بسم الله الرحمن الرحيم
((يَسۡأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلۡ هِىَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالۡحَجِّ وَلَيۡسَ الۡبِرُّ بِأَنۡ تَأۡتُوۡا۟ الۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الۡبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأۡتُوا۟ الۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَابِهَا وَاتَّقُوا۟ اللّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ))
صدق الله العظيم
سورة البقرة رقم الآية 189
التفسير
189 – كانت العادة عند اليهود أنّهم يتصدّقون في أوّل كلّ شهر ، فكان أكثرهم يأتي جاره الفقير من السطح ليعطيه طعاماً فيتّفق أنّ زوجته عريانة أو مكشوفة الساقين أو يبدو شيء من جسمها فيراها الذي ينقل الطعام فيغتمّ الفقير من ذلك ، وكان بعضهم يتعمّد الذهاب إلى بيت جاره من السطح ليرى زوجة جاره أو بناته . فلمّا ظهر الإسلام جاء معاذ بن جبل إلى النبيّ وقال : يا رسول الله إنّ اليهود يقولون أنّ الله تعالى جعل الأهلّة لنعمل الخير عند رؤيتها ، فهل هذا صحيح ؟ فنزلت هذه الآية (يَسْأَلُونَكَ ) يا محمّد (عَنِ الأهِلَّةِ ) جمع هلال ، والمعنى يسألونك عن الأهلّة هل هي مواقيت لعمل البرّ ، أي لفعل الطاعات (قُلْ ) يا محمّد (هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ ) ،1 يعرفون بِها الحساب وعدد الشهور والسنين وما يحتاجون إليه من وقت صومهم وإفطارهم وعدّة نسائهم وحلول ديونِهم وغير ذلك (وَالْحَجِّ ) أي وكذلك يعرفون بِها وقت الحجّ ، (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا ) أي وليس الذي تفعلونه من إعطائكم الصدقات رأس كلّ شهر هو البرّ بأنّكم تأتون البيوت من ظهورها ، أي من سطوحها فتتسلّطون على نساء الفقراء وتنظرون إليهنّ بشهوة ، فالظهر هو السطح ، والظهرة المرتفع من الأرض (وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى ) المعاصي وتجنّب المحرّمات (وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ) لتقديم الصدقات واتركوا تلك العادات (وَاتَّقُواْ اللّهَ ) فيما نهاكم عنه (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) بالثواب إن تركتم تلك العادات وامتثلتم أمر ربّكم .
---------------------------------------------
1 [ وجاء في التوراة أيضاً "صنع القمر للمواقيت " مزمور 104 : 19 – المراجع ]
من كتاب تفسير المتشابه للمرحوم محمد علي حسن الحلي
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
آراء المفسرين
تفسير الجلالين
9. ( يسألونك ) يا محمد ( عن الأهلة ) جمع هلال ، لم تبدو دقيقة ثم تزيد حتى تمتلئ نورا ثم تعود كما بدت ولا تكون على حالة واحدة كالشمس ( قل ) لهم ( هي مواقيت ) جمع ميقات ( للناس ) يعلمون بها أوقات زرعهم ومتاجرهم وعدد نسائهم وصيامهم وإفطارهم (والحج ) عطف على الناس أي يعلم بها وقته فلو استمرت على حالة لم يعرف ذلك ( وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ) في الإحرام بأن تنقبوا فيها نقبا تدخلون منه وتخرجون وتتركوا الباب وكانوا يفعلون ذلك ويزعمونه برا ( ولكن البر ) أي ذا البر ( من اتقى ) الله بترك مخالفته ( وأتوا البيوت من أبوابها ) في الإحرام ( واتقوا الله لعلكم تفلحون ) تفوزو
--------------------------------------------------------------------------------
المصادر القرآن الكريم
تفسير المتشابه
تفسير الجلالين