تل طابان.. أنموذج للتنوع الحضاري
يعد تل طابان الأثري أنموذجاً رائعاً للتنوع الحضاري والبشري الذي تزخر به المنطقة . ويطل تل طابان مرتفعاً عن الأراضي التي تحيط به بنحو 25 متراً وبطول 350 متراً،
تروي لقاه الثمينة قصص شعوب وحضارات عريقة منها الأكادية والبابلية والآشورية وانتهاء بالحضارة العربية الإسلامية. وعن الأهمية الأثرية لهذا التل وأهم اللقى والمكتشفات فيه حسب البعثة الأثرية اليابانية من جامعة كوكوشيان التي عملت في التل على مرحلتين الأولى في الفترة الواقعة بين عامي 1997 و1999 والثانية في عامي 2005-2006 فقد تبين لها من خلال الكسر الفخارية المنتشرة على سطحه أنه مر بعدة عصور تاريخية هي فترة حضارة العبيد الحديثة وفترة حضارة أورك وفترة فجر السلالات الباكرة ثم الحضارة الأكادية والبابلية القديمة والميتانية والآشورية والهلنستية وانتهاء بالحضارة العربية الإسلامية.. وأهم المكتشفات الأثرية التي عثر عليها في الجهة الشمالية الغربية من التل تعود لفترة الحضارة الآشورية الوسيطة التي ترجع إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد إذ تم اكتشاف أجزاء من قصر يتألف من عدة غرف وجدت في داخل بعضها مجموعة من الرقم المسمارية ونصوص تبين أن اسم المدينة خلال تلك الفترة كان تابيتو وأن حاكمها هو آشو كيتي ليشر الذي ورد اسمه في الرقم المسمارية التي عثر عليها في تل البديري المجاور لتل طابان.
وأيضا يحيط القصر جدار من اللبن المشوي يبلغ ارتفاعه 4 أمتار وعرضه4.2 أمتار كما عثر في بعض غرف القصر على جرار فخارية بعضها استخدم كقبور لأطفال ووجد داخل إحدى هذه الجرار على ختم اسطواني يحمل صورة ملك وفي يده قوس يسدده نحو الشمس ومجموعة من الخرز والصحون وتمثال برونز لوعل بري وامتازت المنشأة المعمارية المتوضعة على التل بوجود مصرف مائي يخدم المنازل الموجودة على التل يؤدي مباشرة إلى نهر الخابور كما دلت المكتشفات على وجود عدة مدافن أحدها مدفن ملكي مبني من الآجر المشوي يعود إلى إنليل إبلا يسور ابن الملك الآشوري يتيل بن أداد، وتبين أن تلك الآثار تعود لفترة الحضارة الهلنستية والحضارة العربية الإسلامية.