النتائج 1 إلى 6 من 6
الموضوع:

آثار أفلام الكرتون على أطفالنا

الزوار من محركات البحث: 17 المشاهدات : 535 الردود: 5
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    سه روك
    تاريخ التسجيل: August-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 13,915 المواضيع: 2,499
    التقييم: 7321
    مزاجي: شكر لله
    أكلتي المفضلة: طرشانة
    موبايلي: سامسونج جالاكسي نوت4

    T1038 آثار أفلام الكرتون على أطفالنا

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الرسوم المتحركة:

    هي أفلام تعتمد على الصورة المرسومة، سواءً كان الرسم يدوياً – كما كان من قبل- أو بالحاسوب. وتتحول من الصورة الجامدة إلى المتحركة عبر آلية خاصة تسمح بأن يمر أمام العين في الثانية الواحدة من(16)إلى(24)صورة، فساعتئذٍ تبدو الرسوم متحركة، فنرى أن اليد ارتفعت مثلاً، أو سار الشخص..

    هذه الرسوم الكرتونية مَكَّنَتهم من تجاوز آفاق كثيرة لا يَسمح بها الواقع، فالشخص لا يستطيع أن يطير، ولا تستطيع التفاحة أن تتكلم، لكن في أفلام الكرتون تستطيع التفاحة والموزة أن تتكلما..
    فكان الكرتون فضاء واسعاً للانتقال بخيال الطفل، وإخصابه، كما كان مجالاً واسعاً جداً لتجسيد القضايا النظرية للطفل؛ لأن تفكير الطفل ماديٌّ.
    فمثلاً إذا حدَّثتَ طفلاً صغيراً عن الله، وعن صفاته وقدرته.. ترى هذا الطفل يسألك: هل الله مِثلُك له لحية.؟!!
    تعالى الله I عن ذلك علواً كبيراً..
    فلضعف التفكير التجريدي لدى الطفل يبدأ يُجَسِّد حتى الله U ويمكن القول بأن الفكر المادي فِكرٌ بدائيٌ أوليٌ من أوليات الثقافة البشرية..!

    فالكرتون هو البَريد الذي يستطيع أن يُقرِّبَ للطفل هذه الأشياء البعيدة، فالمعاني المجردة التي لا يمكن أن يتصورها الطفل يمكن أن نصورها له عبْر الكرتون، فرسوم الكرتون قد أعطتنا فسحة أكثر سعةمن التصوير السينمائي وما جاء بعده من أجيال آلات التصوير.

    تعود صناعة أفلام الكرتون إلى العقد الثالث من القرن العشرين تقريباً، عندما بدأت شركات قديمة ترسم بطريقة أولية ومجهدة، وأخذت تنشر وتروّج شخصيات معينة عبْر أحداث درامية، كشخصية (باباي) التي يزيد عمرها على سبعين سنة، وشخصية (توم وجيري)التي ولدت عام1946وعمرها الآن أكثر من ستين سنة..ولم يكن الكرتون للصغار فقط، بل كان للصغار والكبار معاً، ومازال كذلك إلى الآن في كثير من الدول.

    أما في ثقافتنا فأفلام الكرتون للأطفال وليست للكبار..!

    على كل حال نحن نقرأ في هذه العجالة أثر أفلام الكرتون في الصغار.

    أثر أفلام الكرتون في أطفالنا

    ليس من الإنصاف أن نعطيَ حكماً واحداً لأفلام الكرتون بأنها سيئة أو جيدة، لأنها تتراوح بين الحسن والسوء..
    لذا سنحرص على أن نبين ما لأفلام الكرتون من سلبيات وإيجابيات، وسنبدأ بالآثار السلبية..

    الآثار السلبية لأفلام الكرتون:

    تعددت سلبيات أفلام الكرتون وكانت كثيرة جداً، ويمكن أن نجمعها في الجوانب الآتية:
    1.ما كان متجهاً إلى الأخلاق مباشرة.
    2.ما كان متجهاً إلى الهوية.
    3.ما كان متجهاً إلى العقيدة.
    4.ما كان متجهاً نحو الفطرة.
    لقد أَثَّرت أفلام الكرتون سلبياً في الأخلاق، وأثرت في الهوية، ومثل ذلك في العقيدة والفطرة.

