كتبنا حرفينا على الجدران
ليراها في الحياة المارّون
رسمناها على رمال الشطآن
منارةً للحب في بحر الجنون
حفرنا حروفها على الأشجار
لتهجرها الأيام
وتنساها السنون
فكيف لا يخجل الزمان
ويترك الصغار يلعبون؟
كانت رسائلي تتلهّف يديكِ
كالطفل يتلهّف الأم الحنون
تفتحها وتقرأها عيناكِ
فيهرب منها حبي المسجون
كانت تستلقي في حضنك
كالطير المتعب على الغصون
طار أطراف الدنيا وعادَ
يبوح للهوى بحبه المكنون
كنّا في الحب صغيرين
تتشابك أيدينا
كأغصان الزيتون
نطلق في الهواء أمانينا
يحملها للسما نسيم الزيزفون
نخبئ من الزمان قصتنا
ويضيع فينا الحلم المجنون
اشتاق لنا زماننا
وموعدنا ومكاننا
اشتاق لنا عطر الليمون
عند هذه النبعة التقينا
لأول مرّةٍ وبنينا
بيتاً بالحب مسكون
عند هذه النبعة جلسنا
لآخر مرةٍ وبكينا
وافترقنا في سكون
كيف كبِرنا
ونسانا الحب
ورحل في الليل المسافرون؟
لا أدري....
فأنا هرمتُ
لكني مازلتُ
أرجع لنفس المكانْ
أعيش ذاك الزمانْ
وأنتظر عمراً لن يكون.
د.أحمد شمسين