مقال للكاتب الاردني جواد البشيتي
2014 / 2 / 14
عشَّاق العالم من الجنسين يحتفلون بما تواضع صُنَّاع ومخترعو الأعياد على تسميته "عيد الحب"؛ أمَّا "التجَّار"، المتَّجِرون بما يَصْلُح للاستهلاك الرومانسي، والذين (مع ممثِّلي مصالحهم في الإعلام وغيره) يجتهدون دائماً، وفي أوقات الركود التجاري على وجه الخصوص، في اختراع وابتكار كل ما من شأنه تشجيع وحَمْل المستهلِكين على مزيدٍ من الإنفاق المالي، فَهُمْ المستفيد الأعظم من هذا "العيد"، الذي لم يخترعه القديس فالنتاين، وإنْ سُمِّي باسمه.
التاجر، على وجه العموم، يملك ميزانين، أحدهما الميزان التجاري العادي الذي به يَزِن بضائعه، والآخر مُشْتَقٌّ من الأوَّل، ويَزِن به الأفكار والعقائد والقيم الأخلاقية.. وحتى الأمور السياسية، فالخير كل الخير في ما يُرْبي تجارته، وإنْ لم يُفْصِح دائماً عن "عقيدته السرِّية" هذه، والتي فيها يتصوَّر "عيد الحب" على أنَّه نعمة وبركة، وإنْ هو، لمصلحة أخرى أقل أهمية، وقَفَ، في العلن، موقفاً مختلفاً أو مضاداً.
إذا تَحلَّيْتُ بفضيلة "سوء الظن"، وأخذتُ بشيء من نظرية "المؤامرة" في التفسير والتعليل، فربَّما أتَّهِم "لوبي كبار التُّجار" بأنَّهم، في فصل الشتاء، يدفعون في اتِّجاه جَعْل "التنبؤ" في نشرة الأحوال الجوية مفيداً لمصالحهم التجارية، كأن يكون سبباً في زيادة إقبال الناس على شراء ما يدرأ عنهم مخاطر "منخَفَضٍ جوي"، يتأكَّد، بعد تحقُّق الغرض التجاري، أنَّه كان كجبلٍ تمخَّض فولد فأراً.
إنَّهم يتحيَّنون كل عيد (حتى "عيد الأُم") فيَنْشَط الإعلام، ومعه "الإعلان التجاري"، في حضِّ المستهلِكين على مزيدٍ من الإنفاق المالي، فالمجتمع الاستهلاكي، المُفْرِط في نزعته الاستهلاكية، هو الغاية التي من أجلها يتوفَّر ذوو المصالح التجارية الكبرى على اختراع مزيدٍ من الأعياد، وأشباهها.
عن عمد وقصد، أتحدَّث، في "عيد الحب"، عن "التُّجار" و"العشَّاق"، فإنَّ الأهمية الرمزية لهذا العيد تكمن في كونه يُظْهِر ويؤكِّد الحاجة الإنسانية والحضارية إلى تطهير "الحب" من الفساد التجاري وأشباهه، على استعصاء هذا الأمر في زمن العولمة، التي، بسبب طبيعتها الرأسمالية، يشتد لديها الميل إلى تسليع مزيدٍ من الأشياء، التي ينبغي لنا، إنسانياً وأخلاقياً وحضارياً، تنزيهها عن التسليع واقتصاد السوق.
لقد أتى الفساد (الذي هو جزء لا يتجزأ من الثقافة التجارية العالمية) على "الحب"، وعلى العلاقة بين الجنسين، من حيث الجوهر والأساس، فلو أنَّ "العشَّاق"، وفي مجتمعنا على وجه الخصوص، نظروا إلى الدوافع الأساسية والحقيقية الكامنة في "حُبِّهم" و"عشقهم" بعيون لا تغشاها الأوهام الرومانسية، التي تتوفَّر على بثِّها فضائيات عربية، لتبيَّن لهم واتَّضح أنَّها، أي تلك الدوافع، من "جنسٍ غريب"، أي من جنسٍ من الصعوبة بمكان أن تَجِد أوجه شبهٍ بينه وبين "الحب".