    سبب الخلل في أفلام الكرتون:

    قبل أن أتناول هذه الأمور الأربعة: الأخلاق والهوية والعقيدة والفطرة.. أود أن أبيِّن شيئاً في غاية الأهمية، وهو:

    لماذا جاء هذا الخلل في أفلام الكرتون..؟


    لقد جاء الخلل من أمرين:
    الأول:
    إن هذه الأفلام قد صُنِعت لغيْر بلادنا، وفي غير بيئتنا، ولثقافةٍ غير ثقافتنا، وفي مجتمعات تختلف عن مجتمعاتنا. صنعها اليابانيون، صنعها الأمريكان، صنعها الأوروبيون. وأكبَر مراسم الكرتون كانت في اليابان، ومِن قبلها كانت في شركات (تيرنر، وورنر، وحنا بربارة) في أمريكا، وشركة (والت ديزني) في الفترة الأخيرة.
    هذه الشركات كلها غير عربية، وأفلام الكرتون تُحاكي ثقافة أصحابها، فهي لحاجات الإنسان الغربي، لحاجات الطفل الغربي، لحاجات البيئة الغربية، لحاجات الثقافة الغربية..
    ولا يخفى أن بيننا وبينهم خلافاً ثقافياً، ولاسيما في كون الوحي أحد مصادر المعرفة في ثقافتنا الإسلامية، بينما لا نجد للغيب مكانة في بنائهم المعرفي، وأعني بالغيب غيب الأديان، وغيب الوحي، وقد اكتفوا بالتجربة والحس مصدراً وحيداً للمعرفة. فابتكروا العَلمنة في بلادهم وأعلنوها مرجعية ثقافية لأجيالهم.
    ولاشك في أن العلمانية قد قدمت لهم أشياء كثيرة، ولكنها لم تقدم لنا ما قدمته لهم؛ لأنهم كانوا بسبب استبداد مفاهيم الغيب غير الصحيح في حاجة إلى الاعتماد علىمنهج حسي، إضافة إلى تصحيح مفاهيمهم الغيبية، ومن أجل هذا قدمت لهم العلمانية شيئاً جديداً، لا لأنها المنهج الأمثل، بل لكونها تخلصهم من استبداد فكر غيبي مغلوط.
    وأما مجتمعاتنا الإسلامية فعلى الرغم من تخلف معظمها لم تكن تعاني من إنكار لمنهج الحس والتجربة، وإن لم تكن بارعة فيه، ولم تكن تعاني من تسلط مفاهيم الغيب الخرافي، بل كانت تصدر في معظم أحكامها الغيبية عن غيب الوحي؛ لذا لم تظهر عليها الحاجة إلى العَلمانية، مع أن بنياننا الثقافي قد تغرَّب بسبب بعد أكثر المجتمعات الإسلامية عن المفاهيم المعرفية الإسلامية، الأمر الذي يستدعي حصول تصحيح فكري في عقل الأمة وبنائها المعرفي، ولا شك في أن العَلمانية ليست هي الحل، ولا الحاجة أو الضرورة المعرفية.
    لقد انعكست هذه القضية على جوانب حياتنا بالجملة، ومنها الآثار السلبية لأفلام الكرتون، فهذه الأفلام قد صُنعت لهم لا لأولادنا..

    الثاني:
    إن الكثير من المؤسسات التي اهتمت بدوبلاج الكرتون، وتعريبه، لم تُعرِّبِ الأخلاق.. إذ يأتي الفيلم كما هو في بيئته، وتقوم (الاستوديوهات) في المنطقة العربية بعملية الدبلجة؛ أي: إضافة صوت عربي بدل الصوت الغربي، وتكون مهمتهم أنهم عربوا الصوت ولم يعربواالأخلاق ولا الفكرة.. فلا تزال تغزونا هذه الأفكار..
    فالخلل جاء من ناحيتين: المنشأ بداية، ثم من عملية الدبلجة والتعريب التي كانت قاصرة.. كانت غير دقيقة.. كانت مشوهة في الغالب..لذلك نجد ما نجده من التناقضات عامة.

    دور أفلام الكرتون السلبي في الأخلاق:

