تحفة الموناليزا قصتها ماهو سر إبتسامتها
تحفة الموناليزا..قصتها..ماهو سر إبتسامتها
مقذمة
قبل أن ندخل في تفاصيل قصة هذه التحفة
الفنية الخالدة
لابد من أن نتعرف ولو بشكل مبسط على
من يقف وراء هذه التحفة
وهو الفنان العالمي ليوناردو فينشي
ليوناردو دا فينشي
(1452 - 1519 م)
يعد من أشهر فناني النهضة الإيطاليين
على الإطلاق
وهو مشهور كرسام، نحات، معماري، وعالم.
كانت مكتشفاته وفنونه نتيجة شغفه الدائم
بالمعرفة والبحث العملي،
له تأثير كبيرعلى مدارس الفن بإيطاليا
امتد لأكثر من قرن بعد وفاته
وأبحاثه العلمية خاصة في مجال علم التشريح،
..البصرياتوعلم الحركة والماء لازالت
حاضرة في العديد من اختراعات عصرنا الحالي
يعتبر النموذج المثالي الذي يمثل عصر النهضة
بسبب مؤلفاته حيث أنه قام بتاليف ثلاثة كتب:
الأول عن فن التصوير الزيتي والذي
يعرف حاليا
باسم "نظرية التصوير"،
والكتاب الثاني عن التشريح والكتاب الثالث
في الميكانيكا،
ولكن الكتاب الثاني والثالث مفقودان الآن
ولم يصل لنا منهما سوى بعض الصفحات،
أما كتاب "نظرية التصوير" فهو متوفر
في جميع أنحاء العالم بجميع اللغات،
ويظهر في هذا الكتاب مدى حب الفنان العبقري
ليوناردو لفن التصوير الزيتي
ونلاحظ ذلك في الفقرة 8 من هذا الكتاب وهي بعنوان
"من يحط من قيمة التصوير، لا يحب الفلسفة
ولا الطبيعة"
والفقرة رقم 9 بعنوان
"المصور سيد كل أنواع الناس والأشياء"
وقيل عنه إن ريشته لم تكن لتعبر عما
يدور بذهنه من أفكار وثابة حتى قال عنه
ب. كاستيلون:
«من الطريف جدا أن الرسام الأول
في العالم كان يكره الفن،
المكان الذي توفر فيه دافنشي
وقد انصرف إلى دراسة الفلسفة،
ومن هذه الفلسفة تكونت لديه أغرب المفاهيم،
وأحدث التصورات، ولكنه لم يعرف أن
يعبر عنها في صوره ورسومه»
الموناليزا
ولها اسم يطلق عليها وهو الجيوكندا
وهي من
أشهر أعمال ليوناردو على الإطلاق
وتأتي شهرتها من سر ابتسامتها الأسطورية
وتعتقد تارة أنها تبتسم لك وتارة أخرى
أنها تسخر منك،
قصة الموناليزا
ما هى قصة الموناليزا تلك اللوحة
التى رسمها العبقرى الإيطالى ليوناردو دافنشى
الذى مات منذ ما يقارب خمسمائة عام؛
ولا تزال لوحته حتى اليوم مصدراً من
أهم وأخصب مصادر الإلهام للفنانين
على اختلاف تخصصاتهم وتوجهاتهم...
