عندما أسير في الطريق أحاول إشغال فكري بشئ ما دون النظر للناس .. ولكن في احدي الأيام استوقفني رجل وهو يتلفت يمينا ويساراً كأنه في حيرة من أمره يرتدي ملابس في غاية الأناقة باهظة الثمن كأنه واحة غناء في وسط صحراء قاحلة . طلب مني التوقف بكل أدب وسألني ...
هل لون قميصي الأزرق يناسب بنطلوني ؟
استغربت من سؤاله فنظرت إليه بدهشة فــ لون قميصه احمر
فرددت عليه بشكل عفوي : اتهزء بي ؟
غضب وبدء يرتعد ويصرخ أن أجيبه على سؤاله من غير فلسفة قلت له ياأخي لون قميصك احمر انظر أليه كي تتأكد من صدق قولي
احتدم الجدل والنقاش من غير أية فائدة .
فعرضت عليه بعض الأشياء التي لونها ازرق الموجودة في الطريق فأخبرني أن لونها ازرق .
فرحت كثيراً معتقداً أنني وصلت ماأريد .
فجئت بشئ لونه ازرق ووضعته على قميصه وقلت هل هناك فرق بين ألونين ؟
أجابني على الفور أكيد لا لان كلاهما ازرق ليصعقني بإصراره المتشدد على موقفه .
قال بعد أن لأحظ غضبي من تصرفاته ... اترك لون قميصي وأخبرني هل حذائي الأبيض يناسب لون بنطلوني الأسود تأملته قليلا بعد أن نظرت للون حذاءه الأسود فشعرت بقيمة الوقت الذي اقضيه معه من غير جدوى لاقناعه تركته ومضيت في طريقي ضاحكاً في داخلي على شدة غبائي دون أن التفت إليه . فلقد خدعتني المظاهر ولم اعرف انه مجنون . فــ الأمر لايحتاج شفقة المارة كي يخبروني بجنون هذا الرجل
تصاعدت ضحكاتي وزددت أيمانا
ان