]بسم الله الرحمن الرحيم

عن ابي بصير قال : سمعت ابا جعفر - عليه السلام - يقول : (( كان ابو ذر - رحمه الله - يقول : يا مبتغي العلم ان هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شر , فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك وورقك )) .

ان الكثير من الآفات كالغيبه والبهتان والكذب والسخريه والجدال والمزاح وكلام الفضول والفحش وغيرها انما هي من آفات اللسان ومفاسده .ويصل للانسان من اضرار هذا العضو اكثر بكثير من غيره .
وهو خير آله يستخدمها الشيطان ليضل به بني الانسان . وكل من يطلق العنان للسانه , فان شيطانه يذهب به الى وادي الهلاك حيث الخذلان والعذاب الاليم .
روي عن اصدق الناس حديثآ محمد - صل الله عليه واله - انه سُئل عن اكثر ما يدخل الناس الجنه ؟ فقال (( تقوى الله وحسن الخلق )) .
وسئل عن اكثر ما يدخل الناس النار ؟ قال (( الاجوفان : الفم والفرج ))
وروي عنه - صل الله عليه واله ايضآ : (( من وقى شر قبقبه وذبذبه ولقلقه , فقد وقي )) .
والقبقبه للبطن , والذبذبه للفرج , واللقلقه للسان .
وروي عن جعفر بن محمد الصادق - عليه السلام - قوله : (( ما من يوم الا وكل عضو من اعضاء الجسد يكفر اللسان يقول : نشدتك الله ان نعذب فيك )) .
وفي الخبر (( ما من صباح الا وتكلّم الاعضاء اللسان فتقول : ان استقمت استقمنا , وان اعوججت اعوججنا )) .
نعم ... ان اكثر المحن الدنيويه والمفاسد الدينيه تنشأ من اللسان . ودواء جميع آفات اللسانالصمت , فانه زينة العالم وستر الجاهل .
روي عن رسول الله - صل الله عليه واله - (( درةٌ من درر حكمته وهي قوله : (( من صمت نجا )) .
ومما نقل من وصايا لقمان لابنه (( يا بني ان كنت زعمت ان الكلام من فضه , فان السكوت من ذهب )) .
وروي عن باقر العلوم محمد بن علي - عليهما السلام - قوله : (( انما شيعتنا الخُرس )) .
قال الامام الرضا - عليه السلام - (( من علامات الفقه الحلم , والعلم , والصمت , ان الصمت باب من ابواب الحكمه , ان الصمت يكسب المحبه انه دليل على كل خير )) .
عزيزي اصمت ما استطعت , واجعله عادتك , ولا تغفل عن فوائده , واعلم ان الجاهل لا يسكت .
والحمد لله ب العالمين .[