ويرجح الباحثون أن ليوناردو بدأ في رسم
هذه اللوحة عام 1500
ولأفتتانه بها استغرقت منه حوالى أربع سنوات
حتى انتهت عام 1504،
وأصبحت تلك المرأة الغامضة المجهولة التى
تحتل ابتسامتها اللوحة رمزاً أنثوياً خالصاً
حاز على إعجاب العالم،
وأشاعت ابتسامتها جدلاً واسعاً
حتى أصبحت سراً غامضاً يسعى
إلى تفسيره العلماء والباحثون
حتى إن أحد الباحثين الإيطاليين
(جيسيب بالانتى) أنفق 25 عاماً من عمره
فى البحث عن هوية تلك المرأة،
وخرج ببحث أشارت إليه صحيفة الديلى
تلجراف البريطانية
يقول إن الصورة كانت لزوجة أحد أصدقاء
والد ليوناردو دافنشى
وكان يعمل تاجراً للحرير ويدعى سير
فرانشيسكو ديل جيوكوندو وكان متزوجاً
من ليزا جيرادينى،
ولهذا يرجع بعض الباحثين إطلاق اسم الجيوكاندا
على اللوحة نسبة إلى انتماء تلك السيدة
إلى عائلة جيوكوندو
وقد أثارت اللوحة الكثير من الجدل منذ ظهورها
نظراً للابتسامة الغامضة للمرأة
واتجاه نظرة عينها التى يراها الناظر إليها
من أى زاوية تنظر إليه،
اسئلة محيرة
كما أثارت تلك الأسئلة التى لم تجد
حتى الآن
واظنها لن تجد الإجابة الشافية مثل:
لماذا جاءت اللوحة مخالفة للعرف السائد
فى لوحات ذلك العصر؟
فاللوحة غير موقعة، ولا مؤرخة، ولا تحمل
أية معلومات عن موضوعها أو الشخص
الذى تصوره كباقى لوحات عصرها؛
كل هذا فتح الباب للظن
نظريات غريبة
ومن النظريات الغريبة التى تناولت
لوحة الموناليزا
ما ذهب إليه البعض من أن هذه
اللوحة لأمرأة شهيرة فى المجتمع الإيطالى
آنذاك مثل إيزابيلا ديستى، أو سيليا جاليرانى،
وذهب آخرون إلى أن تكون اللوحة لإحدى
فتايات الليل؛
أراد دافنشى إظهار البرائة المختبئة بها
فى حين ذهب البعض إلى افتراض أن هذه
اللوحة لوالدة دافينشى أو لامرأةتشبهها
نظراً لتعلق دافنشى بأمه وحرمانه
منها صغيراً،
وهو كما معروف الابن غير الشرعى
لموظف عام من فلورنسا من ابنة مزارع
بينما أشارت إحدى النظريات الغريبة
إلى أن اللوحة
قد تكون صورة ساخرة رسمها دافينشى لنفسه
نظرا لاحتمال تقارب ملامح المرأة فى اللوحة
وملامح دافينشى نفسه
والاعتقاد السائد بأنه كان من مثليى الجنس!!!!!
أغرب دراسة
وكانت أغرب دراسة جرت حول الموناليزا
تلك التى قام بها مجموعة من علماء التشريح
وتوصلوا فيها إلى أن الموناليزا كانت تعانى
من آلام فى يدها أو شبهة شلل بها
نظراً لوضع الجسم والذراع وحالة الاتكاء
الذى ظهرت به فى اللوحة
مصدر الهام للفنانين
ظلت الموناليزا وستبقى محيرة وملهمة للفنانين
فقد كتب عنها وحولها آلاف القصائد الشعرية
وألفت أوبرا كاملة باسمها "أوبرا الموناليزا"
يقول عنها
الشاعر الأيرلندى إدوارد دودن:
"أيتها العرافة، عرفينى بنفسك حتى لا أيأس
من معرفتك كل اليأس
وأظل انتظر الساعات، وأبدد روحى
يا سراً متناهى الروعة
لا تحيرى الوجدان أكثر مما تفعلين
حتى لا أكره طغيانك الرقيق"
وعن ابتسامتها يقول الشاعر التشيكى
ياروسلاف فرشليكى:
"ابتسامة مفعمة بسحر السر
فيهما الحنان والجمال ...
أتراها تغوى ضحيتها
أم تهلل لانتصارها.."
وعن عينيها ويديها يقول الشاعر الألمانى
برونو ستيفان شيرر:
"ينبثق بريق العينين ... من الأعماق الذهبية
نبع الأبدية
ويغطى الشعر قناع ... امرأة وعروس وبتول
واليد ترتاح على اليد
تتنفس فى حر الظهر ... أفراح الورد
والبسمة فوق الشفة ... وفوق الخد
هناك عدة قصة تحيط بهده اللوحة و هي
السبب الدي أدي الي ارتفاع ثمنها
حيث يقدر سعرها الآن ب{870} مليون دولار
مجيء اللوحة لفرنسا
جلب ليوناردو الصورة إلى فرنسا عام 1516 م
واشتريت من قبل ملك فرنسا فرنسيس الأول.
