جامع الشيخ محيي الدين بن عربي
يعد جامع الشيخ محيي الدين بن عربي المقام على سفح قاسيون في دمشق من أعظم الجوامع وأقدمها، رممه السلطان سليم عندما فتح دمشق، وكان الجامع يومها عمارة فيها منبر صغير ومحراب منيف دفن فيه /ابن عربي/،
ولأجله جدده السلطان وعين له أربعة مؤذنين وثلاثين قارئاً، وأصبح بذلك من أعظم المساجد في تلك الفترة.كان للجامع باب من الحجارة الضخمة. بدأ تشييده في التاسع من شوال سنة ثلاث وعشرين وتسعمئة وانتهى في الرابع والعشرين من محرم سنة أربع وعشرين وتسعمئة.الجامع مؤلف من صحن كبير وجميل مرصوف بالرخام الملون والحجر الأبيض والأصفر وفيه بركة صغيرة، وفي الجهة الغربية منه رواق كبير يقوم على أربع قناطر عالية، وإلى الجنوب الحرم الذي يقوم على خمس قناطر وأربعة أعمدة جيء بهم من عمارة نائب الشام جان بلاط وعلى رؤوسهم خمسة قناطر، وفي قبليه أربعة شبابيك مطلة على ساحة على نهر يزيد، وفي شرقيه شباك آخر مطل على جنينة وله محراب خشبي عادي وسقف خشبي مسنم وجدران مزخرفة بالقاشاني والرخام الملون المنقوش.... وفي رسالة لعلي بن كمال الدين أبي المنصور الأزدى الأنصاري وصف للشيخ محيي الدين يقول: رأيت في دمشق الإمام العارف الوحيد محيي الدين بن عربي وكان من أكابر علماء الطريق، جمع بين العلوم الكسبية، وما وفر له من العلوم الوهبية، ومنزلته شهيرة وتصانيفه كثيرة، وكان غلب عليه التوحيد علماً، وخلقاً، وحالاً لا يكترث بالوجود مقبلاً كان أم معرضاً. ألف أبن عربي 400 كتاب ورسالة ومؤلفه الأكبر (الفتوحات المكية) ومن أنفس مؤلفاته بعد الفتوحات (فصوص الحكم).تعمق الشيخ الأكبر في فلسفة الحروف وإتقانه استعمال اللغة واستنباط معانيها والإيحاء من خلال المفردات المتشابهة كتابة والمختلفة لفظاً ورصفها في إيقاع متناغم شديد الدلالة وعرف عنه عشقه للمحبوب الواحد الخالق، ودعوته للمحبة التي تجمع البشرية جمعاء.