الشاعر مانع سعيد العتيبه
أبكت سمائي
أبكت سمائي حين مر ببالي
طيف الذي في البعد ليس يبالي ؟
أم أنني متوهم والوهم من
صفة الحيارى في الهوى أمثالي
مطر كدمعي غير أني باسم
هذا الصباح فكيف شط خيالي
وعلام أخلط بين غيث هاطل
فوق الرمال وبين دمع غالي
أهو الهوى ؟ وهل المحبة أدمع
تهمي كهذا الغيث فوق رمالي
ضج السؤال وضج رعد بعده
وبلا جواب ظل صوت سؤالي
بالأمس أمطار السماء رأيتها
مثل ابتسام الأم للأطفال
حين التقيت مع الحبيب ولم يحل
مطر السماء هناك دون وصالي
فمع الحبيب أرى الدموع تبسما
وبدونه تبكي ابتسامة سالي
أسرعت في هذا الصباح لروضة
في قلب صحرائي وين تلالي
لأرى احتفال غراس أرضي بالحيا
وتدافع الغزلان لاستقبالي
وغسلت بالأمطار أحزان النوى
وتبسمت عين الصباح خلالي
تابعت غزلان المها في روضتي
وسألتها : هلا رأيت غزالي
لكنها صمتت وما في صمتها
إلا الشقاء وخيبة الآمال
يا أيها المطر المشابه أدمعي
خذ بعض حزني إن رأفت بحالي
وارو النخيل عسى حبيب غائب
يأتي لينعم تحته بظلالي
فاسم الحبيب هو اسم أجمل روضة
في هذه الصحراء دون جدال
بيدي زرعت نخيلها وحميته
من عاصفات أو رياح شمال
ورويته قبل المياه بأدمعي
ومنحته حبي وبعض خصالي
فنما ومد جذوره في رملها
متمردا مثلي على الأغلال
مطر السماء اليوم أعطاه الرضى
وجذوعه مالت بكل دلال
هذا احتفال الأرض هذا عيدها
هذا رضى رب السماء العالي
لكنني ما زلت أحبس أدمعي
كي لا يسر بفيضها عذالي
ولو انني أطلقتها من سجنها
لتدفقت كتدفق الشلال
دمعي وأمطار السماء وخافقي
هم لي رفاق الحل والترحال
وهم الشهود على انتمائي للهوى
وعلى ولائي للحبيب الوالي
وهم الندامى حين يهجر مجلسي
صحبي وقومي الأقربون وآلي
يا من مع الأمطار جاء خياله
هل أنت من هم المحبة خالي ؟
إن كنت مثلي هائما ومعذبا
تشكو جراحك من مضاء نصالي
فاعلم بأن نصال هجرك لم تزل
في خافقي تسعى إلى إذلالي
قل لي أما آن الأوان لعودة
وإعادة البنيان للأطلال ؟