أُعجبَ ملك الغابةِ بفراشةٍ زارت غابته.
بجمالها.... وخِفتها ... غزت جميع زهور الغابة ... أضافت للغابة النشاط والجمال والفن...فأتى الأسد برقةٍ وطلبَ مصادقتها...
وافقت الفراشه... وبعدَ عدة شهور أصبحتْ برضاء الأسد هي ملكة الغابة...
تمردَ الأسد وأصابهُ الغرور المعتاد...
كأنه الطاووس...وهاجمها بكلامهِ الجارح...
من أنت؟
لِتصدري أوامرك في غابتي ...لِتملكينَ حبَ الجميع.... لن أسمحَ لكِ بهذا....
لا أريد رؤيتك في غابتي ....إرحلي...
تبسمت الفراشة....ورفرفت بأجنحتها هامة بالرحيل ... وقبل رحيلها قالت له: لتشهد علينا الأشجار ...العصافير... الزهو ر...
في عينيها نظرةُ النسور...بهذا التحدي ....
قال:أنا الأسد وأقبل التحدي فأنا الأسد أنتصر في كل تحدٍ...
الفراشة:ستعيشُ في غابتك بعد رحيلي ...قطةٌ سوداء ...لا تأكل ولا تشرب.... وحمامةٌ بيضاء .... بياضها بياض الثلج ....لتسكنَ الحمامه فوق أوراقِ الشجر التي تُسبح الله في جميع أسمائه.... أما القطة تأتي لتفترسَ الحمامه دون أن تأكل من لحمها.... وإن شاهدت هذا يحق لي العبور متى شئت في غابتك ...لن تبقى على عرش الملوكية أيها الأسد المغرور.
لا تنسَ ....مهما أغلقتَ من بواباتِ غابتكَ ونوافذها ....سيعيشون إن شِئتَ أم أبيتْ... لوقتٍ قصير..... وإن لم يحصل شيء من هذا... أقف تحتَ النور وأحرق أجنحتي...
وبعد أيام... جاءَ الأرنب الجميل ....الوفي للفراشة.... يبتسم ويقول: يا فراشتي الجميله .... إنَ صديقي الأسد يطلب منك أن تسحبي ضيوفك من غابته إنه مصابٌ بالإرهاق .
ضحكتْ الفراشة وقالت: أخبره إن زيارتهم ستنتهي بعد ثلاثة أيام ....ولم تنتهي قبلَ إفتراسْ القطةِ للحمامة البيضاء ...لن أتراجع في قراراتي .
قال الأرنب اللطيف والله انك محقه يجب ان تلقنيه درسا حذرته سابقا من حبه لك والقرب من أجنحتك وأخبرته انك بالشكل فراشة وبالقوة اكثر من الأسد لكن عليه ان يحرم هذا ويقلل من غروره وركضه خلف الفراشات الحرة .
الأرنب: أخبرَ الأسد بالمدة الاخيره.
فقال الأسد الذي لم يشعر بأنه أسد بعد رحيل الفراشة... والله يا صديقي الأرنب إنَ هذه الفراشة أشعرتني بأسودتي ....تبسمَ الأرنب وقال لنرى بعد ثلاثة أيام بماذا ستشعر....
إنتهت المده المتفق عليها.
وحصل كل ما أمرت به الفراشة.
إستدعى الأسد صديقَه الأرنب على الفور...أخبرها بأنها صَدقت وربحت التحدي.
وجاءَ الأسد إلى مملكة الفراشة مقدماً الولاء والطاعةِ من جديد.
وقال: تفضلي لزيارتي في غابتي.
ابتسمت الفراشه وقالت:حينَ أشاء الزيارة والتجوال عبرَ أوراق أشجاركَ وأشُمَ رائحة زهورك لن أحتاج إلى إذنٍ منكَ أيها الأسد.... فأنت لم تعد الأسد... بعد الخسارة في التحدي .
فماتَ الأسد من غيظه ...وكفنته الفراشة في ربيع أزهارها.... وبدأت بالتسبيح على قبره سبحانك لا اله إلا أنتَ المتكبر الأعلى القوي الجبار.