الاوسط.
وقالت الشبكة انه عندما تحدث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي صراحة عن تدابير الحكومة السورية ازاء الاحداث فيها، لم يكن ذلك يصدر بالحزم الذي يريده الرئيس اوباما من حليف للولايات المتحدة في الشرق الاوسط.
فقد قال المالكي لتلفزيون السومرية في 13 من اب/ اغسطس "آمل ان لا تقمع التظاهرات في سورية بالقوة"، في اول رد علني على الاجراءات التي يتبعها الرئيس السوري بشار الاسد ازاء المنشقين عنه منذ خمسة شهور. واضاف المالكي ان على الاسد ان "يستجيب الى مطالب الشعب ويسرّع تنفيذ الاصلاحات".
موقف القائد العراقي، كما تقول الشبكة، الذي ارتقى السلطة في اعقاب الغزو بقيادة الولايات المتحدة واطاح بنظام صدام، يتنافر مع ادارة اوباما، التي تحشد الدعم الدولي لفرض عقوبات تطال النفط والغاز في سورية وتدعو الاسد للتنحي.
وقال جوان كول، استاذ تاريخ الشرق الاوسط في جامعة ميشيغن، للشبكة ان "الامر محرج بالنسبة لواشنطن عموما ان تتخذ السلطة العراقية موقفا لينا ازاء القمع السوري"، مضيفا انه "حينما واجهت بغداد خيار تفضيل سياسة الولايات المتحدة ام السياسة الايرانية، مالت بغداد الى طهران".
واشارت الشبكة الى ان الاسد يصارع اشد تحد لنظامه منذ ان ورث السلطة عن ابيه قبل 11 سنة. وقد رد على هذا التحدي بارسال جيشه لقمع المتظاهرين، ما اسفر عن مقتل ما يزيد عن ألفي شخص، طبقا لما تذكر الامم المتحدة.
وهذه الاجراءات المشددة، كما تقول الشبكة، تختبر قوة السياسة الاميركية في بلد لها نفوذ ضئيل فيه. فمن صالح الولايات المتحدة ان يتصرف العراق، حيث يوجد 47.000 عسكري اميركي، كثقل موازن لايران، حليفة سورية المخلصة في المنطقة.
وتابعت الشبكة انه عندما قال اوباما ان "الوقت حان كي يتنحى الرئيس الاسد"، فانه اعلن ايضا فرض عقوبات جديدة على سورية، من بينها تجميد اصول الحكومة السورية في الولايات المتحدة وفرض حظر استيراد المنتجات النفطية السورية.
وموقف المالكي، الذي يرتبط حزبه بصلات قوية مع ايران، كما تقول الشبكة، يتناقض مع الانتقادات التي وجهتها الى سورية والافعال التي اتخذتها ضدها بلدان اخرى مجاورة للعراق. كما ان تونس انضمت الى السعودية والكويت والبحرين في استدعائها سفراءها من دمشق. وحذر وزير الخارجية التركي، احمد داود اوغلو، الاسد من ان "وقت الكلام سوف ينتهي".
وحتى لبنان، البلد العربي الوحيد في مجلس الامن الدولي، لم يعترض على صدور بيان من الاعضاء الخمسة عشر يدين العنف في سورية. مع ان الحكومة اللبنانية يهيمن عليها حزب الله الشيعي وحلفاؤه المدعومين من ايران، كما تذكر الشبكة.
ولفتت الشبكة الى ان الحرب في العراق كلفت حياة 4.478 جندي اميركي حتى 16 من اب/ اغسطس و750 مليار دولار. ويتفاوض البلدان حاليا بشان حجم القوات الاميركية التي ستبقى في العراق لتدريب القوات العراقية الى ما بعد العام الحالي.
ويقول سكوت لوكاس، استاذ الدراسات الاميركية في جامعة برمنغهام في انكلترا، للشبكة ان "العراق، الذي يفترض ان يكون انموذج السلطة الديمقراطية الاميركية لشعوب المنطقة، هو الان ديمقراطية منحصرة بحدوده بقوة"، مضيفا ان "امامنا فشل في الصعد كلها، واوباما واقع في فخ ذهنية بوش نفسها".
