سوريه اللهم فرج همك
ضاقت فلما إستحكمت حلقـــــــــاتها فرجت
وكنت أظنها لا تفــــــــرج
قد تتوالى المصائب والمحن على المرء
فلا يصحو من مصيبة إلا والأخرى
متشبثة بها
وقد لا يرى الفرح والسرورإلا نادرا
ولله در الشافعي رحمه الله
حين تحدث عن قلة السرور وكثرة الغموم
فقــــــــال
محن الزمـــــــــان كثيرةٌ لا تنقضي
وسرورها يأتيك كالأعياد
ولأن المصـــــــائب قدلا تأتي فرادى
قـــــــــــال في ذلك
تأتي المكــــــــاره حين تأتي جملةً
وأرى السرور يجيء في الفلتات
نعم قد تتكالب المصائب على الانسان
وتتوالى عليه مجتمعة
و ربما يفقد المرء معها توازنه بعض الشي
ولكن الإنسان المؤمن مهما تكاثرت
عليه الشدائد والمحن
نجده واثق برحمة ربه عز وجل
متـــــــوكل عليه
متيقن من إنفراج الشدة وزوالها حتى
في أشد الظروف
ولرب نازلةٍ يضيق بها صدر الفتى ذرعا
وعند الله منها المخرج
ضاقت فلمإا ستحكمت حلقاتها
فـــــــــــرجت
وكنت أظنها لا تفـــــــــــــرج
والمسلم لاينسى أن العطاء قد يكون في المنع
وان وراء كل محنة منحة
ونحن نعلم يقينا ان الله سبحانه
لم يبتلينا ليعــــــــــــــــذبنا بل ليرحمنا
فمهما كان الإبتلاء شديداً فلا بد أن يكون
وراءه خيراً كثيراً
قد تخفى علينا الحكمة منه ولا نعلم بذلك
إلا بعد مرور تلك الشدة والإبتلاء
وخير مثال على ذلك قول ابن القيم رحمه الله
حين تحدث
عن أناس وجدوا في المصائب جمالا
كما وجدوها في النعـــــــــــــــــم
قال رحمه الله
وكل ما يصدر عن الله جميل وإذا كنا
لا نرى الجمـــــــــــــــــــال في المصيبة
وما أجمل قول الشاعر حين قال
قد يُنعم اللــــــــــــــــه بالبلوى وإن عظمت
ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
وأجمل من ذلك كله
قول الحـــــــــــــــق سبحانه وتعالى
فَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَيَجعَلَ اللهُ فِيهِ
خَيراً كَثِيراً
وقوله سبحـــــــانه
وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لكُم وَعَسَى
أَن تُحِبوا شَيئًا وَهُوَ شَر لكُم وَاللهُ يَعلَمُ
وَأَنتُم لاَ تَعلَمُونَ
وفي الحديث عَنْ سَعْدٍ قَالَ قُلْتُ
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟
قَالَ : الأنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الأمْثَلُ ، فَالامْثَلُ
فَيُبْتَلَى الرَّجُــــــــــــــــــ ـلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ
فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلأؤُهُ
وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ
فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي
عَلَى الارْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَة الترمذي
و نجد المسلم الحق متوكل على ربه
دائما يتذكر عند الشدائد والمحن أن
كل شيء بقضــــــــــــاء وقدر
وهو لا ينسى عند وقوع المصيبة ان يقول
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أجـــــــــــــــــــرني في مصيبتي
واخلف لي خيراً منها
فهو يصبر و يسترجع عند كل مصيبة تصيبه
من خوف أو موت أو فقر أو مرض مستحضراً
عند ذلك كله قوله تعالى
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ
وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ
أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
وقوله- صلى الله عليه وسلم
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير
وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن
إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له
رواه الإمام مسلم في صحيحه
عن صهيب بن سنان
رضي الله عنه
طائر الوادى