كثيراً ما يتذمر الأزواج من تكرار طرح "الأسئلة البليدة" من قبل زوجاتهم،
والتي قد تفتح بينهما طريقاً نحو الخلافات والمشاكل، على الرغم من أن السؤال بحد ذاته ليس خطأً،
وإنما كيفيته وصيغته وربما توقيته يكون سبباً في الشعور بالتذمر والإزعاج .
ويرى الكثير من الأزواج تلك الأسئلة نوعاً من المبالغة في معرفة أدق التفاصيل عنهم، كما أن البعض الآخر يرى أنه من أنواع الفضول غير المنطقي، بحكم أن ما يجمعهما من عِشرة يفوق تلك الأسئلة التي لا داعي لها , لذا نقدم لكم مجموعة منوعة من الاّراء :
حرص وإهتمام
الزوجة , تجد نفسها لا شعورياً تسأل زوجها أسئلة المتابعة اليومية مثل: "وينك"؟، "جوالك مشغول"؟، "تكلم مين"؟، "متى ترجع"؟،
وهذا في اعتقادي حقٌ مشروعٌ لكل زوجة،
بل إنه من الطبيعي أن تسأل عن تلك التفاصيل، ليس لعدم الثقة به، بل بدافع الحرص والإهتمام وربما حب الاستطلاع،
مشيرةً إلى أنها لا ترى ما يعيب تلك النوعية من الأسئلة بكل صيغ الإستفهام، لكن هناك عيوبٌ وأخطاء بكيفية السؤال وتوقيته، مع التأكيد على أن الخطأ هو عدم الثقة بالإجابة وتكرار الأسئلة، لدرجة لا يتمالك الزوج فيها نفسه من الغضب،
وهنا تكون تلك الأسئلة البليدة قد أقحمت حياتهما الزوجية في موقف بليد لا راحة منه.
جلسة محاسبة
إن الأسئلة الساذجة أصبحت اليوم عادةً مملةً ومستفزةً, من قبل الزوجات، واللاتي يفتقدن إلى فن التعامل مع الزوج،
وكذلك أبجديات الحوار الراقي والناجح، مضيفةً أن المؤسف جداًّ أن ما تبحث عنه من أجوبة لا يشكل أي أهميةٍ لها،
ولكن من باب العلم بالشيء فقط، موضحةً أنه حين يعود الزوج من المنزل
وهو بلا شك مرهقٌ وجائعٌ أو يرغب في النوم وينهمر عليه وابلٌ من الأسئلة التي تكون على شاكلة "من اتصل بك"؟، و"كم باقي من الراتب"؟، و"هل دفعت قيمة إيجار المنزل والفواتير"؟،
وغيرها من الأسئلة التي تشعره أنه أمام لجنة لتقصي الحقائق، أو جلسة محاسبة، وهذا بلا شك ما ينفر الزوج من زوجته، بل وكذلك من المنزل
مسلسل لا ينتهي
مسلسل "الأسئلة البليدة" لا ينتهي من قاموس الزوجات،
مع أن كثيراً من الأزواج يخبر زوجته إلى أين هو ذاهب،
لكنه يتفاجأ بعد دقائق بإتصالاتها لتبدأ بسؤاله "أين هو"؟، و"متى يعود"؟، وهكذا، وكأنها ترصد كل تحركاته وأنفاسه،
لافتاً إلى أنه حين يريد النوم تحلو لها الأسئلة، فتبدأ في البداية بسؤال: "هل نمت"؟، فإن أجابها الزوج مجاملا ب"لا"، تنطلق عشرات الأسئلة،
وإن أجابها برغبته بالنوم نامت وفي قلبها "غصة"،
مبيناً أن ذلك تجاوز الإهتمام, لأنها تتعامل مع زوجها وكأنه طفلٌ صغيٌر يحتاج إلى متابعة،
وربما حاولت التدخل بشؤونه الخاصة في عمله وفي علاقاته بالآخرين، وهذا بلا شك قد يشكل النواة الأولى لحدوث المشاكل بينهما لاسيما إذا كانت الحياة الزوجية في بدايتها،
لافتاً إلى أنه مع مرور الوقت وطول العشرة تهدأ وتيرة تلك الأسئلة،
وربما تستمر ويكون الزوج قد وصل إلى مرحلة التأقلم معها ومعايشتها.
