لم يسبق له ان مرّ في مثل تلك الموانئ .. استحضر كل ما دار في ليلته الاخيرة وسعى بين شفتيه .. لن يغفر لتلك الكاس التي اذهبت منه الخفاء فظهر جلياً يكابد حسرة بعيداً عن عشائه الاخير .. لم يرسم الفرح الا على جداران صماء غير آبهة بنصف ما افنى من عمره الخاثر .. فعاد يحتسي ما انبرى له من ضياءات حدقيتها بلا شعور بالخسف .. اورق في يديه بعضاً مما زرعه الانتظار فراح يقلل من عرقه المتصبب في ناحية من نواحيه المختلقة .. وقف .. اطال النظر فيما يبتغي .. علل سُكره بالذوبان .. ركنَ كتفه عند اول فسحة للوجد ... توكلَ على ما بقي من صدره دام هادئاً دون مرور للآهات في فمه .... حالماً بشيء من ثناياها ... اقتنع ان الغيب نبض فقط قام متوضأً اليه