هل هذه الشعوب التي تستحق الحياة؟
قرأت خبراً قبل عدة أيام أثار في نفسي الكثير مما تعلمناه صغاراً ويافعين وشباباً عن الولاء والإخلاص والإيثار والتضحية والوطنية التي نشأنا عليها وحفظناها عن ظهر قلب، ولكن للأسف إكتشفنا متأخرين أنه ليس هناك ما يستحق أو من يستحق أن نضحي من أجله
كان الخبر عن تطوع أكثر من ٢٥٠ شخصاً من كبار السن في اليابان ممن بلغوا السبعين أو تجاوزوا ذلك للدخول إلى المفاعل النووي في فوكوشيما في محاولة لانهاء أزمة الاشعاعات النووية التي حصلت بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد بعد أن وصل مستوى هذه الاشعاعات إلى درجة خطيرة جداً على صحة الانسان، مما عطل محاولة إصلاح الخلل في المفاعل. ورغم وجود ما يقرب من ١٠٠٠ خبير وعامل لعلاج المشكلة، فقد تقدمت مجموعة من كبار السن المقاعدين يبلغ عديدها ٢٥٠ شخصاً ممن لديهم خبرة واسعة في مجال المفاعلات النووية وإنتاج الطاقة والتدريب العسكري للتطوع والإحلال محل الخبراء الحاليين الذين يعملون داخل المفاعل وحوله!
يطلق الإعلام على هذه المجموعة اسم “الكتيبة الانتحارية”، ولكن تقول المجموعة أن الأبحاث تثبت بطء تحول وانقسام خلايا الجسم مع مرور الوقت، مما يعني أن أثر الإشعاعات على كبار السن أبطأ كثيراً من أثره على الشباب الذين هم غالبية الـ ١٠٠٠ خبير داخل المفاعل أو بالقرب منه، وتقول المجموعة أيضاً أن جيلهم هو من حثّ على استخدام الطاقة النووية مما يجعلهم مسؤليين عن هذه الكارثة وعليهم تحمل المسؤولية عن ذلك. والأهم من ذلك أنهم يقولون بأنهم في آخر سني حياتهم، فإذا أصابهم السرطان من الإشعاعات، وهو المتوقع، فسوف يستغرق انتشاره بضع سنوات، وقد عاشوا ما فيه الكفاية، ويفضلوا أن يصيبهم هم لا أن يصيب جيل الشباب. هل سمعتم بتضحية كهذه؟ حقاً إنهم عظماء!