توفيت أمس الأربعاء، ملكة جمال فنزويلية برصاصة في الرأس جاءتها من مسلحين كانوا على الدراجات وهي تشارك، الثلاثاء الماضي، في مظاهرة احتجاج مناهضة للحكومة بمدينة فالنسيا، وتأييدًا لزعيم المعارضة ليوبولدو لوبيز الذي تم اعتقاله.
جينيزس كارمونا، البالغ عمرها 22 سنة، هي القتيلة الرابعة في العنف السياسي الذي تشهده فنزويلا حاليًا في العاصمة كراكاس بشكل خاص، وهي طالبة علوم اجتماعية كانت ستتخرج بعد 6 أشهر، إضافة إلى كونها عارضة أزياء شهيرة، وتم اختيارها "ملكة جمال السياحة" بولاية "كارابوبو" العام الماضي، وكانت واعدة لتضع تاج الجمال الفنزويلي على رأسها هذا العام، بحسب ما توقعوا لها.
وذكرت مواقع إخبارية فنزويلية أن مشاركا بالتظاهرة لمحها وهي تسقط على الأرض، فحملها بين يديه وطلب من أحد سائقي الدراجات أنفسهم بأن يشاركه بنقلها، فحملاها إلى عيادة "غيرّا ميندز" القريبة، وهناك حاول الأطباء إنقاذها طوال أكثر من 10 ساعات، لكنها فارقت الحياة من نزف لم يتوقف، ولأن نزع الرصاصة من رأسها كان مستحيلا، لأن عيارها من نوع كبير، طبقا لما ورد في بيان المستشفى.
وتجاهلت الصحف الفنزويلية خبر مقتلها بضغط حكومي على ما يبدو، إلا أن خبرها المرفق بصورتها وهي على الدراجة، وأخرى وهم يسعفونها في المستشفى، انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة، فأصبحوا يسمونها "ندا سلطان فنزويلا" في إشارة الى الإيرانية ندا آغا سلطان التي سقطت قتيلة في ظروف مشابهة أثناء التظاهرات ضد نتائج الانتخابات في منتصف 2009 بطهران.
واحتدمت الحال في فنزويلا أكثر بعد مقتل جينيزس، وتكاتفت حركات وتجمعات عدة على تعنيف الاحتجاجات المناهضة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، والمطالبة بتخليه عن السلطة، إلا أنه أصدر بيانا متلفزا ذكر فيه أن من يرغب برؤيته خارج الحكم عليه الانتظار حتى العام 2016 لإجراء استفتاء شعبي، وإلا فإنه "لن يسلم السلطة لأي معارضة" وفق تعبيره.
وكان رئيس المعارضة، ليوبولدو لوبيز، دعا أنصاره الاثنين الماضي عبر موقع "تويتر" إلى تنظيم احتجاجات جديدة الثلاثاء، في وقت أبدت فيه الإدارة الأميركية قلقها من العنف بفنزويلا، ودعت السلطات الى الإفراج فورا عن محتجين مسالمين تم اعتقالهم، وإجراء حوار حقيقي مع الشعب الفنزويلي.
وسئل الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني، عن الأوضاع الراهنة في فنزويلا، فأجاب: "نحن قلقون من العنف، ويلفتنا استخدام الحكومة الفنزويلية قوى الأمن والعصابات المسلحة (يقصد الشبيحة) لإعاقة احتجاجات سلمية في ما يهدد بتصعيد العنف أكثر" كما قال.
وأكد كارني أن فنزويلا أبلغت الولايات المتحدة بأسماء 3 ديبلوماسيين أميركيين غير مرغوب فيهم على أراضيها، لكنه لاحظ أن الحكومة الفنزويلية حاولت مرارا تشتيت الانتباه عن أعمالها من طريق لوم الولايات المتحدة، أو أعضاء آخرين في المجتمع الدولي، بذريعة أنهم وراء الأحداث الجارية فيها