عادة اجتماعية
تلك الأسئلة ما هي إلا عادةٌ جتماعيةٌ يصعب التخلص منها,
لأن الجميع قد تعود عليها، فالزوجة مثلاً لابد أن تسأل زوجها أسئلةً لا علاقة لها بها،
أو أن الجواب قد يكون معروفاً سلفاً، وكذلك على مستوى الأخوة والأصدقاء فحين نسأل سؤالاً نعلم إجابته فإننا ننتظر جواباً مغايراً ممزوجاً بالنكتة التي تضفي على الجلسة طابعاً مريحاً ومرحاً.
الفرق في طبيعة الأسئلة
إذا كان عيب الزوجات كثرة الأسئلة،
فعيب الزوج هو غموض إجاباته وتصرفاته، مما يولد في داخلها الشك والغيرة،
لهذا تستمر تلك الأسئلة المتكررة إلى أن تصل الزوجة في النهاية إلى الجواب الشافي ليهدأ قلقها عليه،
موضحةً أن بعض الزوجات يطرحن تلك الأسئلة رغبةً منهن في فتح باب الحوار والحديث مع الزوج الذي يميل إلى الصمت والهدوء،
وكأنه في "فصلٍ دراسي"،
من هنا تحاول الزوجة كسر هذا الحاجز المريب من الصمت، ولو كانت لا تملك غير تلك الأسئلة البليدة.
الإعتدال أفضل
سؤال الزوج عن زوجته والعكس في أمور حياتهما وتفاصيلها أمرٌ مهمٌ جداً،
بل ويدل على الإهتمام والمحبة ويزيد من الألفة، ويوثق روابط التواصل بين الزوجين، مضيفةً أنه من المفترض أنه لا يوجد خصوصيات بينهما،
ولكن عندما يصبح السؤال مبالغاً فيه وب"إلحاح" و"بلادة"، فإن الأمر يتحول من الإهتمام إلى الشك والتشكيك،
ويصبح الوضع مضغوطاً، بل وينذر بالإنفجار, لكثرة الضغط والتكرار،
هذا من جهة ومن جهةٍ أخرى فإن قلة السؤال توحي للطرف الآخر بالإهمال من قبل شريك حياته،
وكذلك عدم الاهتمام به، مشيرةً إلى أن الأفضل هو الإعتدال في كل شيء، فلا إفراطٍ يوحي بالشك والبلادة ولا تقصيرٍ يوحي بالإهمال وبالتالي عدم الحب
أدق التفاصيل
إنه من المهم أن نلفت النظر أولاً إلى أن طبيعة النساء العاطفية تدفعهن إلى الإهتمام بأدق التفاصيل والتدخل لا شعورياً في تصرفات وأقوال الزوج،
لهذا هي تبادر دائماً بسؤاله عن كل صغيرةٍ وكبيرةٍ تخصه،
وهذا التصرف قد يبدو طبيعياً عند البعض، بينما يعتبره البعض الآخر تطفلاً،
مبينةً أن أحد أهم الأسباب لتكرار تلك الأسئلة هو قلة الشفافية بين الأزواج،
وهذا ما يدفعهما دوماً لمعرفة ماذا يدور هناك وهنا؟،
وكذلك إنعدام الحوار، وعدم وجود إهتمام من قبل ما يطرحه الطرف الآخر من مواضيع،
مشيرةً إلى أن هذه الأسئلة ما هي إلاّ محاولة لفتح باب للحوار والحديث الذي يأنس به الشريكان،
مؤكدةً على أن الفضول ما هو إلاّ مسألةً تفصيليةً لكل ما يخص الشخص أو غيره،
والتفصيل يعد شيئاً منفراً سواءاً من الزوج أو الزوجة، لهذا لابد أن يكون هناك ثقة في التعامل،
مع حرص على خلق علاقةٍ زوجيةٍ تشع حباً وحناناً واحتراماً وتجنباً لشعور الملكية للشخص الآخر، لأن هذا يفقد العلاقة الزوجية التجديد وربما الاستمرارية.
لكن الشيء المؤكد على الرغم من كل هذه الأسئلة التي يراها البعض مزعجةً للغاية ,
أن الحب بين الطرفين هو الدافع لمثل هذه التصرفات التي ربما تصل إلى حدٍ غير مستساغ ,
لذا على كل الزوجات أن يراعين ويراقبن أنفسهن حتى لا يتجاوزن الحد الطبيعي للتعبير عن المشاعر .
منقول