    أ- التعري:
    ذكرنا فيما سبق أن أفلام الكرتون تمثل بيئة غير بيئتنا، وتحاكي الظروف الاجتماعية لتلك البيئة، وحالة التعري المنتشرة في الغرب إلى درجة أنها صارت عرفاً لديهم، هذه الحالة لاتجد لها أصولاً في منطقتنا.
    ومهما انفتحت المنطقة العربية والإسلامية فلن تصل إلى حالة التعري التي في الغرب، وستبقى محصورة في وسط معين لا يمكن أن تتجاوزه، أما في الغرب فهي بلا حدود..!!
    هذا العرف الغربي انعكس في أفلام الكرتون على بصورة واضحة، وسأعرض لبعضٍ من التطبيقات المشهورة فمن ذلك:
    1.المسلسل المشهور (ساسوكي) الذي حمل مشاهد كثيرة من التعري، فهو ينسجم وثقافتهم العَلمانية لينقل حياة الحمامات كما هي إلى الأطفال.
    2.المسلسل (فلنستون) الحجريون أيضاً يحاكي نفس القضية، في لباس شخصياته وحركاتها، فهو متناغم مع البيئة التي أنتجته، ولا يتوافق مع واقعنا..
    3.المسلسل (موكا موكا) فقد عرض لمشاهد فاضحة من الإثارة، ولست أشك في أنه قد تجاوز حدود المقبول اجتماعياً حتى في بلد منشئه.
    ومن الجدير بالذكر أن خطاً من خطوط إنتاج الأفلام الجنسية الإباحية أصبح يعتمد على أسلوب الرسوم الكرتونية، وله شركات متخصصة ترعاه.!
    ب- علاقات الصداقة:
    وأعني بها ما يسمى علاقات الحب(friendboy)، وهذا النوع من العلاقات بين المراهقين والمراهقات قد انتقل إلى كثير من المجتمعات العربية والإسلامية، وربما صار ظاهرة اجتماعية في بعض شرائح المجتمع، ولو تحت أسماء أخرى.
    والتربويون في المدارس يحسون بآثار ذلك السلبية على الطلبة والطالبات، ولاسيما في المدارس المختلطة.. وهذا لاشك من آثار الغزو الأخلاقي.

    إنَّ تركيبنا الاجتماعي يختلف عن الغرب تماماً، فنحن لدينا نوع من الانضباط الأخلاقي، ولست أقول إن الغرب ليس لديه أخلاق، إن لديه أخلاقاً وقيماً، وهذا أمر يقيني، ولكن منظومته الأخلاقية تصدر عن رؤيته وتصوره، تماماً كما أن لنا منظومة أخلاقية تصدر عن منظورنا ومفهومنا، الذي ينطلق من منهج الغيب، الذي يضبط سلوك الإنسان وعلاقته مع الإنسان، وعلاقة الإنسان مع الله، والإنسان مع الكون، والإنسان مع الحياة..

    وأساس الخلاف بين الرؤيتين أننا بوصفنا مسلمين نؤمن بمنهج الشهادة (المحسوس، المادي) إضافة إلى منهج الغيب، بينما لا يؤمنون هم إلا بمنهج الشهادة، وهذا المنهج يَنْظِم العلاقة بالمادة، ولا يستقيم ذلك أن يكون مرتكزاً للرؤية الأخلاقية؛ لأن الأخلاق قضايا نفسية.. قضايا وجدانية.. وهي لا يمكن أن تضبط بالمنهج التجريبي، إنما ينظمها منهج الوحي، ومن هنا أصبح بيننا وبينهم تباين في الرؤية، لأنهم بَنَوا تصورهم للتربية الأخلاقية، والتربية الجنسية على أساس من المبادئ والمنطلقات المادية.
    ومن الأعمال الكرتونية التي تظهر فيها علاقات الحب جزءاً أساسياً من تركيبها الدرامي الأعمال الآتية:
    1.كرات التنين « دراغون بول » يقوم العمل على علاقات حب غرامية تفسد الأطفال.


    ور أفلام الكرتون السلبي في الهوية:
    نقصد بالهوية:السمة العامة للأمة، ولا نقصد السمة السياسية، أو الاجتماعية، أو سمة فئة معينة، أو سمة عِرق، أو مذهب.. وإنما نتكلم عما يُعبِّر عن هذه المجموعات كافة..
    ولا أرى أنه يمكن لكل بيت من مجتمعنا أن يوسَم بصفة بقدر ما يمكن أن يوسم بالإسلام؛ ذلك أن الإسلام لا يعبِّر عن الدين فقط، الإسلام دين للمتدينين من أتباعه، والإسلام ثقافة لهم أيضاً، ومعظم من عاش في المنطقة الإسلامية ثقافته إسلامية شاء أم أبى، ومهما كان الأمر، ففيمخزونه الثقافي يكتنـز مفردات الثقافة الإسلامية، بتاريخها وأدبها وحضارتها، شاء أم أبى، ولو كان متأثراً فكرياً بالغزو الثقافي الوافد من خارج البلاد..
    فالإسلام يُمثل بالمجموع ثقافة وديناً، للمسلم ديناً وثقافةً، ولغيْر المسلم حضارةً وثقافة..

