قصة مثل (قابل خان جغان)
من الامثال العراقيه المتداوله منذ زمن بعيد والى اليوم ( قابل خان جغان )
من اين جاء هذا المثل الشائع وما هي قصته ؟
معظم مصادر التاريخ تشير الى ان والي بغداد العثماني في سنة 1593م المدعو ( جغاله زاده سنان باشا) امر ببناء خان للقادمين الى بغداد للاقامه به هم ورواحلهم وسمي بخان جغاله وفي مرور الزمن حرفت هذه التسميه لتكون( خان جغان) وكان ياتيه كثير من المسافرين بمختلف انتمائاتهم القوميه والدينيه والاجتماعيه بمعنى كل من هب ودب لذلك اطلق على من يدخل الى مكان ليس له او مكان ذو مقام رفيع (قابل هو خان جغان ) او مثلا (قابل الجنه خان جغان كل واحد يدخلها )
وقد انشاْ هذا الوالي ايضا أول حلاق بغدادي مارس عمله في محل خاص به يستقبل زبائنه ومراجعته لحلاقة شعورهم وذقونهم بدلاً من حمل مستلزمات الحلاقة والتجوال في أزقة بغداد القديمة، لممارسة مهنته على قارعة الطريق او في الاسواق او البيوت
كذلك أمر بتأسيس أول مقهى في مدينة بغداد، يقع بالقرب من شريعة (الكمرك) بجوار بناية المدرسة المستنصرية اليوم على شاطئ نهر دجلة من جهة الرصافة او ما يسمى الجانب الشرقي لبغداد.
ربما جاء المثل البغدادي لان هذا الخان يقع على مفترق طرق السابلة من التجار بوجه خاص والمتبضعين بوجه عام، فالذاهب الى الشورجة اكبر مركز تجاري في بغداد كان وما زال يمر بالخان المذكور، والذاهب الى شارع النهر "شارع السموأل" الذي كان يضم في العصر العباسي المتأخر دور وقصور الوزراء والحكام وعليّة القوم الى جانب دوائر الدولة ومنها الدفتر دار اكبر الدوائر في العهد العثماني وهي الان عمارة كبيرة تحمل اسم "الدفتر دار" في مدخل شارع السمؤال .. عموما كان موقع الخان" يتحتم على الغالبية المرور به الى جانب كونه في آخر ايامه اصبح خانا للمسافرين مما زاد من امكانية المرور به في الذهاب والاياب..!
ان سنان باشا جغالة زاده بناه من اجل ان يكون محلا عسكريا للقادة والجند وهو بالقرب من منطقة القشلة التي كانت الثكنة العسكرية العثمانية، ولما تم بناؤه حرر على بابه بالحجر الكاشاني ما نصه:
(عُمر هذا الخان وما فيه من البنيان في ايام دولة السلطان بن سلطان مراد خان خلد الله ملكه وسلطانه وافاض على كافة العاملين عدله واحسانه سنة 999هـ.)
وعرف ايضا باسم خان الصاغة بسبب اشغال اهل هذه المهمة فترة من الزمن قبل انتقالهم الى سوق الصياغ.
ويقول (مازن ابراهيم مدير مختبر نميم وصيانة الوثائق في دار الكتب والوثائق : غالبا ماتكون الخاناتفي بغداد مغلقه وتؤدي وضائف تجاريه مهما كان حجمها او مخططها المعماري كانت تستخدم بشكل اساسي للايجار بالبضائع وتجار الجمله وفي نفس الوقت نزلا للتجار
تشير الابحاث التراثيةانه كان به او بقربه سوق للصاغه (سوق خان جغاله او خان جعان) انك في اي وقت تدخل سوق وهو سوق الصاغة
تجده مزدحماً وغاصاً بالناس وخاصة النساء اللائي حضرن لشراء المصوغات الذهبية ..
ومعنى ذلك ان السوق يدخل ويخرج منه كل من هبَّ ودب .
يعني سوق نساء الذي يرد الشراء يدخل والذي يريد يتفرج يدخل والذي يريد يتغزل يدخل
يعني سوق مفتوح بلا رقيب وحسيب على نوعية الناس ..
نقول بالأمثال:
( المكان صار خان جغان )
للاسف لم يبقى من اثر لهذا السوق نهائيا