الحكمة من غيبة الإمام المهدي(عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الحكمة من غيبة الإمام المهدي(عليه السلام) إنّ حالة الإنتظار التي نحن فيها للفرج الشريف ولّدت سؤالا مطروحاً عند المثقفين الماديين الذين يحب أحدهم أن يبحث التشيع فيقول: اقتنعت بأنّ الله ربّنا وأنّ ربّنا تعالى أرسل رسلا وأنّه ختمهم بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنّ محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) نصّ على
الأئمّة الأوصياء من بعده، فكلّ هذا يدخل في دائرة العقل، لكن ما الحكمة من غياب آخرهم؟ إنّ عبادة الانتظار فرضت على الأنبياء انتظاراً لمحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي مفروضة على مَن بعد الرسول انتظاراً للإمام الغائب، والدنيا تموج بالمذاهب الفاسدة، وبجنب كل يوم انتظار أراد الله تعالى أن يعطي البشرية فرصة تجرب فيها كل باطل.فتميل مرةً إلى الرأسمالية ومرةً إلى الاشتراكية وتظنّ تارةً أنّها بعلومها المادّيّة قد استغنت عن الوقت الإلهي!هذا الاستغناء الذي ورد في سورة والليل إذا يغشى ووارد في سورة العلق لمّا قال تعالى: (عَلَّمَ الإنْسَانَ مَالَمْ يَعلَمْ)( العلق: 5.) أردف قائلا: (كَلاّ إنَّ الإنسَانَ لَيَطْغَى * أنْ رَآهُ اسْتَغْنَى)( العلق: 6 ـ 7.)، أي أنّ الإنسان إذا استكمل العلم بما علّمه الله أخذ يعصي الله بعلومه ظنّاً منه أنّه استغنى عن الله!!فلابدّ للبشرية أن تأخذ فرصة تتصوّر فيها أنّها استغنت بعلومها، حتّى إذا بلغت ذلك المبلغ وهي توشك أن تبلغه، يأتي فرج الله عزّ وجلّ لظهوره الشريف على إثر استعلاء أهل الأرض باسم العلم، فيقهر كل إمكانيات الأرض.
إنّ هذا النصر للإمام القائم (عليه السلام)سيكون آخر براهين الله على البشر، على أنّ الله يفعل ما يشاء.