    ومن أهم آثار أفلام الكرتون على الهوية ما يأتي:

    أ- التمرد على القيم:


    يُمثل التمرد على القيم جزءاً من الثقافة الغربية، فكل جيل ينبغي أن يتمرد على قيم الأجيال السابقة؛ حتى تتصارع البشرية وتسير في الاتجاه الصحيح، حسب ما يتصورون، وهكذا يرون الحياة.
    وقد انعكست هذه الفلسفة على صناعة الكرتون، فتجد في كل أفلام الكرتون تقريباً إشارة إلى التمرد على القيم السائدة؛ لأن الفضيلة الأولى في الغرب هي الحرية، أما في بلادنا فالعدل هو الفضيلة الأولى، فبناء على ذلك لابد عندهم من التمرد على القيم؛ لأن الحرية تقتضي أن يتخلص الناس من كل قيد، ولو كان قيم الأمة ..! وهذا الأمر لا يناسب بيئتنا، فنحن نقوم بتنميط أجيالنا على الفضائل، وننطلق في ثقافتنا وتربيتنا الإسلامية من الغيْريَّة، وليس من الذاتية، بينما هم ينطلقون من الذاتية؛ أي: (أنا أولاً، وبعد تحقيق ذاتي أسأل عن الناس..)
    أما في التربية الإسلامية فالمهم أن تحس بغيرك، وآخر شيء أن تهتم بنفسك..فتربيتنا غيْرية، والتربية الغربية ذاتية.. فجاءت أفلام الكرتون، وغيرها من أعمال (الميديا) وفَتحت لنا خروقاً واسعة في التربية؛ بسبب ما تحمله من فيروسات الغزو الثقافي والفكري والاجتماعي.
    ومن الأعمال التي ظهر فيها التمرد على قيم الأمة ما يأتي:
    1.القناع (musk)فهذا العمل انتشر بين الأطفال وشاع، وهو يسيء إلى القيم، ففيه أشياء محرجة، مثلاً يصدر البطل أصواتاً منكرة، ويشمم الناس رائحة جواربه، ويقوم بأفعال فيها نوع من الحرج اجتماعياً، كإخراج الريح، وغير ذلك من الأفعال المحرجة اجتماعياً، فتجد هذا العمل يستخف فيها، ويحطم كل الحواجز.. وأنصح المربين ألا يتركوا أبناءهم يتابعون هذا العمل، على الرغم من كونه مضحكاً يُقَدَّم بثوب تهريجي جداً، لكن في النهاية يَنْكُتُ نكتاً سوداء في قلوب الأطفال، ويحطم القيم أيضاً..
    2.ريميفيه أيضاً تحطيم للقيم، فالأسرة في قيمنا أهم لبنة اجتماعية، وريمي([1]) الذي يبحث عن أمه بكل ما يستطيع، ويعرض المسلسل أحداثاً مأساوية تواجهه في سبيل ذلك، وعندمايلتقي بها يتركها، ويبحث عن شيء جديد.. فأين قيمة الأسرة؟! وإذا كان طوال الحلقات يبحث عن أمه، ثم عندما يجدها يعرض عنها.. فما الذي يبحث عنه إذاً..؟؟
    إنه يبحث عن شيء آخر،

    ج- البحث عن الأرض بصيغة الأم:

    وهذه الفكرة من العقائد اليهودية التي تبث في أفلام الكرتون، ففي كتبهم الدينية: \"إن أمّكم الأرض.. \" يعنون بذلك الأرض المقدسة!!
    لذلك كان الذي يبحث عنه ريمي الولد ليس الأم، بل الأرض، فكم من عام وهو يبحث عن أمه!!
    (بمبم) يبحث عن أمه، (زينة ونحول) يبحث البطل عن أمه، (بيل وسباستيان) يبحث عن أمه..
    وعندما يلتقي معظم هؤلاء بأمهم الجسدية يتركونها.. إذاً مَن هي الأم..؟؟ إنها الأرض.!!
    لقد كان هذا الأمر يُغرس في ثقافة أبناء الغرب، في اللاوعي، في اللاشعور، وهو الذي أسهم في صبغ العقل الغربي بالنزعة المتصهينة، أفرز المحافظين الجدد، فهم لم يأتوا من فراغ.
    إنها تربية متأصلة عاشت عليها أجيال وأجيال، وطغت حتى وصلت إلى أن تكون صبغة للفكر والثقافة الغربية، وانعكست دعماً بلا حدود للدولة الغاصبة في فلسطين المحتلة، فليس الأمر كما نتصوره ببساطة، لا.. إنه عمق تربوي، قد ضرب جذوره في أصل العقل الغربي، يتجاوز التصرفات الانطباعية، وأظن أن من عنده هذا التخطيط العميق سيسود..

    الجوانب الإيجابية لأفلام الكرتون

    أما الجوانب الإيجابية فهي كثيرة، وقد لا نستطيع أن نختزل أفلام الكرتون في الكلام السابق؛ فهناك أيضاً أثر إيجابي لأفلام الكرتون على الأطفال، لابد من أن يُذكر هذا الأثر، وأن يُعزز، وقد جمعتُ أربع نقاط في هذا المساق، سأذكرها تباعاً وهي ما يأتي:
    1.اللغة.
    2.تنمية الحس الجمالي.
    3.تنمية حب الاطلاع.
    4.تعزيز القيم الإيجابية.
    الأثر الإيجابي لأفلام الكرتون في اللغة:
    يتجلى الجانب الإيجابي لأفلام الكرتون في اللغة في كون الدوبلاج قد اعتمد على اللغة العربية الفصحى، مع الانتشار الواسع لأفلام الكرتون، الذي يسمح للعربية الفصحى أن تنتشر معه، وقد اختارت معظم شركات الدوبلاج اللغة العربية الفصحى، باستثناء بعض الشركات اللبنانية سابقاً، والآن معظم الشركات المصرية تدبلج باللغة العامية، ولاسيما التي تدبلج أعمال الشركة الأمريكية (والت ديزني) فقد طلبت هذه الشركة الدبلجة باللهجة المصرية؛ ولا يخفى ما في ذلك من إضعاف للغة العربية الفصحى.
    ولكي أقرب دور الأعمال الكرتونية في خدمة اللغة العربية أذكر ما حصل معي في الجزائر، فقد سألت بعض الأصدقاء الجزائريين السؤال التالي: كيف ترسخت العربية عندكم، على الرغم من الاستعمار الفرنسي الطويل لبلدكم، والتشويش على اللغة العربية..؟
    فقالوا: السبب في ترسيخ اللغة كان لأفلام الكرتون.!!
    وبالفِعل فإنا نجد النطق لدى الناشئ الصغير في الجزائر أصحَّ من نطق الكبار، والكبار يتكلمون كلمة عربية وكلمتين فرنسيتين، ويُصرِّفون الأفعال الفرنسية على طريقة الأفعال العربية؛ بطريقة طريفة تخلط ما بين اللغة العربية والفرنسية!!
    أما النشء الجديد فعربيتهم ناضجة، والفضل في ذلك يعود لأمور عدة من أهمها أفلام الكرتون، فنرى الأولاد في الشارع ينادي بعضهم بعضاً قائلاً: (يا محمد أقبل.. تعال..) هذا ما يفعله الأولاد في الشوارع، وهي ظاهرة بدت بصورة واضحة في أول الثمانينيات، فأفلام الكرتون كانت سبباً من أسباب ترسيخ اللغة، وقد أحسن صنعاً من اختار اللغة العربية الفصحى لعملية الدوبلاج.
    وفي مجال الحديث عن استعمال اللغة الفصحى في أعمال الأطفال، يجدر بي أن أشير إلى أولية العمل الخليجي المُعرَّب: (افتح يا سمسم)، الذي شكَّل مدرسةً للدوبلاج باللغة العربية الفصحى، فقد حدثني أحد أعضاء فريق الإعداد وهو الدكتور (عبد الله الدنان) عن الصعاب التي واجهتهم، في اختيار اللهجة التي ينبغي أن يُدبلَج بها القسم الغربي من البرنامج، فطرح هو اللغة الفصحى، ولكن معظم القائمين على العمل -وكانوا من الإخوة المصريين- قالوا: لا بد من اختيار اللهجة المصرية، بوصفها لهجة مشهورة؛ ولأن الجميع يمكنهم أن يفهموها، فهي لهجة الإعلام العربي.
    وبعد طرح عدة افتراضات، ومناقشات طويلة انتصرت فكرة أن تتم دبلجة القسم الغربي من البرنامج باللغة العربية الفصحى، ونجح(افتح يا سمسم)وكان مردوده على الأطفالواللغة العربية كبيراً جداً، إلى درجة أن أدعي أنه شكَّل مدرسةً للدوبلاج باللغة العربية الفصحى.
    وفي مجال خدمة العربية الفصحى لا بد من التنويه إلى أن بعض الشركات اللبنانية التي لم تهتم في تنقية أفلام الكرتون اهتمت باللغة العربية الفصحى، كما في شركة(عبْر الشرق الأوسط)وهي التي دبلجت(ساسوكي)، فهذه الشركة رَكَّزت على اللغة العربية مع أنها لم تركز على تنقية العمل من مشكلاته الأخلاقية ونحوها.
    وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى دور قناة(Space
    toon
    )والجزيرة للأطفال في تعزيز اللغة القويمة ونشرها في وسط الأطفال، ولاسيما أن أولادنا يجلسون لمشاهدة هاتين القناتين مدة ساعة، واثنتين، وربما ثلاث ساعات، أو أكثر. ولست أثني على هذه المحطات بإطلاق، ففيها من المساوئ كثير، ولكنني أثني على ما فيها من حالة لغوية صحيحة.
    فإذاً كان لأفلام الكرتون دور هام في تعزيز اللغة العربية، ونشر الثقافة اللغوية الصحيحة.

    الأثر الإيجابي لأفلام الكرتون في تنمية الحس الجمالي:

    لأفلام الكرتون دور مهم في تنمية الحس الجمالي لدى الأطفال، فقد أسهمت أفلام الكرتون في هذا المجال، من خلال اللون والكلمة.
    أ- تنمية الحس الجمالي عن طريق اللون:
    وذلك من خلال الألوان الزاهية المنتقاة لملابس الشخصيات، ومفردات الصورة الخارجية من أشجار ومنازل المدينة وشوارعها، أو مفرداتها الداخلية من أثاث منزلي ونحو ذلك. كما أن ظلال الشخصيات تعطي نوعاً خاصاً من الحس الجمالي..
    وتتميَّز المدرسة اليابانية في الرسم بدقتها في اختيار الألوان، ومن يتابع أفلام الكرتون اليابانية فسيجد هذا المعنى واضحاً تماماً.
    وأهمية الإثراء اللوني للطفل لا تحتاج إلى مزيد شرح؛ لما هو معلوم من حاجة الطفل إلى إغناء حاسة البصر؛ إذ ليس عنده خبْرة بصرية كافية، فيحتاج إلى إغناء الخبْرة البصرية، ولاسيما أن التمايز اللوني لديه ضعيف في السنوات الأولى من عمره، فهو لا يكاد يميز بين اللون الأصفر والبرتقالي مثلاً في سنته الثانية، ولا يميز بدقة ما بين رُتَب الأحمر، أو رتب الأزرق، أو رتب الأخضر.. فيحتاج إلى نوع من النصاعة اللونية، وأفلام الكرتون قدمت له في ذلك شيئاً مهماً.

    ب- تنمية الحس الجمالي عن طريق الكلمة:

    ومن القضايا الجمالية في أفلام الكرتون الأنشودة، والأغنية، ولاسيما أغنيات الشارات، فالكلمات المتميزة في الأغنية ([2]) تثري الذوق الجمالي للطفل، وتجعل له أذناً سمَّاعة.. ويكمُل ذلك بالأداء الفني الجيد.
    فمثلاً نجد جمال كلمات أغنية الشارة وحسن الأداء في مسلسل (صراع الجبابرة)، الذي أدَّى أغنيته كل من (طارق العربي طرقان) و(عاصم سكر)، وكانت في غاية التميز.
    فهذه الأعمال وأمثالها تزيد من الحس الجمالي لدى الطفل من خلال كلمة الأغنية، ومن خلال الأداء.
    ومن الأعمال التي تميزت شارتها مسلسل (مدينة النخيل)، إذ نجد أن الكلمة لها معنى دقيق يُعبِّر عما يجول في ذهن الطفل، ويحاكي واقعه، ويلفت انتباهه إلى جرس ممتع وجميل لغوياً..
    كما تميزت أناشيد (سنا) في ذلك، وكانت مُوفَّقة إلى حد كبير، وكأن كاتب الكلمات يرسمها بريشة، لا يخطها بقلم..
    وأخيراً.. وللإنصاف يصعب حصر الأعمال التي تميَّزت أغانيها من أفلام الكرتون؛ لأن معظمها قد أثبت نجاحه، ويكفي أن نسأل عينة عشوائية من الأطفال عن شارة بعض المسلسلات الكرتونية ونصغي إلى النتيجة.

    الأثر الإيجابي لأفلام الكرتون في تنمية حب الاطلاع:

    إن لأفلام الكرتون دوراً كبيراً في تنمية حب الاطلاع، وأهمية ذلك تتجلى في كون تنمية حب الاطلاع من حاجات الطفل المعرفية؛ لكي يتعرف على ما في هذا الكون، ولكن خبْرات الطفل محدودة، وهو يحتاج إلى خبْرات جديدة، فكيف لنا أن نوسِّع الباب أمام خبراته.؟
    هنا يأتي دور أفلام الكرتون ونحوها من مصادر المعرفة لدى الطفل، فتفتح له نافذة نحو كشف جديد.

