في غياب أطفال آخرين أو شخص كبير يلعبون معه، يشعر العديد من الأطفال بالملل والأمر طبيعي. لا بد من أنك تذكرين أيام الشتاء من طفولتك التي شعرت فيها بأن الوقت أطول أو خلال الزيارات العائلية المحصورة بحوارات البالغين. في هذا الوقت أو غيره، لا بد من أن يشعر الطفل ببعض الملل.
يتمتع الكثير من الأولاد وحتى الأصغر سنًا منهم، بأجندة ممتلئة. فبين وقت الحضانة أو المدرسة والنشاطات التي يسجلهم الأهل بها (السباحة والنوادي الرياضية وغيرها) والروتين المتبع في المنزل، أي إنهم لا ينعمون بالكافي من وقت الفراغ ليتعلموا التنظيم والقرار عما يريدون فعله. لهذا السبب، يجب أن لا تشعري بالعجب إذا احتار طفلك ماذا يفعل في ساعة فراغ يجدها في يومه.
إيجابيات كل نوع من أنواع اللعب
٭ تعلم اللعب مع الآخرين: وهو أمر مهم وضروري لطفلك لحياته بكاملها، حيث إن المهارات الاجتماعية مطلوبة للعمل ضمن الجماعة، لا فقط في المدرسة ولكن أيضًا في العمل، من خلال تقاسم اللوازم أو انتظار دوره أو مراعاة رأي الآخر على سبيل المثال.
٭ حين يمل طفلك، لا تسرعي إلى تلبيته، شجّعيه على أخذ المبادرة من خلال قولك "أنا واثقة من أنك ستجد ما تحب فعله".
تعلم اللعب بمفرده: وهو أمر مهم بدوره، لأنه عندما يلعب بمفرده، يتعلم طفلك أن يتخذ قراره بمفرده، فيسمح اللعب الفردي لطفلك باختيار ما يهمّه وينمّي استقلاليته، وهي صفة لا بد من البحث عنها في المدرسة والعمل، كما تسمح بالعمل دون الحاجة الى مساندة الآخرين.
علمي طفلك أن يلعب بمفرده
بعض الأطفال لا يُعلّمون كيفية اللعب بمفردهم، إن كان طفلك من هؤلاء، يمكنك أن تساعديه من خلال المشاركة في نشاطاته. قد يبدو لك الأمر متناقضًا، ولكن إن أردت أن تعلمي طفلك أن يلعب بمفرده، لا بد أن تشاركيه في أول الأمر.
٭ ابدئي بنشاط وإياه، ساعديه في البداية ثم انسحبي: إذا بقيت في المحيط، يمكنك من بعيد أن تعطيه الملاحظات.
٭ من خلال متابعته بمفرده، يبدأ طفلك بتعلم اللعب والإبداع من تلقاء نفسه: سيشعر بثقة إضافية بقدراته ونموّ استقلاليته.
٭ يمكنك أيضًا أن تقترحي عليه أن يرسم: سيعطيه حافزًا إضافيًا.
٭ عندما تزداد ثقته بنفسه، يمكن لطفلك أن يلعب بمفرده في لعبة أخرى، ولا يشعر بالحاجة إلى اللعب تحت إشرافك.
وإن كان الملل تكوينيًا
يرى عدد من الباحثين أن الملل وسيلة للابتكار بهدف تجميل وحدته ومحاربة ملله، يستعين الطفل بجميع موارده الشخصية وتفعيل مخيّلته، ويكون مصغيًا لعالمه الداخلي ورغباته.
شجّعي المبادرة
٭ ستحظين بفرصة إدارة الثغرات الفارغة في برنامج طفلك، وقد تكون هذه اللحظات مملة في البداية، ولكن مع الوقت ستصبح لحظات عفوية بنّاءة.
٭ حين يمل طفلك، لا تسرعي إلى تلبيته، شجّعيه على أخذ المبادرة من خلال قولك "أنا واثقة من أنك ستجد ما تحب فعله".