رجل يزور إحدى المقابر الصينية في 4 نيسان/أبريل العام 2013
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تستخدم شركة "فو شو يوان" الصينية لأعمال الدفن المشاهير لجذب عملائها. ولكن في هذه الحالة الإستثنائية، فهؤلاء الأشخاص موتى في جنازة أعمال .
وقال مدير شركة بناء المقابر جيسون وو: "لدينا 700 شخص من المشاهير من بينهم العسكريين والسياسيين ونجوم الأوبرا والممثلين". وأضاف وو أن "قوة النجوم تجذب العملاء العاديين وعائلاتهم الذين يبحثون عن فرصة استثنائية ومميزة لمثوى أحبائهم."
وبعد فترة 20 عاما في الأعمال التجارية، فإن "فو شو يوان" والتي تدير ست مقابر في أنحاء الصين، بدأت بعرض خدماتها أمام الجمهور في مدينة هونغ كونغ الصينية في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وبدأت المؤسسات الاستثمارية في الولايات المتحدة ومن بينها مجموعة "كارليل" بالاستثمار في وقت سابق.
أما لماذا هذه الضجة حول المقابر الصينية؟ قد يكون الجواب أن أعداد العجزة وكبار السن في الصين تتزايد بسرعة.
وهذا هو النبأ السيئ لمعظم الاقتصاديات في العالم، خصوصاً بسبب الآثار الدائمة لسياسة الطفل الواحد والاتجاهات الديمغرافية الطبيعية. ولكن مع أكثر من 180 مليون شخص فوق سن الـ 60 عاماً، فإن مكاسب "فو شو يوان" اعتبرت خسائر لآخرين.
وقال المدير الإداري في الشركة وانغ جيشينغ إنه "لا يمكن أن نشير إلى أنها ظاهرة طفرة الموت، ولكن الحقيقة هي أن الأشخاص كبار السن سوف يموتون، وهؤلاء لديهم الرغبة بأن نتذكرهم، ونقدم إليهم خدمة جيدة لهم بعد موتهم."
ولتقديم تلك الخدمة، يبدو أن "فو شو يوان" تستخدم استراتيجية كلاسيكية من خدمة التكامل الرأسي، إذ أنه إذا كان لا يمكنك أن الاهتمام بوضع الزهور على قبور أحبائك، فهناك أشخاص يتكفلون بذلك لقاء المال، فضلاً عن توفر المطاعم بجانب المقابر، وفرصة نحت التماثيل ووضعها على قبور أحبائك.
وقال وو إن " الكثير من الأشخاص باتوا يأتون إلى المقابر لإلتقاط صور الزفاف بين المروج المشذبة وشواهد القبور المصقولة."
وبينما ما تزال ظاهرة الموت من المحرمات لدى الأجيال الأكبر سنا، فإن الأمر تغير في الصين بحسب ما أوضح وانغ، إذ بدأت بكين بالإنفتاح على هذا الموضوع خصوصاً بسبب هجرة الكثير من الأشخاص إلى المناطق الحضرية. ما يؤدي إلى التركيز على العملاء في المدن في الدرجة الأولى.
وشرح وانغ أن "المدن تتحول وخلال عملية الانتقال إلى التحضر، وهناك طلب كبير على جودة الخدمة الدفن لتلبية احتياجات السكان في المدينة."
ولكن لاستهداف عملاء المدينة، تواجه "فو شو يوان" تحديات قاسية من حيث الكلفة، إذ ارتفعت كلفة شراء الأراضي بالقرب من مدينة شنغهاي الصينية إلى مستويات خيالية. وقد تبلغ كلفة رقعة صغيرة من الأرض لبناء قبر عشرات الآلاف من الدولارات.
وتعتبر قضية توفر المساحات لبناء المقابر مسألة معقدة، حيث أن حكومة شنغهاي قد زادت معدلات الدعم لمحاولة إقناع الناس بدفن أقاربهم في البحر.
ويتراوح شكل المقابر بين الأسلوب التقليدي، حيث تصطف بشكل مرتب، والأسلوب الجديد الذي طبقته "فو شو يوان" على شكل بناء المقابر بأنصاف دوائر لزيادة المساحة. وتوجد الأضرحة المتعدد الطوابق والتي تأوي مجموعة متنوعة من الغرف حيث يمكن للعائلات وضع مقتنيات الشخص المتوفي مثل الشوكولا، والصور، و حتى الهواتف المحمولة. يتم الوصول إلى هذه الغرف عن طريق بطاقة المفتاح على غرار الفنادق