قوس النصر .. شاهد على تاريخ اللاذقية
الكثير من الحضارات تعاقبت على مدينة (اللاذقية) بدءاً من رأس شمرا الى الميناء وما تركته من علامات وشواهد، يؤكد على عراقة وأصالة اللاذقية التي توالدت عن معارفها ثقافات.
ومن أبرز المعالم التي تؤكد تلك السمة، قبة قوس النصر التي تعرف كرمز لمحافظة اللاذقية، وكانت تسمى لدى العامة بـ(الكنيسة المعلقة).
يعود تاريخ ذاك القوس الروماني الذي يقع في منطقة الصليبة وسط مدينة اللاذقية، الى عام 194 ميلادي أي أواخر القرن الثاني الميلادي، ولبنائه واقعة تاريخية تروى، إذ أمر ببنائه الإمبراطور الروماني «سبتيموس سفيروس»، تكريما منه لمدينة «اللاذقية» التي عرفت بدعمها له، وتذكيراً بوقوفها الى جانبه بنى ذاك القوس الأثري، ويعد هذا الصرح بدلالته الرمزية والمعمارية من العلامات المميزة في كثير من البلدان التي كان للرومان اثر واضح فيها، وهو أشبه بقوس النصر الشهير في فرنسا.
والقوس هو بناء مربع الشكل بمساحة 12متراً مربعاً و16 متراً ارتفاعاً، ومشيدٌ بالحجارة الرملية، ومقام على أربع دعائم حجرية، هذه الدعائم تحمل سطحاً على شكل قبة نصف كروية، وفيه الكثير من الرموز التي تعبر عن الطراز المعماري المنقوش بإشارات حربية تدل على النصر كالتروس والسيوف والرماح والدروع، وتلك الإشارات تدل على عتاد المحاربين خلال الفترة الرومانية، ولا يزال القوس يعبر عن روح المدينة رغم تتالي العصور.