TODAY - 23 August, 2011
قال ان سكوت واشنطن على قصف الاقليم مشاركة في الجريمة
عثمان لـ العالم : معلومات عن توغل تركي وشيك في كردستان
بغداد _ العالمذكر النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان ان "تركيا تشن هجماتها على العراق بعلم ومساعدة القوات الاميركية وهي لا تنكر ذلك"، معتبراً سكوت اميركا عن تواصل عمليات القصف "مشاركة في الجريمة".
وقال عثمان في حديث لـ"العالم" أمس ان "هناك صمتا حكوميا داخليا، فضلا عن صمت دول المنطقة ازاء الهجمات المتكررة لتركيا وايران على قرى الاقليم".
واضاف ان "على تركيا وايران حل مشاكلهما الداخلية دون التأثير على دول الجوار".
وبشأن امكانية توغل القوات التركية وضربها لمناطق اعمق داخل اقليم كردستان العراق، قال عثمان "ذلك ممكن، فالاراضي العراقية مستباحة، ولا استبعد ان ترتفع وتيرة القصف التركي على اراضي الاقليم، والضحية هنا هم مواطنو الاقليم وممتلكاتهم دون ذنب".
ويرى عثمان ان المهمة الرئيسية في الدفاع عن حدود العراق تقع على عاتق حكومة بغداد، موضحا ان "اقليم كردستان لا يستطيع وحده حل هذه الاشكالات، خاصة وانه اضعف من ان يواجه تركيا او يفرض عليها امراً". وقال "اعتقد ان المساعدة يجب ان تأتي من قبل حكومة بغداد باعتبار ان هناك حدودا وسيادة تنتهكان".
وعن اتفاق مبرم بين النظام السابق وتركيا، يتيح للجيش التركي التوغل في الاراضي العراقية قال "اذا كان هناك اتفاق يجب ان يبحث جدياً، وكذلك ان يطلب من اميركا التدخل لحل هذا الموضوع".
وعن إمكانية تضرر المصالح التجارية بين أربيل وأنقرة، بفعل ازمة القصف التركي للأراضي العراقي، قال عثمان "لا يمكن ان ننكر وجود مصالح اقتصادية بين (اربيل وتركيا)، لكن فائدة انقرة من هذا الموضوع اكثر من الاقليم"، لافتاً الى ان "تركيا لديها سياسة خاصة مع الاكراد، فهي لا تعترف بهم ولا توجد اشارة في دستورها اليهم، فضلاً عن اعتبارهم ارهابيين".
ويقول عضو التحالف الكردستاني ان "تركيا تستخدم العنف تجاه قرى الاقليم من اجل الضغط على الاخير لضرب عناصر حزب العمال الكردستاني، الامر الذي نرفضه".
وتعليقا على الانباء التي اشارت الى وجود صفقة سرية بين كل من واشنطن وأنقرة وأربيل تسمح لتركيا بالقضاء على حزب العمال الكردستاني، قال عثمان " قد تكون هناك امورا سرية، سواء بين تريكا وايران او بين الاقليم وانقرة"، متوقعاً ان "تشهد المرحلة المقبلة بداية ازمة جديدة، لاسيما في ظل توقعات تشير الى استعداد ايران وتركيا لشن عمليات برية ضد عناصر حزب العمال الكردستاني المتواجدة في بعض المناطق الحدودية للاقليم".
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أكد أن بلاده لن تتراجع في حربها ولن تتنازل عن هدف القضاء على حزب العمال الكردستاني.
وشدد أردوغان في كلمة خلال لقائه بمجموعة من قيادات حزبه "العدالة والتنمية" في اسطنبول، على "عزم تركيا مواصلة العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني حتى يتم القضاء عليه تماما".في غضون ذلك، اتهم النائب عن التحالف الوطني علي شبر الولايات المتحدة بالضغط على تركيا لتواصل قصف قرى اقليم كردستان بهدف بعث رسائل الى العراقيين ودول المنطقة، تؤكد ان العراق مهدد في اية لحظة بهجوم عسكري خارجي، ولا يستطيع الدفاع عن نفسه بالامكانات المتاحة، دون الاعتماد على الجيش الاميركي الذي لم يحسم امر انسحابه من البلاد. ويشير النائب في حديثه لـ"العالم" الى ان "الولايات المتحدة اعطت الضوء الاخضر للجيش التركي بشن هجماته بأريحية على قرى الاقليم بحجة مطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، فيما يعجز جيش العراق ودبلوماسيوه عن ايقاف هذه الهجمات دون مساعدة اميركية". ويؤكد شبر ان "الولايات المتحدة لا ترغب بأن يكون الملف الامني في يد العراقيين، لتجديد بقائها العسكري في البلاد، لذلك فهي تنوع من سيناريوهاتها في العراق، وآخرها قضية القصف التركي"، موضحا ان "انعدام السيطرة على الملف الامني سواء داخل المدن او على الحدود سيكون ذريعة تضغط من خلالها على السياسيين العراقيين لابقاء اكبر عدد من عسكرييها". وتابع "تقصف تركيا قرى اقليم كردستان، وموقفها هذا لا يجانب الحقيقة، فليس من المعقول ان تتعرض الى هجمات من حزب العمال الكردستاني وتسكت او تجامل العراق، ومن يحرك القصف الجوي التركي هو الولايات المتحدة وهي راضية بذلك، لأنه عمل يؤثر على الامن في العراق".
وكان رئيس برلمان إقليم كردستان كمال كركوكي طالب الحكومة التركية بوقف قصفها الجوي لمناطق الإقليم. ودعا في مؤتمر صحفي بأربيل، تركيا الى معالجة مشاكلها داخلياً عن طريق الحوار، بعيدا عن دول الجوار، كما ناشد الحكومة العراقية ومجلس النواب العراقي باتخاذ موقف مسؤول تجاه القصف التركي والعمل على وقف ما وصفه بالهجمة على المناطق الكردستانية. وطالب المجتمع المدني بحض تركيا على وقف اعتداءاتها التي قال انها مخالفة للمواثيق الدولية. كما انتقد رئيس برلمان كردستان القوات الاميركية في العراق لعدم قيامها بواجبها المتمثل بحماية الاجواء وحفظ السيادة العراقية.