وإذا كان "الدافع" قد اعتراه ما اعتراه من فساد فإنَّ "الكيفية"، أي كيف يُمارَس الحُبُّ، ويُعبَّر عنه، في مجتمعنا، لا تقلُّ فساداً، فَقُلْ لي كيف تُحِب، وكيف تُعبِّر عن حبكَ وتمارسه، أقُلْ لكَ من أنتَ.
إنَّني لا أرى من فَرْق يُذْكَر بين منسوب "الحب الحقيقي" ومنسوب "الحرِّية" في مجتمعنا، فإنَّ مجتمعاً يقلُّ فيه "الأحرار" لا يمكن أن يكون "حُرَّاً"، وإنَّ مجتمعاً فاقِداً للحرِّية لا يمكنه أن يعطي الحب للعلاقة بين جنسيه، فهذا الحب يظلُّ عاجزاً عن الانتقال من مملكة الوهم الرومانسي إلى أرض الواقع النابض بالحياة، والتي فيها لا نرى، حتى الآن، إلاَّ رَجُلاً "يَعْبُد" المرأة ما بقيت مُسْتَعْبَدةً له، فإنْ هي فضَّلت، ولو قليلاً، تمرُّد "لا" على خنوع "نعم"، أصبحت، في فكره ومشاعره وموقفه منها، "الشيطان الرجيم"؛ مع أنَّ تاريخ العلاقة بين الجنسين يُظْهِر ويؤكِّد أنَّ رَجُلاً يَسْتَعْبِد امرأة لا يمكن أن يكون حُرَّاً، وأنَّ المجتمع نفسه هو أيضاً لا يمكن أن يكون حُرَّاً.
بلادنا، التي لم تَشْفَ بعد من الاستبداد الشرقي الآسيوي بكل صوره وأشكاله، ما زالت على إيمانها بضرورة تحريم الحُب وتجريم العشَّاق، ونَصْب أعواد المشانق لهم، ونَبْذ "الشفافية العاطفية والغرامية"، وإكراه المُحبِّين من كلا الجنسين على اللجوء إلى ما يشبه العمل السرِّي (تحت الأرض) الذي زاولته أحزاب المعارَضة "اللادستورية" عندنا زمناً طويلاً، فماذا كانت العاقبة؟
لقد رأيتُ بعضاً منها إذ سِرْتُ وتجوَّلْتُ في بعض الشوارع والأماكن؛ رأيتُ ما تقشعرُّ له الأبدان، وسمعتُ ما تمجُّه الأسماع، فإذا مرَّت صبية سَمِعَتْ من مفردات ولغة "الغرام"، ورأتْ من شعائره وطقوسه، العجب العجاب، فتَظُن أنَّ ذكورنا لم يعرفوا قط جنس النساء في حياتهم.
وذات يومٍ، جَلَسْتُ مع شابٍّ "عاشِقٍ"، يعتزم الزواج قريباً؛ فحدَّثني طويلاً عن حُبِّه ومحبوبته، وعن سنواتٍ من حياته الجامعية الغرامية، فَخِلْتُهُ قيس، وخِلْتُها ليلى؛ ثمَّ أخبرني أنَّه قرَّر أن يتزوَّج عمَّا قريب، فباركتُ حُبِّه وزواجه قائلاً له إنَّ قصَّة حُبٍّ قويٍّ وطويل وجميل كالتي قصَّها عليَّ يجب أن تبلغ بالزواج خاتمتها السعيدة؛ ثُمَّ كانت "المفاجأة" التي نزلت عليَّ نزول صاعقة من سماء صافية، فهذا العاشِق الذي تيَّمه الحُبُّ، والذي قرَّر الزواج وعزم عليه، يريد أن يتزوَّج غير محبوبته، التي قضى زهرة شبابه مُحبَّاً لها، لا يُشرِك أحداً بحبِّه لها.
