. المتاجرون بحقوق السوريين يواصلون تجارتهم
يبدو أن القوى المتآمرة على سوريا تعيش حالة اختناق وتخبط واضحة نتيجة الفشل المرير الذي تجرعته طوال ثلاث سنوات من المؤامرة التي حاكتها بليل ضد سوريا وشعبها،
وذلك للصمود البطولي الذي أبداه ولا يزال الجيش العربي السوري في إحباط المؤامرة ومكافحة الإرهاب الذي اتخذه المتآمرون أداة لإنجاحها، وكذلك الصحوة السريعة للشعب السوري في معرفة خيوط المؤامرة وامتداداتها وأهدافها لا سيما وأنه شاهد بجواره العراقي مؤامرة شبيهة وسابقة ولايزال يشاهد ذيولها وتداعياتها اليومية من دمار يومي وتفجيرات إرهابية انتحارية تأخذ في لحظة خاطفة عشرات الأبرياء.
فالشعب العراقي خدعته القوى المتآمرة ذاتها التي تآمرت وتواصل تآمرها على الشعب السوري عبر كلمات فضفاضة “حرية التعبير، الديمقراطية، حقوق الإنسان” وهي كلمات بعيدة كل البعد عن المبادئ والأخلاقيات التي تتسم بها القوى الامبريالية الاستعمارية الغربية التي تستخدم تلك الكلمات وسيلة للتدخل في الشأن الداخلي للدول، ولكن سرعان ما تنكشف هذه التجارة غير الأخلاقية بمصائر الشعوب ومقدراتها وأوطانها واستقرارها، فقد تحولت حرية القوى المتآمرة على العراق وديمقراطيتها وحقوق الإنسان لديها إلى كوارث وآلام ومآسٍ يومية، فحل محل الحرية وحقوق الإنسان تفجيرات انتحارية إرهابية يومية، وحل محل الديمقراطية شبكة القاعدة وأذرعها التي عهدت إليها مسؤولية نقل الموت المجاني إلى الشعب العراقي وتدمير العراق.
وما أشبه اليوم بالبارحة، فالقوى المتآمرة عهدت إلى تلك التنظيمات الإرهابية ذاتها مسؤولية تدمير سوريا وسوق الموت المجاني إلى الشعب السوري ليسقط العشرات في المجازر اليومية التي تؤكد بارتكابها العصابات الإرهابية ولاءها للقوى المتآمرة والداعمة.
وعلى الرغم من انكشاف تجارة القوى المتآمرة وافتضاح مؤامراتها والسقوط الذريع لما حاولت ترويجه من شعارات “الحريات والديمقراطية”، الذي انعكس فشلًا مريرًا في الميدان السوري، تحاول هذه القوى المتآمرة العودة من بوابة شعار “الوضع الإنساني” لضرب عصفورين بحجر واحد بستر عوراتها وحفظ ماء وجهها وابتزاز سوريا وحلفائها للحصول على شيء يمكنها أن تصرفه في السياسة وتعوض به الفشل الميداني، ولإحراج حلفاء سوريا وإنقاذ العصابات الإرهابية التي توشك على الانهيار نتيجة الحصار وعدم حصولها على السلاح والغذاء والدواء، ما دفعها إلى نهب ما بقي من طعام وشراب في منازل المدنيين السوريين، فالمزاد الذي فتحته القوى المتآمرة على سوريا في جلسة مجلس الأمن الدولي الذي صوت أمس بالإجماع على قرار يدعو إلى إدخال مساعدات إنسانية في المناطق السورية المحاصرة، ومنع القصف، يبين حجم الكراهية والحقد على سوريا وشعبها بالتحريض ضد الحكومة السورية والجيش العربي السوري اللذين يبذلان جهدًا خارقًا لمنع إرهاب المتآمرين عن الشعب السوري، ويبين كذلك مدى إصرار المتآمرين على مواصلة البحث عن ذرائع تسمح لهم بتدمير سوريا؛ لأنه بكل بساطة من جوَّع الشعب السوري وحاصره وفرض عليه عقوبات جائرة وظالمة هو القوى المتآمرة، ومن يكوي الشعب السوري بالإرهاب ويمنع عنه وصول المساعدات ويحرمه من أبسط حقوقه هو القوى المتآمرة بتشجيعها الإرهاب وتجنيدها الإرهابيين والتكفيريين والمرتزقة ودعمهم وتسليحهم وتمويلهم، والدفاع عنهم في المنابر والمؤسسات الدولية ومحاولة إضفاء الشرعية على الإرهاب وأدواته.
الوطن العمانية