بسم الله الرحمن الرحيم
الهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك أنك تتلذّذ في هذا الشهر الفضيل بالمناجاة العزيزة على قلوب المشتاقين والمحبين.. وتردد في ليالي الأنس وأسحار العشق مع أمير المؤمنين عليه السلام: إلهي هب لي كمال الإنقطاع إليك وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك.إلهي واجعلني ممن ناديته فأجابك ولاحظته فصعق لجلالك فناجيته سراً وعمل لك جهراً...
ولكن.. أسألك.. بالله عليك.. هل تذوقت شيئاً من حلاوة هذه الحقائق؟! أم أنّك مثلي تردد عبارات لا ترتقي عن الذكر اللفظي ولا تلامس القلب والروح!
ترى، كيف ينقطع الإنسان عن كل شيء سوى الله.. حتى عن هذا الإنقطاع؟ ما حقيقة معدن العظمة ؟.. وعز القدس؟ وما معنى أن يناديه الله فيلاحظه فيناجيه؟!
إلهي.. إن لم تأخذ بأيدينا وتجذبنا بنور الرحمة الواسعة حتى نصل إليك بقينا في وادي الظلمات.. وأنت أرحم الراحمين.
أعزائي:
لئن كانت نعمة البصر عزيزة جداً عليّ وعليكم..فالأعز منها البصيرة التي هي عين القلب. فإذا كانت عين القلب عمياء لا سمح الله.. فسوف نمتنع رؤية هذه الحقائق. ألم تقرأوا قوله تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}..
تقبل الله صيامكم وقيامكم
منقوول للامانة ونسالكم الدعاء