غريب جداً إنتشار برامج الأتصال المجاني على أجهزة الهواتف الذكية Smartphone التي انتشرت في الأونة الأخيرة في وطننا ، العشرات منها ، المعروفة ومنها وتلك التي لم تعرف حتى يومنا هذا ، وفرتها الشركات العملاقة ، ففي حين كانت المكالمات الهاتفية تحسب بالثوان خوفاً من كلفتها ؛ أضحى أحدنا اليوم يتكلم بالساعات بلا مقابل وبإمكانه أن ينقل مكانه بالصورة والصوت مع كل ما حوله .. والى اي مكان في العالم بلا رقيب ولا حسيب .. فكم هي مفرحة تلك الخدمة المجانية التي وفرت علينا تكاليف بالآف الدولارات لو تمت عن طريق شركات الإتصال المحلية المتوفرة .. ولكن كيف نبرر ذلك ؟ هل هناك كريم ما يغدق علينا بتلك الخدمة ، وماذا يحقق من ذلك قطعاً هي ليست مرضاة لضميره الحي أو حتى ليست لمرضاة الله !
فالفايبرViber والتانكوTango والواتس آب WataApp والسكايب Skype والماسنجرMassenger وKies air و Facetones وليس بأخرها برنامج الـ Drop box . وعشرات غيرها من البرامج التي اسعدتنا كثيراً لكونها قد وفرت علينا الجهد والمال الذي تبتزنياه شركات الإتصال .. فما أن تتصل بأحد ذويك ، وما أكثرهم ، في خارج الوطن حتى يبدأ عداد الإبتزاز المشرعن بنسف رصيدك بلمح البصر .. فكيف يتم ذلك ولمصلحة من !
برمجيات تواصل صوتي وصوري انتشرت في العالم بشكل كبير جداً فبرنامج الواتس آب WataApp بلغت الرسائل والصور المنقولة عبره المليارات منها تنقل بشكل يومي بين دول العالم والشركة المختصة وكذلك التانكوTango والذي يوفر الأتصال ، صوت وصورة ، وبما أننا حديثو العهد بتلك البرامج والتقنيات فنرى اننا سنقع يوماً في مشكلة كبيرة إذا ما أكتشفنا أن البرنامج عبارة عن برنامج تجسسي هدفه نقل صور ومعلومات قد تخص امننا وسلامة ارضنا ووطنا .. لا اريد أن اجعل من الصورة قاتمة أمام الجميع فنحن لغاية اليوم ، وكل المختصين في العالم ، غير قادرين على أستكشاف حقائق تلك البرمجيات فسرها موجود لدى صانعها ومهندسها فقط ، كما أن الأنترنت المتوفر بيسر اليوم ، أكثر من قبل ، قد يسهل أكثر بعد حين ويدخل في بيوتنا جميعاً فماذا نحن فاعلون مع تلك البرمجيات المهمة ؟، هل دققت الشركة العامة لخدمات الشبكة الدولية للمعلومات تلك البرمجيات ، وأعطت فيها موثوقية وتأكدت لنا من أنها سليمة ومخترقة أو قابلة لأن تُعترض من قبل الأشخاص والمؤسسات الأخرى لتصبح هدفاً سهلاً لأغراض التجسس بأنواعه ؟ هل أصدر تلك الشركة ارشادات لمستخدمي تلك البرمجيات وعممتها على الوزارات والدوائر الحكومية ونشرتها في الفضائيات لتصل الى المواطنين بأسرع الطرق ، أم ننتظر والعالم ينصب الفخاخ الألكترونية بعضه لبعض طمعاً في الحصول على المعلومات المهمة بدون جهد وبدون أي تكلفة ، نسلمه صورنا وصور منشأتنا بكبسة زر ، كما يقال ، وبلا تدبر أو حكمة ، أو حتى لإختراق خصوصياتانا التي يعتبرها البعض منا أهم من وطنه حتى .