واضافت الشبكة ان الولايات المتحدة رأت العراق يفضل بلدانا اخرى في الصفقات التجارية ويختار الشركات الصينية على الاميركية عندما يشتري اسلحة ومعدات اتصالات. وشركة النفط الوطنية الصينية اكبر مستثمر منفرد في الصناعة النفطية والغاز في العراق.
واشارت الى انه في العام 2008، في ذكرى عملية حرية العراق، قال الرئيس الاميركي السابق جورج و. بوش انه اتخذ "قرارا صائبا" باجتياحه العراق لان "عراقا حرا سيكون مثالا لاخرين لقوة الحرية في تغيير المجتمعات واحلال الامل محل اليأس".
وفي تعليق على هذا التصريح، قال جوان كول للشبكة ان حكومة المالكي وعمرها ثمانية شهور اظهرت نزعات استبدادية واشكال سياسة خارجية مبنية على النفعية السياسية بدلا من الاخلاقيات.
وقالت الشبكة ان ايران وسعت نفوذها السياسي والاقتصادي والديني في العراق واصبحت اكبر شركائه التجاريين. وتخطط ايران لزيادة تجارتها مع العراق من 6 الى 10 مليارات دولار، حسب ما قالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الرسمية في 15 من اب/ اغسطس.
كما ان المجموعات المدعومة من ايران تشكل تهديدا اكبر وابعد مدى من تنظيم القاعدة والمجموعات المرتبطة به، التي قتلت في الاسبوع الماضي ما يزيد عن 60 عراقيا في يوم واحد، حسب ما قال الميجر جنرال جيفري بوكانن، كبير متحدثي القوات الاميركية في العراق.
وقال بوكانن في لقاء معه في واشنطن في 17 من اب/ اغسطس ان ادراك الحكومة العراقية يتزايد في النظر الى المجموعات المسلحة "بمستوى الخطر الذي تمثله". واضاف ان "لدى الحكومة القدرة على التعامل مع المجوعات المسلحة، الا ان التعامل معها لا يمكن ان يقتصر على الوسائل العسكرية. اذ يتطلب الامر ايضا مداولات سياسية مع الايرانيين الذين يوفرون في نهاية المطاف هذا الدعم".
وقالت الشبكة ان شركات ايرانية استثمرت في قطاعي المصارف واعادة الاعمار، بخاصة في مدينتي النجف وكربلاء، موضع اكبر المزارات الشيعية احتراما، اللتين تستقبلان مئات الالاف من الزوار الايرانيين كل عام. وفي الشهر الماضي، ابرمت ايران عقد انشاء انابيب نقل غاز بطول 2.500 كيلومتر، ستعبر العراق لتجهز سورية بالغاز الايراني.
واشارت الشبكة الى ان نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، وهو سني، كان قد قال لجريدة الحياة في لقاء نشر في 11 من اب/ اغسطس، ان ايران " أسست لنفوذ داخل الأراضي العراقية لم تكن تحلم به". واضاف ان "جود القوات الأميركية في العراق طيلة سنوات الاحتلال الماضية لم يضيِّق على النفوذ الإيراني بل على العكس النفوذ يتوسع بمرور الوقت".
وتختتم الشبكة تقريرها بالقول ان روابط ايران تمتد في الطبقة السياسية العراقية الى التيار الصدري، التنظيم السياسي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة. وقد اعلن اتباع الصدر، الذي يدرس في ايران، مسؤوليتهم عن الهجمات الاخيرة على القوات الاميركية في العراق. وكان الصدر قد قال في وقت سابق من الشهر الحالي ان مدربي الجيش الاميركي سيستهدفون اذا اتفق البلدان على تمديد البرنامج التدريبي الاميركي الى ما بعد العام الجاري.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير
