ألا ياليلة العشرين من شهر الصيام
سيدي ..
كلماتُ الآهِ أكتبها ليس من وحي خيال أو موهبة اكتسبتها
بل من مصيبة حرقتْ و لَهَبَتْ القلب والوجدان وأصهرتْ
الروح فكانت تلك الزفرات تُخرج أحرفا وتلتصق مع بعضها
فتُكوِّن كلمات تعزيةٍ أخطها ...
في ليلة العشرين من شهر رمضان ...
لبس الإسلامُ ثوبَ السواد وتناثرت نجوم السماءِ ..
والبدر انفلقَ فلم يُشاهدْ من بصوتِ نجواه يؤنسه ..
فأصبحتْ سماءٌ غطَّاها ظلامُ الغدرِ ..
تشكو من عتمةِ اليُتمِ وتبحثُ عن نجومها والبدر..
في ليلة العشرين من شهر الصيامِ ..
ينعى شهر اللهِ أخا النبي حيدر الكرار..
وتبكيهِ أواخر عشرةٍ بقيتْ مبتورةٍ بلا صيامِ ..
ويزورهُ الليل وهو في فراشه متمدِّداً ويأتي
النهار على إستحياءِ..
يخشى أن يؤذي بضوئهِ وليُّ اللهِ وأفضل الخلق
بعد خاتم الأنبياءِ..
في ليلة العشرين من شهر اللهِ ..
اليُتمُ سيولد في بيتِ عليٍّ وسوف يتربَّى حين
يرحل عنِ الدَّارِ..
ولكنه سيأتي صارخاً عُذراً فما أبقاني السيفُ
والسُّم بعيداً عن بيتِ الأطهارِ ..
فياَأيُّها السيفُ أما ترى من أمامكَ أم أنَّ نورهُ
غطَّى العين وأعمى بَصرُكَ الجَاني ..
في ليلةِ العشرين من شهرِ الغفرانِ ..
تتنزَّلُ الملائكةُ تعودُ خير وصيٍّ في الورى
وَسيِّدُ الساداتِ ..
ويتقدَّمُهُم نُورُ اللهِ فِي أَرْضِهِ مهديُّ رُوحِي
مُنْحَنِي الرَّأسَ باكياً ..
آجركَ الله سيِّدي فأشْجَانُ ليلةِ القّدْرِ عمَّتْ
الكونَ قاطِبَةً ..
في ليلةِ العشرين منْ شهرِ الرَّحمنِ ..
تتوقفُ مياه البحرِعن الجريان وتتجمَّدُ
منْ مصيبةٍ هزَّت عرش الرحمن ..
وتصطبِغُ عمامةُ المرتضى صفرةً
من جُرحهِ والسُّم الذي في الأحشاءِ ..
فياليلة العشرين كفى نزفاً وكفى ألماً
فقدْ قطَّعتِ نِياطَ القُرآنِ..
ممااااأعجبني