في السليمانية .. استعدادات شعبية لاستقبال أعياد نوروزالحادي والعشرون من شهر آذار من كل عام ليس كباقي الايام، اذ يعتبر يوماً متميزاً لدى الشعب الكردي، انه اليوم الذي تبدأ فيه احتفالات اعياد نوروز الخالدة وانبثاق موسم الربيع، موسم الزهور والخير والعطاء، وتتمثل هذه الاحتفالات في بداياتها بحركة نشطة تشهدها الاسواق في مدينة السليمانية حيث يسعى المواطنون ومنذ فترة مبكرة للتبضع وتأمين ما يحتاجونه من البسة واكسسوارات وحلي اضافة الى اشياء اخرى مكملة لهذا الكرنفال البهيج الذي يبعث السرور والغبطة لدى كل مواطن. صحيفة (الاتحاد) تجولت في اسواق مدينة السليمانية وخاصة سوق الاقمشة الذي بدا وكأنه عبارة عن معرض تشكيلي للوحات فنية رائعة بالوان جذابة وذلك من خلال الالوان الزاهية للاقمشة المعروضة داخل وخارج المحال المتخصصة ببيع ملابس الزي الكردي للنساء الذي يعتبر العلامة المميزة للمرأة الكردية اينما حلت في أية دولة من دول العالم فهو يمثل جزءاً مهما من حضارة وتاريخ القومية الكردية التي تمتد الى قرون عدة.
2014-02-25
اللقاء الاول لصحيفة (الاتحاد) كان مع السيد جلال صاحب محل لبيع الأقمشة النسائية الذي قال: ان حركة السوق تشهد اقبالاً واسعاً من الشهر الاول ولغاية الشهر الرابع من كل عام وتشتد هذه الحركة بشكل كبير خلال الشهر الثاني وحتى اواسط شهر آذار وذلك بسبب حلول اعياد نوروز، حيث تسعى النسوة لاقتناء ماهو جديد وجميل من الاقمشة الجيدة الموشحة بالوان الربيع والزهور لكي ترتديها في هذه المناسبة الجميلة اضافة الى قيام العديد من العوائل بتأمين اقمشة لموسم الصيف المقبل، وكذلك شراء اقمشة اخرى لتقديمها كهدايا للاصدقاء والاقرباء ممن يقيمون خارج العراق.
وعن انواع الاقمشة والوانها قال السيد جلال: ان قماش (الساتان) هو غالباً ما يستخدم لعمل السروال الذي يعتبر الجزء الاساس من الزي الكردي النسائي وكذلك (القديفة) التي تستخدم (للكه وا) و (البولكة) وغيرها، وجميعها تدخل ضمن اقمشة الزي الكردي. اما بالنسبة لألوان الاقمشة فيشير السيد جلال الى ان هناك اللون الباديناني واللون السوراني والتي تتميز به المنطقتين. لكن على العموم فإن الغالبية من النسوة يفضلن الوان الاصفر والاحمر والاسود والفضي. وعن قلة السيولة النقدية التي حلت بالاقليم خلال الشهر الماضي وربما هذا الشهر ايضاً وتأثيرها على المواطنين وخاصة الموظفين، اشار السيد جلال انها اثرت على قوة الشراء لكن ليست بنسبة كبيرة، وان حركة البيع حاليا تشهد نشاطاً جيداً والحمد لله.
من جهة ثانية التقت (الاتحاد) السيد كمال وهو ايضاً صاحب محل لبيع الاقمشة النسائية والذي كان رأيه مطابقاً لما قاله زميله السيد جلال باستثناء فقرة الحالة الاقتصادية التي تشهدها مدينة السليمانية حالياً بسبب عدم وجود سيولة نقدية في المصارف والتي ادت الى قلة حركة البيع والشراء، مشيراً الى ان اغلب العوائل التي ترتاد محلاتنا اضطرت للتبضع والدفع بالآجل وهذا ما وضعنا بموقف محرج احياناً.