وضعت الصورة اولآ في قصر شاتوفونتابلو
ثم نقلت الى قصر فرساي,
بعد الثورة الفرنسية علقها نابليون الأول
بغرفة نومه,
واللوحة تعرض حاليا في متحف اللوفر
في باريس فرنسا
سرقة اللوحة
وفي عام 1911 م استطاع شاب فرنسى
يدعى بيروجى كان يقوم بترميم بعض
اطارات الصور
بمتحف اللوفر أن يسرق الموناليزا
و يخفيها لديه
و بعد عامين، أى فى عام 1913
باعها لفنان إيطالي هو ألفريدو جيري
الذي ما أن رآها وتأكد أنها موناليزا
دا فنشي الأصلية
حتى أبلغ السلطات الإيطالية التي قبضت
على اللص وأودعت اللوحة فى متحف
بوفير جاليرى
فرح الإيطاليون كثيرا بذلك ولكن لمّا علمت
فرنسا بالأمر دارت مفاوضات عبر القنوات
الدبلوماسية بينها وبين إيطاليا،
وكادت العلاقات تنقطع لولا أن فرنسا استطاعت
أن تُرغم إيطاليا على إعادة اللوحة لها
ومعها السارق
محاكمة السارق
وكان يوم محاكمة بيروجي يوما مشهودا،
حيث تسابق كبار المحامين بباريس
للدفاع عنه
و قد ذكر بيروجي فى معرض الدفاع
عن نفسه
أن الدافع على سرقة الموناليزا هو أنه
كان يحب فتاة تدعى " ماتيلدا حبًا شديدًا,
لكنها توفيت بعد معرفة قصيرة بينهما,
و عندما شاهد الموناليزا باللوفر وجد
فيها ماتيلدا حبيبته, فقرر سرقتها
وقد صدر الحكم عليه بالسجن لمدة
عام واحد فقط
العلماء يتوصلون إلى سر ابتسامة موناليزا
توصل العلماء إلى فهم سر نصف الابتسامة
الغامضة المرتسمة على وجه موناليزا،
والتي أثارت فضول متذوقي لوحة
"لا جيوكندا" لقرون من الزمن،
حيث قال علماء هولنديون إن السر الكامن
وراء الابتسامة غير المكتملة لم يعد
عصيا على الفهم.
ورأى علماء من جامعة أمستردام أن
سر نصف ابتسامتها يكمن في سعادتها،
أو بعبارة أدق فإنها كانت سعيدة بنسبة
83 بالمائة
وقام العلماء بمسح رائعةليوناردو دافينشي
مسحا ضوئيا
ثم حللوها باستخدام برنامج كمبيوتر
متطور للغاية،
تم تطويره بالتعاون مع جامعة إلينوي الأمريكية،
يتيح تحليل العواطف المرتسمة على
الوجه بدقة
وأظهرت نتائج تحليل انفعالات الوجه
أن موناليزا
كانت سعيدة بنسبة 83 في المائة،
ومشمئزة بنسبة 9 في المائة،
في حين أنها كانت خائفة بنسبة 6 في المائة،
وغاضبة بنسبة 2 في المائة.
كما بينت النتائج أن قسمات وجهها كانت تعكس
أقل من 1 في المائة من الحياد،
بينما اختفت من وجهها أي علامات تدل
على الدهشة والمباغتة
وقال أستاذ في جامعة أمستردام،
يدعى هورو ستوكمان، وشارك في تحليل الصورة،
إنه كان يعرف مسبقا أن النتائج لن تكون علمية
لأن البرنامج المستخدم لم يصمم لرصد
العواطف الدقيقة المرتسمة على الوجه.
كذلك فإن التقنية المستخدمة في التحليل
صممت للاستخدام مع الأفلام والصور
الرقمية الحديثة،
وأنها تحتاج في البداية لإجراء مسح للصور
في الحالة الطبيعية الحيادية الخالية
من أية عواطف،
وذلك للحصول على نتائج أكثر دقة