«تل الشيخ علي» تربة خصبة وآثار عريقة
يقع إلى الجنوب الشرقي من «سلمية»، على طريق «تل التوت- بري الشرقي» القديم، ويبعد عنها /7 كم/ وعن حماة /40/ كم، وسط «سهل الشيخ علي» الواسع الذي تبلغ مساحته /12/ كم2،
وهو مستوى أساس للأودية السيلية القادمة إليه من الشرق والجنوب الشرقي، ويشكل سهلاً فيضياً تربته خصبة. وقد ازدهر هذا التل في العهد «الآرامي»، وفيه عدد من المقابر البيزنطية.
ويقال إن تسمية التل ليس لها أي مدلول تاريخي معروف، وعلى الأغلب هي تسمية «بدوية» أُطلقت في العهد العثماني.
وقد تبين أن الزراعة مورست في خندق بالقرب من التل منذ «عصر البرونز» القديم، وما يدل على ذلك العثور فيه على أداة حجرية من «الشيست» شكلها مثلث متساوي الساقين ضلعه /20سم/ وقاعدته /28سم/ وفي منتصف القاعدة نتوء عرضه /3سم/ وارتفاعه /12،2سم/ وسماكتها /2،3سم/، وتشير الاحتمالات إلى أن هذه الأداة إما سكة فلاحة، وإما وسيلة لتقليب التربة الزراعية على شكل المجرفة.
وقد كانت المنطقة عامرة ما بين (2400-2300) ق.م ويعتقد أنها كانت في فترة معينة تابعة لمملكة «إيبلا» للشبه الكبير بين «تل الشيخ علي» و«تل مرديخ».وتبين أن الآشوريين قاموا بهدم المدينة التي كانت في موقع التل في عهد «شاروكين» سنة (720) ق.م، ثم عاد «التل» إلى حياته الزراعية والعمرانية في العهد «الكلداني» الذي نشر الهدوء والازدهار.
وتبين أيضا أن المكان كان مأهولاً بالسكان، إذ عثر على أداة لسحق وطحن الحبوب ,كما عثر على مقبرة من العهد «البيزنطي» على بعد /500 متر/ إلى الجنوب من موقع التل.
لكن هذا التل لم يسلم من أيدي لصوص الآثار، فقد تعرضت محتويات هذه المقبرة للنهب على أيدي لصوص الآثار، وقيل إنه كان فيها الكثير من اللقى الأثرية المهمة والمتنوعة.