    وثمَّ أعمال للأطفال تخصصت بمنح الطفل أفقاً معرفياً يلبي حاجته في حب الاستطلاع مثل:
    (مدينة المعرفة)، و(الرحالة المكتشفون)، و(باص المدرسة العجيبة)، و(اسألوا لبيبة)..
    وأعمال كثيرة تخصصت في هذا المساق، أَثْرت معلومات الطفل، وفتحت له أفقاً علمياً واسعاً جداً..
    وثمة أعمال غير كرتونية مثل (الجغرافيا الوطنية)، وهو برنامج وثائقي أمريكي معرَّب، ومسلسل (بارني وأصدقاؤه) الذي يعتمد على الدمى، وكذلك مسلسل (افتح يا سمسم).. قامت بتلبية حب الاطلاع لدى الطفل.
    ولاننسى الفواصل المتميزة التي تقدمها قناة (Space toon)، كالرابط العجيب، إضافة إلى الوقفات اللغوية المنثورة فيها، فقد كانت غنية جداً بالمعلومات، إلى درجة أن تعتبر منهجاً لاصفياً رديفاً للمنهج النظامي.
    وفي هذا المجال علينا أن نثنيَ على ما تقدمه قناة الجزيرة للأطفال من كم معرفي هادف مدروس..
    إن أفلام الكرتون وبرامج الأطفال قد أَثْرت إلى حد كبير الجوانب المعرفية لدى الطفل، وكانت سبباً مهماً في تثقيف النشء.
    ومن هذه الزاوية أرى أن من الواجب على المختصين في شؤون تربية الطفل أن يفيدوا من الرسوم المتحركة في عملية التعليم، وأن يصمموا مناهج لاصفية متكاملة توضع إلى جانب المناهج المدرسية التقليدية؛ لأن أفق الرسم الكرتوني أوسع؛ مما يسمح بتطبيقات معرفية متعددة، ولاسيما عبر الفضاء الافتراضي الذي أتاحته الصور ثلاثية الأبعاد، فما بالك إذا أضيف إلى ذلك ما تحمله آلية الرسوم المتحركة من التشويق..


    الأثر الإيجابي لأفلام الكرتون في تعزيز القيم:

    لا يمكن إغضاء الطرف عما قامت به أفلام الرسوم المتحركة من دور إيجابي في تعزيز القيم الصالحة، فقد عززت غير يسير من القيم الأصيلة في مجتمعاتنا، قيم يمكن للإنسان أن يرتقي من خلالها، كتعزيز العلاقات والروابط الاجتماعية، والدعوة إلى حب الوطن، والحس الوطني..
    ومن هذه الأعمال:
    1.(أنا وأخي).
    2.(فادي).
    3.(صراع الجبابرة).
    4.(لحن الحياة).
    كل هذه الأعمال عززت نوعاً من القيم، التي تسهم في أن يرتقيَ الإنسان من خلالها..
    وبعد هذه الجولة المتواضعة في تحليل مزايا أفلام الكرتون لابد من أن أبين أن ما ذكرته كله كان بمثابة الاستشهاد والتمثيل، سواءً في السلبيات أو الإيجابيات.
    ولو أحببت أن أطيل الحديث فيما يتعلق بهذا الجانب أو ذاك لتناولت الشيء الكثير، لكنني أستطيع القول كمقايسة نهائية:
    لا تزال أخطار أفلام الكرتون أكثر من فوائدها..
    ولاسيما أن إنتاج الكرتون صنعة غريبة، أو لنقل ضعيفة في بلادنا، والإحصاءات تدل على ذلك..
    ففي عام2000كان إنتاج اليابان من أفلام الكرتون22ساعةأسبوعياً، والرقم السنوي لليابان بمفردها هو1166ساعة تقريباً..!!
    وأما الدول العربية مجتمعة، ففي أحسن الأحوال، كانت لا تقدم أكثر من12ساعة سنوياً، ليس أسبوعياً..!!
    فالنسبة بين إنتاجنا وإنتاج اليابان1 %،وهذه النسبة قد بُنيت على أحسن احتمال لإنتاجنا، وأسوأ احتمال لإنتاجهم، ناهيك عن فرق النوعية والجودة المتميزة في أعمال اليابانيين، وأفلام الكرتون المنتجة محلياً، البسيطة، التي تفتقد إلى الدقة، ومع ذلك فقد كانت نسبة إنتاجنا إلى إنتاجهم1 %..!!

