حمام حرستا معلم أثري متميز في ريف دمشق
يعد حمام حرستا من أهم الحمامات الأثرية في مدن ريف دمشق التي قامت مديرية الآثار في ريف دمشق بترميمها, وذلك لتفرده من الناحية المعمارية بسقفه المميز بالقبب المتتالية،
وقد سجل مؤخراً ضمن مواقع دمشق الأثرية.ويعود بناء الحمام الذي تبلغ مساحته 300 متر مربع وفق المعالم المعمارية الظاهرة فيه إلى أواخر الفترة المملوكية وبداية الفترة العثمانية رغم إن بعض الروايات الشفوية تقول إنه بني بالتزامن مع مبنى معصرة الزيتون المجاورة له, بعد هذا التاريخ وتحديداً خلال فترة حكم إبراهيم باشا, وقد تم إحياء الحمام مؤخراً في عام 2011 ليؤدي دوره الثقافي والصحي والاجتماعي في المنطقة، وليصبح بذلك نقطة جذب مهمة للسياحة.
وقد تم الكشف عن جميع عناصر المبنى الأساسية بعد أن كانت مطمورة، كالبحرة والأرضيات والأسقف والقباب، كما تمت إزالة جميع التعديات الملاصقة له كالمنازل العربية والدكاكين وذلك لإبراز الحمام كموقع أثري يمكن أن يحيي التراث العمراني في «حرستا» والريف وذلك بعد طرحه للاستثمار ليصبح جاهزاً للاستخدام.وشملت أعمال الترميم في الحمام عدة مراحل منها ترميم الجدران والبنية التحتية وتبديل شبكات المياه والصرف الصحي وخزانات المياه الساخنة وتأهيل القبب وتركيب شبكة كهرباء داخلية، بعد أن اقتصرت المرحلة الأولى للترميم على كشف موقع الحمام والذي كان قد تعرض سابقاً لحريق كما استخدم لفترة طويلة من قبل الجوار كمكب للردم ما استدعى دراسة شكل الحمام القديم وإعادة تأهيله والكشف عن جميع عناصر المبنى الأساسية والتي كانت مطمورة، وإكساءه بما يتوافق مع طابعه الأثري، وضم مساحة 70 متراً مربعاً إلى المساحة الأصلية للحمام واستخدامها كقبو خدمي يضم أقسام التكييف والكهرباء.يشار إلى أن حمام حرستا تعود ملكيته للمجلس البلدي في المدينة، ويعد الحمام الأثري الوحيد المتبقي في منطقة الغوطة الشرقية، وهو يتألف من ثلاثة أقسام: القسم البراني: بهو مربع الشكل يتم النزول إليه عن منسوب الشارع الخارجي بعدة درجات تتوسطه بحرة مثمنة الأضلاع, يحيط به عدة أواوين للجلوس, ومغطى بقبة تخترقها القمريات الزجاجية للإنارة، والقسم الوسطاني: يتألف من عدة مقصورات مغطاة بقباب صغيرة فيها قمريات، أما القسم الجواني: يضم عدة مقصورات للاستحمام كل منها مزود بجرن حجري, إضافة لقسم خاص بالنساء.