قلعة ميرزا الأثرية.. نسيج معمـاري فريد
قلعة ميرزا.. واحدة من القلاع التاريخية القديمة المميزة والفريدة التي تتربع على إحدى القمم الجبلية شديدة الانحدار، وهي تطل على شمال سهل الغاب مباشرة،
وتقع شمال غرب ناحية جورين التابعة لمحافظة حماه.. تبعد القلعة حوالي 18 كم إلى الشمال الغربي من بلدة (شطحة) الواقعة في سهل الغاب, وتبلغ مساحتها حوالي 40 دونماً، ولها شكل شبه منحرف قاعدته الكبرى من الغرب بعرض 175 م والصغرى من الشرق بعرض 50 م وارتفاعه من الشرق إلى الغرب بطول 275م.
يتضح من خلال وجود القلعة البيزنطية وبقايا الكنيسة الصغيرة أن هذه القلعة بنيت في فترة الاجتياح البيزنطي في نهاية القرن العاشر الميلادي وبداية القرن الحادي عشر وأعطاها البيزنطيون شكلها العام الذي يشبه المثلث.
والعمارة الأيوبية واضحة المعالم في أبراج هذه القلعة إذ تم توسيع هذه القلعة وتغيير بعض من عناصرها الإنشائية وإعادة توظيفها بشكل يتناسب مع العمارة العسكرية العربية في تلك الفترة وهذا ما نراه في المدخل.
تتألف القلعة من قلعتين داخلية عليا وخارجية سفلى وأسوار تدعمها الأبراج من كل الجهات، ويحيط بها من الجهة الشمالية والشرقية واد ذو انحدار جديد ما يؤمن حماية ممتازة من الاقتحام من هذه الجهات. أما من الغرب فإن الوادي أقل انخفاضاً ويسهل تسلقه لذلك تم تدعيمه بالأبراج كما هو حال الجهة الشمالية.
يقع مدخل القلعة في الجهة الغربية وهي أضعف نقطة في طبيعة الجبل الحامل للقلعة إذ يمكن الوصول إليها بشكل أسهل من سواها حيث يمر الداخل بين البرجين (1- 2) ثم ينعطف يميناً ليدخل القلعة عبر البرج رقم (2) ويبدو أن هذا المدخل قد تم تغييره وتبديله وإجراء تعديلات عليه عند إجراء ترميمات على هذه القلعة. أما باب القلعة الخارجي فهـو قنطرة عالية تحتوي تحتها باباً ذا حجارة ضخمة يـوحي بالمناعة والقوة. وتأتي الأسوار الخارجية للقلعة التي بنيت من الحجر الكلسي الأبيض المتوافر في هذه الجبال مسايرة للوديان من الأعلى، وتقوم على الحافة السفلى للقاعدة الصخرية للجبل حيث تكون هذه الأسوار ضخمة وذات حجارة كبيرة ومشغولة بشكل جيد من الجهة الغربية والجنوبية وقليلة السماكة من الجهة الشمالية، وذلك حسب إمكانية الاقتحام من كل اتجاه. وقد زودت هذه الأسوار بين البرجين (2 و3) بمجموعة من مرامي السهام (4 مرامٍ) تحمي الجهة الغربية لزيادة إمكانات الدفاع بين هذه الأبراج، وهناك نوعان من الأبراج للقلعة: أبراج خارجية ترتبط مع الأسوار، وأبراج داخلية ترتبط مع بنيان القلعة الداخلية.