    حلول لهذه المشكلات:


    نستطيع القول مما سبق إن المسافة في الإنتاج بيننا وبين الغرب كبيرة، والأمر يحتاج إلى الحلول الموضوعية المدروسة، وأقترح لذلك جملة أمور:

    1.تطوير صناعة الكرتون:


    إن تطوير صناعة أفلام الكرتون أمر مهم جداً، وقامت بذلك شركات عربية متميزة منها: (آلاء) وهي من الشركات السعودية القديمة في هذا المجال، وأقصد القديمة؛ أي: تنتمي إلى أواخر الثمانينيات، ومنها شركة (النجم)، وهي شركة سورية تعمل في هذا الحقل منذ أكثر من عشر سنوات. ومنها شركة (تايغر برودكشن)وهي سورية أيضاً، والآن وُجدت شركات مصرية جديدة تُنتج الكرتون، وترسم الكرتون من البيئة كلياً..

    ومن فضل الله قد ازداد الإنتاج الآن أكثر من ذي قبل، لكنه لا يزال لا يُغطِّي المحطات الفضائية؛ لأن كل محطة تحتاج يومياً إلى ساعتين أو ساعة على الأقل.
    إذاً فالحاجة كبيرة جداً، ولذلك تضطر شركات الإنتاج الفني إلى عملية الدوبلاج، فتأتي بالأعمال الغربية بما فيها من سلبيات سبق ذكرها، ثم تقوم بدبلجتها إلى اللغة العربية..

    2.توسيع دائرة إعلام الطفل:


    وأقترح توسيع دائرة إعلام الطفل؛ من نشر كتب، ومطبوعات، وقصص ألوان، وتسالي، والقصص المصورة، والدراما، والأقراص اليزرية، والملتي ميديا عموماً..

    فيجب أن يتوسع هذا الأمر؛ حتى نتدارك ثقافة أجيال المستقبل؛ فأطفالنا في أحضاننا، وقلوبهم وعقولهم في مكان آخر، إن النشء الواعد على خطر عظيم ما لم تتنبه مؤسسات التربية والتعليم والإعلام. ومع ذلك فلست متشائماً؛ لأن الآفاق ما تزال مفتوحة أمام النشء، وهي أمامهم الآن أفضل من الآفاق التي أتيحت لأجيالنا، لكن يجب ألا نغفل عمن يسيطر على ثقافتنا..

    3.ترشيد فترات بث برامج الأطفال:


    أقترح ترشيد فترات بث برامج الأطفال في المحطات التلفزيونية، وهذا الأمر يقوم به كل من المربين والمحطات نفسها.

    أما المربون والآباء فبتقنين مشاهدة التلفزيون لأبنائهم، ومساعدتهم في اختيار ما يناسب أعمارهم، أو ينفعهم.

    أما المحطات التلفزيونية فبتحديد ساعات البث، واختيار ما يناسب البيئة وثقافتها من الأعمال الفنية، إضافة إلى ضرورة مَنتجة ما يحتاج إلى مَنتجة من الأعمال غير المناسبة.

    4.إحداث مراكز دراسات لتنمية الطفل:


    أقترح لحل هذه المشكلة إحداث مراكز دراسات لتنمية الطفل، يقوم بها ويشرف عليها تربويون، ومتخصصون في الشريعة الإسلامية، واستشاريون في صحة الطفل، ومختصون في علم الاجتماع والإعلام..

    وهكذا يُعنى مركز الدراسات المقترح بتنمية الطفل تربوياً وشرعياً وصحياً واجتماعياً وإعلامياً..

    وبالتالي يؤهل هذا المركز لمتابعة ثقافة الطفل وإعداد ما يناسبه من دراسات في المجالات السابقة، ويمكن الإفادة منه في ترشيد الفضاء الوافد..

    -

  2. #2
    من اهل الدار
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: ارض الانبياء
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,942 المواضيع: 971
    صوتيات: 43 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 4546
    مقالات المدونة: 9
    موضوع قيم ...تسلم ع النقل المميز

  3. #3
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: February-2014
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 588 المواضيع: 20
    التقييم: 403
    موضوع مهم .. شكرا اخي

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    سه روك

  5. #5
    من أهل الدار
    ملكة الاحساس
    تاريخ التسجيل: June-2013
    الدولة: العراق الغالي
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,685 المواضيع: 59
    التقييم: 911
    مزاجي: الحمدلله
    المهنة: طالبة
    أكلتي المفضلة: دولمة و حمص بطحينة
    موبايلي: Sony Xperia Z2
    آخر نشاط: 24/June/2016
    يسلموووووووووووو

  6. #6
    من المشرفين القدامى
    سه روك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال