الموضوع منقول للفائدة
بسم الله الرحمن الرحيم ,, وبه نستعين ,,
أحب أن أشكر السيد محمود الموسوي - حفظه الله ورعاه - ,, وأدعو الله أن يحشره وإيانا مع الزهراء وأبيها - عليه وعليها أفضل الصلاة وأزكى التسليم - في الفردوس الأعلى ...
لدي بعض التساؤلات حول الظهور ..
1- ماهو واجبنا نحن الشيعة تجاه الإمام المنتظر - عجل الله مخرجه الشريف - في هذا الزمن ؟
2- كيف نستعد للتمهيد لإحياء دولة الإمام المهدي ؟
3- عند الصيحة بين المقام والركن , هل سيسمع الصيحه كل البشر ! إذا كان كذلك فكيف للبعض أن يعادي الإمام , وإن لم يكن , كيف ستقام عليهم الحجه ؟
وفقكم الله ورعاكم لخدمة الدين ,,
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال الأول:
ماهو واجبنا نحن الشيعة تجاه الإمام المنتظر ـ عجل الله مخرجه الشريف ـ في هذا الزمن؟
من أهم الواجبات التي وردت في الروايات في عصر الغيبة هو انتظار الفرج، فهو أفضل الأعمال كما جاء في
الحديث: (أن أحب الأعمال إلى الله عز وجل انتظار الفرج)، و (أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج).
وقد قال الإمام الصادق (ع): ( من مات منتظراً لهذا الأمر كان كمن هو قائم مع القائم (عج) في فسطاطه، ثم قال: لا
بل كان كالضارب بين يدي رسول الله (ص) بالسيف).
وانتظار الفرج هو أن يثبت الإنسان على ولاية أهل البيت وأن يعتقد بإمامة الإمام الثاني عشر ووجوده وغيابه، ولا
ينحرف عن هذه العقيدة، وقد حققنا هذا المعنى في كتابنا (الإمام المهدي ، الغيب الشاهد)..
فالإنتظار ليس أن ينزوي الإنسان على نفسه ويبتعد عن العمل في سبيل الله، وليس الإنتظار أيضاً معناه أن يقوم
الإنسان بواجباته العامه (لأن واجباته العامة) لم تسقط عنه فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي واجبات على المسلم في عصر ما قبل الغيبة وفي عصرها..
إنما انتظار الفرج هو أمر (عقيدي) مرتبط بالإعتقاد بالولاية وبإمامة الإمام نفسه، في زمن سوف تظهر فيه
التشكيكات وسينحرف فيه البعض، فمن ثبت على ولايته وعقيدته فهو الفائز، لذلك فإن انتظار الفرج أفضل الأعمال،
لأنه وعاء لجميع الأعمال التي تليه ولأنه هو شرط قبول كافة الأعمال، فلا عمل إلا بالولاية.
ونجد هذه الرواية عن الإمام الرضا (ع) تدل على هذا الأمر ـ يصف الشيعة : (أن دينهم الورع والعفة والاجتهاد.. والصلاح وانتظار الفرج بالصبر).
فالإنسان المؤمن يعمل بالورع والعفة والصلاح وهذه من سماته، وأيضا من سماته أنه منتظر الفرج، أي أن انتظار
الفرج ليس هو العمل الصالح بل هو أمر آخر، وهذا الأمر هو الثبات على الولاية والإعتقاد بالإمام المنتظر (عج)،
وقد بيّن الإمام الرضا أن (الصبر) هو أداة ذلك الإنتظار، أن يصبر على البلاء ويصبر على الولاية..
ولذلك جاء في الحديث عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين قوله (من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر وأحد).
أ
ما واجبات المسلم الأخرى في عصر الغيبة تجاه الإمام فهي عديدة، قد ذكرها العلماء، منها:
1/الدعاء للإمام بالحفظ والفرج العاجل..
2/ الصدقة عن الإمام، وسائر أعمال البر فعلها نيابة عن الإمام كالحج والصلاة وغيرها..
3/الحزن على غيبته.
4/ الإرتباط به وتجديد الولاء بدعاء الندبة وغيره.
5/ زيارته.
6/إبداء الإحترام عند ذكر اسمه المبارك، واستحباب القيام ووضع اليد على الرأس أو الإيماء..
السؤال الثاني:
كيف نستعد للتمهيد لإحياء دولة الإمام المهدي؟
لقد أوردنا الرواية التي جاءت عن الإمام الرضا (ع) ـ يصف فيها الشيعة: (أن دينهم الورع والعفة والاجتهاد.. والصلاح وانتظار الفرج بالصبر).
لذلك فإن واجبات المسلم في عصر الغيبة هي تحمل المسؤولية وفقاً لمنهج أهل البيت (ع)، والدعوة إلى الله وإلى
رسوله وإلى ولاية أهل البيت، وإلى الفضائل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله بالوسائل الممكنة.
فإن مسؤولية المسلم لم تغب في عصر الغيبة، فهو مكلف ومسؤول ومخاطب بآيات القرآن الكريم وبروايات أهل البيت (ع).
والعلماء قد عبّروا عن ذلك بالتمهيد، لأن الإمام المنتظر (ع) يريد من أتباعه الصلاح والإخلاص، وتحمل المسؤولية، ليتأهلوا لأن يكونوا من أنصاره وخاصة أوليائه.
السؤال الثالث:
عند الصيحة بين المقام والركن, هل سيسمع الصيحه كل البشر ! إذا كان كذلك فكيف للبعض أن يعادي الإمام , وإن لم يكن , كيف ستقام عليهم الحجه ؟
لقد جاءت روايات عدة تخبر بأن الإمام عجل الله فرجه الشريف سوف يخرج وتكون هنالك صيحة سماوية، كما قال
الإمام الصادق (ع) (ينادي مناد بإسم القائم واسم أبيه عليهما السلام) وقد نقل عن الرسول (ص) (يخرج المهدي
على رأسه غمامة فيها مناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه).. وغيرها..
بهذا ستتم الحجة على الخلق، ومسألة أنه كيف للبعض أن يعادي الإمام بعد هذه الصيحة، فهذا ليس غريباً، فإن
أنبياء الله جميعاً قد أعطاهم الله حججا دامغة وعلامات باهرة وقد رآها الناس كافة، وبعد ذلك لم يؤمنوا، وبعضهم
آمن وارتد بعد ذلك.. فموسى وحادثة العصى وحادثة البقرة، والنبي عيسى وإحياء الموتى والآيات الباهرة.. في قوله تعالى:
(وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران : 49]
وغيرها من الآيات، وكذلك على نبينا محمد (ص) والآيات التي جاءت لتؤيد ولاية أمير المؤمنين علي (ع) كثيرة،
ومع ذلك قد كذبوها ورفضوها.. لأن مسألة الإيمان تحتاج إلى اليقين الراسخ والتسليم لأمر الله تعالى في النفوس،
وعدم الاستجابة إلى الإغراءات ووساوس الشيطان.. والأحداث التي تروى في عصر ظهور الإمام القائم عجل الله
فرجه الشريف، توضح بأن الله تعالى سيبتلي البعض ببعض الحوادث ليختبر إيمانهم، فسيؤمن بالإمام الكثير من
المخالفين، ولكن أكثرهم سيرتدون وسيعودون إلى طريقتهم وسيشككون في الإمام.
****************
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أنصار الإمام الحجة المنتظر (عج) وأن يثبتنا على ولايته ويرزقنا بركاته.
والله العالم والموفق