بسم الله الرحمن الرحيم
( الشاعر ابن العرندس الحلي)
اسمه ونسبه :
صالح بن عبد الوهاب ، المعروف بابن العرندس ، وهو من بني بكر بن كلاب ، والعرندس في اللغة : هو الأسد الشديد .
علمه وفضله :
كان ابن العرندس عالماً ، ناسكاً ، أديباً ، بارعاً ، متضلعاً في علمي الفقه والأصول وغيرهما ، مصنفاً فيها ، فله كتاب ( كشف اللآلي ) المخطوط ، وكان من الشعراء المكثِّرين الذين أبدعوا وأجادوا في مدح أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ورثائهم .
وكان يكثر في شعره من الجناس والتهافت على المحسنات البديعية ، مع دِقَّـة في المعاني ، ورقة في الأسلوب ، فهو متضلع في العربية واللغة .
وفاته :
توفّي الشاعر ابن العرندس ( رحمه الله ) عام 840 هـ ، وقيل في حدود التسعمائة الهجرية ، وقبره بمدينة الحِلَّة في العراق ، وهو مشيَّد عَليهِ قُبَّة بيضاء .
و له ( رحمه الله) قصيدةُ طويله تصل الى احدى و ثمانين بيتاً في رثاء مولانا الحسين (ع) و هذه مقتطفات منها حيث قال فيها:
بات العذول على الحبيب مسهدا
فأقام عذري في الغرام ومهدا
إني لقد أصبحت عبدك في الهوى
وغدوت في شرح المحبة سيدا
بحر طما. ليث حمى. غيث همى
صبح أضا. نجم هدى. بدر بدا
لم أنسه في كربلا متلظيا
في الكرب لا يلقي لماء موردا
نسج الغبار على الأسود مدارعا
فيه فجسدت النجيع وعسجدا
صال الحسين على الطغاة بعزمه
لا يختشي من شرب كاسات الردا
ومن العجائب أن عذب فراتها
تسري مسلسلة ولن تتقيدا
طام وقلب السبط ظام نحوه
وأبوه يسقي الناس سلسله غدا
والسيد العباس قد سلب العدا
عنه اللباس وصيروه مجردا
وابن الحسين السبط ظمآن الحشا
والماء تنهله الذئاب مبردا
كالبدر مقطوع الوريد له دم
أمسى على ترب الصعيد مبددا
والسادة الشهداء صرعى في الفلا
كل لأحقاف الرمال توسدا
فأولئك القوم الذين على هدى
من ربهم فمن اقتدى بهم اهتدى
والسبط حران الحشا لمصابهم
حيران لا يلقى نصيرا مسعدا
فرموه عن صفر القسي بأسهم
من غير ما جرم جناه ولا اعتدا
فهوى الجواد عن الجواد فرجت
السبع الشداد وكان يوما أنكدا
واحتز منه الشمر رأسا طالما
أمسى له حجر النبوة مرقدا
فبكته أملاك السماوات العلى
والدهر بات عليه مشقوق الردا
وارتد كف الجود مكفوفا وطرف
العلم مطروفا عليه أرمدا
فالآن هاذي قصتي يا سائلي
ونجيع دمعي سائل لن يجمدا
فاندب معي بتقرح وتحرق
وابكي وكن لي في بكائي مسعدا
فلألعنن بني أمية ما حدا
حاد و ما غار الحجيج و أنجدا
ولأحلين على علاك مدائحا
من در ألفاظي حسانا خردا
عربا فصاحا في الفصاحة جاوزت
قسا وبات لها لبيد مبلدا
قلدتها بقلائد من جودكم
أضحى بها جيد الزمان مقلدا
يرجو بها نجل العرندس صالح
في الخلد مع حور الجنان تخلدا
ثم السلام عليك يا بن المرتضى
ما ناح طير في الغصون وغردا