المشكلة الأولى أن العملية السياسية التي شهدناها لحد هذه اللحظة منذ عشر سنوات أو أكثر لحد هذه اللحظة هي أساس خطأ وبسببه نعيش هذه الآلام .
المشكلة الثانية أن الشخصيات المشاركة في هذه العملية السياسية أغلبها ـ حتى ننصف الوطني القليل فيها ـ أغلب الشخصيات السياسية هي شخصيات غير كفوءة إدارياً وهي شخصيات فاسدة مالياً ، وهي شخصيات لا تخاف الله ولا تخاف عباد الله ، وهي شخصيات لا تحترم مرجعية دينية ولا تحترم إرادة جماهيرية ، وهي شخصيات تدعي الوطنية لكنها في حقيقتها ترتبط بأجندات خارجية .
قد يقول البعض ما هذه القسوة في الإتهامات ؟! لا بل هو توصيف ، وأعتقد أن هذا التوصيف قد صار واضحاً والعراقي معروف بذكاءه ، ونعتقد أن عشر سنوات من السرقة والفساد والنهب والضعف في إدارة الدولة كافية لأي إنسان بمستوى بسيط من الفهم أن يفهم ما يجري ، وقد تكون التجربة الأخيرة أوضح دليل ، بل هو الدليل القاطع على ما كل ما نقول وأقصد بالتجربة الأخيرة عندما صوّت أعضاء البرلمان على المادة (38) من قانون التقاعد المادة التي كلكم تعلمون ماذا فيها .
قبل هذه المادة أعلنت المرجعية الدينية بشكل واضح وصريح أن هذه المادة لا تجوز ، أن تشريع رواتب لأعضاء البرلمان وتشريع رواتب خاصة للرئاسات الثلاث وكبار موظفي الدولة هو بالحقيقة إستغلال وسرقة من أموال الناس البسطاء وأن هذه الرواتب والإمتيازات الضخمة هي أكل بغير حق ، وحينها خرج الكثير من الناس في المظاهرات إلى أن قررت المحكمة الإتحادية في ذاك الوقت أن تحكم ببطلان هذه الرواتب في ذلك الوقت وفي حينها لا نكاد نستثني أحداً فلم يظهر أحد على شاشات الإعلام إلا وقال بأنه مع المرجعية ونحن مع أبناء الشعب ونحن مع أهلنا ونرفض هذه الإمتيازات ونرفض هذه الرواتب ولا نوافق على تشريع هذا القانون فكان ذلك الوقت وقت المزايدات ولكن الذي قطع النزاع هو قرار المحكمة الإتحادية .
وإذا في ليلة ظلماء .. وإن كان ذلك في وضح النهار ولم يكن في مكان مستور إنما كان في قاعة برلمان الشعب !! ولم تكن القضية جريمة بين إثنين وإنما كان هناك ما يقارب مائتي نائب ، هؤلاء يتفقون على أن يكون التصويت تصويتاً سرياً ثم يصوت أغلبية من كان حاضراً على الموافقة على المادة (38) سيئة الصيت والتي تعطي هذه الإمتيازات لهؤلاء الأشخاص .
الكلام هنا ..
أين إحترام الإرادة الجماهيرية ؟
أين إحترام رأي المرجعية الدينية ؟
أين هو الذمة والضمير الموجود لديكم ؟ هؤلاء البعيدين ..
أين الشرف والوطنية ؟
أين النزاهة والأخلاق ؟
لماذا أردتم أن تكون العملية سرية ؟
المهم أن ما حصل كان دليلاً قاطعاً وللأسف الشديد أن أكثر المتصدين للعملية السياسية ليسوا أهلاً للأمانة ، وكما يقول رسول الله "ص" : (أن خيانة الأمة هي أعظم الخيانة) .
الشيخ قيس الخزعلي
14/شباط/2014
المكتب الإعلامي لسمـاحة الشيخ قيس الخزعلي