محمية «الأرز والشوح».. من كنوز الطبيعة السورية
تطل محمية «الأرز والشوح» على بلدة صلنفة السياحية التابعة لمحافظة اللاذقية في الجزء الشمالي من سلسلة الجبال الساحلية السورية التي تقع على مساحة (1350) هكتاراً
وأعلى قمة فيها (1580) متراً، تتوزع على عدة هضاب وتلال يتراوح ارتفاعها بين (1100) وحتى (1580) متراً عن سطح البحر.
يهيمن على المحمية المناخ المتوسطي وهذه الحالة لها أهمية بيئية عالية على مستوى الأنواع الإحيائية والنظام البيئي, وتستقر أراضي المحمية على بنية جيولوجية مكونة من الكلس القاسي والكلس الدولوميتي تعود إلى العصر الجوراسي، وهذه البنية تشكل النواة الأساسية لسلسلة الجبال الساحلية السورية، أما متوسط عمق التربة فيتراوح بين (15-105 سم).
تتمتع المحمية بتنوع بيولوجي إذ يقدر عدد الأنواع النباتية فيها بنحو /142/ نوعاً (كالصلع الشرد، المرجان عريض الورق، النبق المسهل، القيقب، الطوروسي، العدريش، القيقب المازندراني).. وهذه أنواع نادرة.. ويضاف إلى هذا التنوع النباتي العديد من الأنواع كالسحلبية والتريديات النادرة والمهددة والفطور المتنوعة والعديد من الأصول الوراثية للأشجار المثمرة من الإجاص والتفاح البري والمحلب والزعرور وخوخ الدب وتفاح ثلاثي الفصوص، أما التغطية النباتية الشجرية فلا تتجاوز (40-50%) من المساحة الكلية. تتميز الغابة بتلاؤمها مع البيئة التي تعيشها من حيث كثرة الأمطار وتوافر الرطوبة الجوية والضباب والغيوم على مدار العام تقريباً.
كما تؤوي المحمية العديد من الكائنات الحيوانية التي يقدر عدد أنواعها بـ /120/ نوعاً من مختلف صنوف الفقاريات والطيور كأبو زريق والقرقف الكبير و النسر والخلد والقنفذ و السلمندر.
مديرة محمية الشوح والأرز المهندسة غيداء بركات تشير إلى أن المحمية تكثر فيها الصخور الكلسية والدولوميت من العصر الجوراسي وتطل من الشرق على سهل الغاب الانهدامي.. التربة بنية متوسطية تحوي نسبة عالية من الدبال ويتفاوت عمقها بين 15 سم إلى متر وفي كثير من المناطق تظهر الصخرة الأم الكلسية القاسية، وتقع في الطابق البيومناخي الرطب جداً والبارد ويصل معدل هطول الأمطار السنوي فيها إلى 1500 ملم، وقد أعلنت محمية بيئية حراجية بالقرار 19 تاريخ 22-6-1996 بهدف المحافظة على الأنواع الرئيسة في المحمية والممثلة بالأرز والشوح، إضافة إلى إمكانية استغلالها لأغراض البحث العلمي والسياحة البيئية وتأمين مصادر دخل للسكان المحليين من دون تعريض مكونات الموقع لخطر التدهور والانقراض، والمحمية مقسمة إلى 13 منطقة متجانسة، 9 مناطق في غابة الشوح وثلاث في غابة الأرز.