صديق نشيط
صـــقــر
تاريخ التسجيل: January-2014
الجنس: ذكر
المشاركات: 284 المواضيع: 119
التقييم: 122
مزاجي: مرتاح و الحمد لله
آخر نشاط: 29/December/2015
الاتصال:
"واقع الحال" يفرض الحجاب على نساء العراق.. وكيف تمكنت "غزل" من كسر القيود ... منقول
قبل أن تهم غزل الطالبة في جامعة تكريت بالخروج من المنزل صباح كل يوم تقف أمام المرآة لتتبرج وتسرح شعرها حتى تبدو بمظهر أنيق على خلاف نظيراتها من بنات الجامعة اللواتي ينشغلن بارتداء الحجاب ويحرصن على عدم إظهار أي خصلة من شعرهن.ويلفت الانتباه في صلاح الدين وغيرها من محافظات العراق عدا إقليم كوردستان الأنظار المرأة التي تكون سافرة الرأس وبالأخص في السنوات الأخيرة التي أعقبت إسقاط النظام العراقي السابق.ويتميز المجتمع العراقي بشكل عام بأنه قبلي محافظ تحرص الغالبية الساحقة منه على الالتزام بالمظهر الذي يفرضه الدين الإسلامي على المرأة سواء أكانوا سنة أم شيعة.لكن نسوة كثيرات لجأن إلى ارتداء الحجاب بخلاف رغباتهن نتيجة التشدد الديني الذي طرأ على المجتمع بفعل متطرفين استهدفوا السافرات من النساء على مدى السنوات الماضية.واضطرت غزل لارتداء الحجاب لسنوات خوفا على حياتها من المتشددين الإسلاميين الذين كانوا يتمتعون بنفوذ واسع قبل خمس سنوات لكنه انحسر نسبيا مع مرور الوقت وهو ما شجعها على خلع الحجاب.وتقول غزل لـ"شفق نيوز" إنها ارتدت الحجاب في السنوات الثلاث الأولى لها في كلية الإدارة والاقتصاد مع أنها لم تكن ترتديه عن قناعة بل خوفا من تعرضها للاستهداف إلا انه قررت اخيرا عدم الرضوخ لما قالت إنه أمر واقع.وفكرت غزل مليا بعواقب قرار خلع الحجاب قبل الاقدام على هذه الخطوة التي تبدو جريئة في هذه الايام بمناطق واسعة من العراق. واتخذت قرارها بعد أن قالت إنها لم تعد تقدم على شيء بعد الآن بخلاف قناعتها.وبحسب الطالبة الجامعية فإن الكثير من النساء يرتدين الحجاب لكنهن غير ملتزمات بالزي الإسلامي الكامل، وتؤكد بأن خلع الحجاب لن يقف حائلا بينها وبين أداء واجباتها الدينية.وتقول "نزعت الحجاب وأنا افتخر بنفسي لاني اصلي وأؤدي واجباتي لربي وأهلي ولم آت بشيء حرام او سيء".غزل تعيش في مجتمع محافظ وذو طابع عشائري في صلاح الدين لكنها ولدت في بغداد التي تعد نسبيا أقل تشددا فيما يخص الالتزام بمظهر المرأة. وهي إلى جانب نحو 10 طالبات أخريات لا يرتدين الحجاب من بين آلاف الطالبات في جامعة تكريت وهو ما يلفت الانتباه إليها بالفعل.ومن النادر أن تجد امرأة سافرة الرأس في صلاح الدين سواء أكان في مناطق الحضر أو الريف على اعتبار أنها لا تحتوي غير المسلمين وهو ما فرض نمطا واحدا على المجتمع.وحتى وإن كانت المرأة غير مقتنعة بارتداء الحجاب فإن الطبيعة العشائرية المحافظة الصارمة في بعض الأحيان تجعلها تلتزم بارتدائه تجنبا لتعرضها للتحرش والانتقادات والمعاملة السيئة في بعض الأحيان.ويقول غسان الجبوري وهو احد سكان تكريت ويعمل في شركة اهلية لـ"شفق نيوز" ان عدد النساء غير المحجبات ضئيل جدا في هذا الوقت، بسبب الطبيعة العشائرية.ويمكن ان تصل انتقادات المجتمع إلى عائلة المرأة سافرة الرأس من قبيل أن أهلها لم يحسنوا تربيتها.لكن غسان لا يبالي بذلك ويقول إنه يسمح لأي فرد من عائلته بممارسة حياته ضمن إطار معتدل ومن ضمن الأشياء المقبولة بنظره ترك الحرية للنساء بارتداء الحجاب من عدمه.ولا يوجد هناك اي قوانين في العراق تفرض على السكان ارتداء الحجاب أو نمط معين من الأزياء على غرار ما هو موجود لدى جارته الشرقية إيران والجنوبية السعودية.لكن الأمر الواقع لم يترك الكثير من الخيارات أمام نساء العراق، بحيث بات الالتزام بالزي الإسلامي من ارتداء الحجاب والجبة السوداء الطويلة أمرا لا مفر منه.وفرض المتشددون السنة في محافظات واقعة في شمال وغرب العراق تعاليمهم المتشددة على مدى سنوات وقتلت نساء كثر بجريرة عدم التزامهن بالزي الإسلامي.حتى أن الأحزاب التي تحكم العراق في الوقت الحالي ذات نزعة إسلامية من المذهبين الشيعي والسني وهو ما أضعف بالفعل التيار الذي يدافع عن الحريات الشخصية ومعاقبة المنتهكين لها.وتقول الناشطة المدنية ايمان الكاظم لـ"شفق نيوز" ان العراق كان في السبعينيات أكثر انفتاحا وأن والدتها كانت تخرج إلى التبضع وهي سافرة الرأس ومرتدية تنورة قصيرة دون أن تلفت انتباه المارة أو تتعرض لسوء المعاملة والتحرش.وتضيف أن "التحرش موجود في كل زمان ومكان ولا يخلو منه اي مجتمع منه لكن النسوة في الوقت الحالي رغم انهن محجبات يتعرضن إلى التحرش بصورة أوسع".وبحسب الكاظم التي ترتدي الحجاب أيضا فإن "الحجاب والتستر جاء بعد اندلاع الحرب العراقية الايرانية في 1980 وحتى الان يسمى الحجاب الايراني وهو امتداد لذلك الحجاب الموجود في إيران".وتقول ان "الحجاب لا دخل له بإيمان زائد ولا تخلف وإنما عادات وتقاليد ورثها الجيل الجديد".وتشير إلى إجراء إحصاء في هذا السياق أظهر بأن النساء غير المحجبات في صلاح الدين لا يزيد تعدادهن عن 5 بالمئة، وأن أغلب السافرات في تكريت.وتختم الكاظم حديثها بالقول "الحجاب فريضة اسلامية ولذلك في الغالب يتم تطبيقها. وأنا أراه جميلا وجميع بناتي وأقاربي يرتدونه".