بعض النسوة المتبضعات اللائي رفضن ذكر اسمائهن ذكرن بأن هذه الفترة من كل سنة تشهد اقبالاً على التبضع اكثر من أي وقت آخر من السنة وذلك بمناسبة حلول اعياد نوروز من جهة وكذلك حلول فصل الصيف ايضاً والذي يتطلب الكثير من الملابس الصيفية لكن معظم هذه الملابس يمكن شراؤها جاهزة من المحلات المخصصة لبيع الملابس النسائية الجاهزة، اما الملابس المخصصة لاعياد نوروز وكذلك للمناسبات القومية والاحتفالات والتي يطلق عليها بالزي الكردي النسائي فلابد من شراء الاقمشة الخاصة بهذا الزي من محلات بيع الاقمشة، وقد ذكرن انهن يفضلن الالوان الغامقة مثل القهوائي، الاسود، الرصاصي، والشرابي.
الاكسسوارات تعتبر من الضروريات المكملة للزي الكردي النسائي والتي تصنع من المعادن الشبيهة بالذهب او الفضة وتكون اما على شكل (حزام) او (قلادة) تطوق جيد المرأة او توضع على غطاء الرأس والغطاء هو جزء من اجزاء الزي الكردي، هذا ما اوضحه لصحيفة (الاتحاد) السيد محمد رحمن صاحب محل لبيع الاكسسوارات والذي اكد ان هناك العديد من هذه الاكسسوارات الجميلة الا انها مصنوعة من الذهب الخالص المطعم بالاحجار الكريمة وترتديها النسوة مع الزي الكردي، لكن بالطبع ليس جميع النسوة، والسبب معروف عند القارئ لان الحالة الاقتصادية داخل المجتمع متفاوتة.
* والتقت صحيفة (الاتحاد) السيدة ممتاز حافظ (معلمة) التي تحدثت للصحيفة قائلة: اننا اعتدنا دائماً ان نستعد لمناسبة (نوروز)، واليوم انا في سوق الاقمشة لكي اختار قطعة القماش المناسبة لاعمل منها بدلة الزي الكردي النسائي التي ارتديها في مثل هذه المناسبات، مشيرةً الى انها تفضل الالوان الفاقعة مثل اللون الوردي والاصفر، وعن الازمة الاقتصادية التي يمر بها موظفو الدولة في السليمانية حاليا بسبب عدم وجود السيولة النقدية مما سبب ذلك في تأخير تسلم رواتبهم وتأثير هذه الازمة على القوة الشرائية لدى البعض، قالت السيدة ممتاز: ان هذه الازمة نعم اثرت على معظم الموظفين وذوي الدخل المحدود الا ان تأثيرها لم يكن بتلك النسبة المرتفعة، والدليل على ذلك هو ما نشاهده من حركة السوق النشطة نسبياً.
من جانب آخر وفي سياق الموضوع نفسه اجمعت النسوة التي التقتهن صحيفة (الاتحاد) وكلا حسب طرحها بأن استعدادات العوائل في مدينة السليمانية للاحتفال بعيد نوروز لم تقتصر على شراء الالبسة والاقمشة فحسب، بل هناك امور ولوازم اخرى تدخل ضمن هذه الاستعدادات منها تهيئة ما يلزم لتحضير المأكولات التي تشتهر بها مدينة السليمانية وكذلك اعداد الحلويات، وهذه من الضروريات اللازمة في السفرات والزيارات التي تقوم بها العوائل خلال عيد نوروز حيث غالباً ما تشهد المرافق السياحية في مدينة السليمانية انتشاراً واسعا للعوائل وهي تفترش ارض جبل ازمر وكويزة ودباشان ودوكان وغيرها وهي تحتفل بهذه المناسبة بمصاحبة الموسيقى والدبكات الكردية.
آخر المتحدثين كان الاسطة حسين الخياط الذي يعمل ايضاً خياطاً (رجالي- نسائي) حيث اوضح: ان الاقبال على خياطة الالبسة النسائية او الرجالة وخاصة فيما يخص الزي الكردي النسائي الذي يتكون من عدة قطع هي (كه وا، كراس، هيلك، سلطة، يلك) ضعيف جداً هذه السنة وذلك بسبب الركود الاقتصادي الذي واجه موظفي الدولة في السليمانية نتيجة عدم استلام رواتبهم لهذا الشهر مما ولد تأثيرا بالغاً على القدرة الشرائية للمواطن وكذلك كان تأثيره واضحا على عملنا كخياطين.