ملاحظة يرجى عدم نقل الموضوع من القسم الاسلامي لأنه ديني ولكن بطريقة علمية
من المعلوم معدل سرعة الحاسوب حالياً هي في حدود الغيغا هرتز ، وهذا يعني من منظور مبسط ان الحاسوب قادر على انجاز مليار عملية بالثانية الواحدة ، سرعة كبيرة جداً ولكن لنختبر هذه السرعة المهولة امام مهمة تبدو بسيطة وهي ايجاد كلمة مرور لازمة لدخول فايل او جهاز مثلاً بطريقة التجربة ، اي نترك الحاسوب يحاول جميع الأحتمالات الممكنة لكلمة المرور ، اي يجرب كل الكلمات الممكنة بعدد الحروف المطلوب ، وبعد ان ينتهي من التجربة لابد ان يكون قد عرف كلمة المرور ، وباستخدام الحاسوب الذي تحدثنا عنه نستطيع تجربة مليار كلمة مرور بالثانية الواحدة.
لنفترض ان كلمة المرور المطلوب فكها تتكون من 16 حرفاً من حروف اللغة الأنكليزية البالغ عددها 26 حرفاً صغيراً و 26 حرفاً كبيراً ، ليكون المجموع 52 حرف و بدون استخدام أرقام أو رموز اخرى.
كم ثانية او كم دقيقة تلزم للحاسوب لمحاولة كل الكلمات بطول 16 حرف ، التي ممكن ان تنشأ من52 حرفاً؟
الحساب بسيط جداً ولنبدأ بالحاسوب : يستطيع الحاسوب انجاز مليار عملية في الثانية و في الدقيقة 60 مليار ، و في الساعة 3600 مليار ، وفي السنة
31,536,000,000,000,000 عملية!! سرعة مهولة و عدد مكون من 17 مرتبة.. لا استطيع تسميته ولكن لنرمز له بالرمز( 1017) وال 17 تعني عدد الأصفار أو المراتب.
الأن لنعود الى مشكلة كلمة المرور ، كم كلمة نحتاج تجربتها؟ الحساب ايضاً بسيط عدد الكلمات بطول 16 حرف التي من الممكن ان تتشكل بأستخدام حروف اللغة الأنكليزية تساوي 52 مضروبة في نفسها 16 مرة، و لأيجاد هذا بالحاسبة نكتب ( 5216) وهذا يساوي: (2,857,942,574,656,970,690,381,479,936 ) و نستطيع ان نرمز له بالرمز ( 1028) يعني انه متكون من 28 مرتبة!!
الأن بقسمة هذا الرقم الأخير على الرقم الأول ينتج : 90,624,764,543 سنة ، أي ان حاسوبنا العزيز سيمكث اكثر من 90 مليار سنة لينجز تجربة كل الكلمات و يحل كلمة مرور بطول 16 حرفاً. خارج التوقعات؟؟!!
علماً ان الحاسوب يحاول كل احتمال مرة واحدة ولا يكرر و يفترض ان كلمة المرور ثابتة الطول و من احرف صغيرة و كبيرة فقط ، واي تغيير في هذه الأفتراضات سيضاعف هذا الرقم اضعافاً كبيرة جداً.
سؤال: لماذا اذن يسهل أحياناً حل وكسر كلمات المرور التي يستخدمها الناس على الأنترنت مثلا؟
الجواب : لأن اغلب كلمات المرور يستخدم فيها كلمات القاموس او كلمات اللغة المعروفة التي لها معنى ، مثل يوم ، ليل ، نهار الخ ، وكلمات القاموس قليلة جداً ويسهل تجربتها جميعاً ، مقارنة بالكلمات العشوائية التي ممكن ان تتشكل.
ما الهدف من الموضوع ولماذا هو في القسم الاسلامي؟
العبرة تكون واضحة عندما نعلم ان عمر الكون علمياً هو 15 مليار سنة . الهدف هو عدم وجود شيء اسمه "العشوائية التي تؤدي الى نظام" ، أو "خروج نظام من اللانظام" . مالم يكن هناك ادراك ووعي و ذكاء فلا يمكن ابداً للزمن ان يحول اعمالاً عشوائية الى نتيجة منظمة. من المهم جداً للمسلم ان يعلم مدى ضعف الملحدين و الأفكار الألحادية و مدى الكذب المتعمد في اخفاء الحقائق عن الناس و اضفاء صفة العلم على احاديث مضحكة.
عندما يقال ان اربع مليارات سنة هي مدة طويلة جداً و الأحداث التي ممكن ان تحدث فيها لا حصر لها ، فأعلم ان هذه المدة قصيرة جداً جداً بمقاييس العشوائية التي تبنى عليها نظرياتهم ، فكيف يؤدي مليار عام من المحاولات العشوائية للرياح و أمواج المحيطات على الشواطيء الى نشوء خلية حية قابلة للنمو و التكاثر و التغذي و ذات نواة تحمل صبغة وراثية مكتوبة بأتقان و تنتقل بالتكاثر، ولحد الآن وبأستخدام كل الذكاء البشري لا يمكن للأنسان صنع خلية من مواد غير حية؟؟؟!!
بينما لايمكن لحاسوب يحاول بسرعة مهولة ان يحل كلمة من عدة حروف تحت ظروف العشوائية ويستغرق في ذلك ما يزيد عن 6 مرات عمر الكون .
منقوووول
رد مع اقتباس