تمالكتُ نفسي، ثمَّ سألته عن السبب، لعلَّه يجيب بما يُبْطِل لديَّ العجب، فإذا به يشرح لي الأمر بما يدعو إلى العجب العاجِب.
قال لي شارحاً: إنَّ فتاته الأولى (أي محبوبته) يمكن أن تَرْتَكِب حُبَّاً ثانياً، أي أن تُحِبَّ غيره، "فَمَن هان مرَّة، سَهُل عليه الهوان كل مرَّة"!
شابٌّ عاشِقٌ آخر حدَّثني عن تناقُضٍ يعتري حياته وسلوكه ومشاعره، فهو يرتبط مع إحداهُنَّ، منذ سنوات، بعلاقة "حُبٍّ عذري (شريف)"؛ إنَّه يحرص عليها كل الحرص، يتحدَّث معها كما يتحدَّث مع أخته، ويعاملها كما يُعامِل أخته، ولا يشعر نحوها، على حبِّه العظيم لها، بأيِّ شعورٍ يختلف عن شعوره نحو أخته؛ لكنَّه ما أن يصادف امرأةً في شارعٍ حتى يستبد به شعور الرجل نحو المرأة!
وللباحثين عن الحُب في مجتمعنا أودُّ، في "عيد الحب"، أن أبشِّرهم قائلاً: لا تضيِّعوا وقتكم، وترهقوا أنفسكم، في البحث عنه، فهو كالعنقاء، كائن خرافي، أو شيء لا وجود له إلاَّ في أوهامنا، فالحبُّ الحقيقي ينعدم وجوداً في كل مجتمع أُوتوقراطي ـ ثيوقراطي، وحيث تتصحَّر الحياة الديمقراطية بأوجهها كافة.
وأستطيع أن أقول عن الواقع وحقائقه، أي نيابةً عنه وعنها، إنَّ أشياء عدةً نتوهَّم أنَّها موجودة في مجتمعنا؛ لكنَّها في الحقيقة غير موجودة، فالحُبُّ الحقيقي لا وجود له؛ والزواج الحقيقي لا وجود له؛ والرجولة الحقيقية لا وجود لها؛ والأنوثة الحقيقية لا وجود لها.
ونحن طالما سمعنا عن قصص حُبٍّ دامت سنوات، فانتهت إلى زواج لم يَدُم أكثر من أيام أو أسابيع أو أشهر، فلماذا؟
لأنَّ تلك السنوات الطوال من الحُبِّ لم يكنْ فيها من الحقيقة والواقع والصدق والشفافية إلاَّ ما يؤكِّد أنَّها زمن طويل استنفده "المحبُّون" في الكذب والخداع والزيف والتمثيل.. وفي حياةٍ وتجربةٍ، ظاهرهم فيهما غير باطنهم، وباطنهم غير ظاهرهم.
ولمَّا كان الزواج، شاءوا ذلك أم أبوا، هو الحياة بحقائقها العارية من كل وهم، تحطَّمت على صخرته، وبقوَّة الضرورة، كل أوهام الحُبِّ التي لبسوها زمناً طويلاً، أو البسوها لبعضهم بعضاً.
وأشد ما يدهشني ويثير حفيظتي هو ذاك الذي يحدِّثكَ عن الفروق النوعية، في مجتمعنا، بين "الزواج التقليدي" و"الزواج عن حُب"، مفضِّلاً الثاني على الأوَّل، وكأنَّ علاقة الحُبَّ، في مجتمعنا، تملك من الخواص والصفات ما يسمح لها بأن تكون كالكاشِف الضوئي الذي يُري كلا الطرفين الآخر على حقيقته بوجهيها الإيجابي والسلبي. إنَّ تلك العلاقة، ولأسباب لا تخص طرفيها وإنَّما تخص المجتمع، لا تُنْتِج "معرفةً"؛ بل تُنْتِج "جهلاً"، ومزيداً من الجهل، فكلَّما طال زمن الحُبِّ ازداد جهل كلا الطرفين بالآخر.
الحبُّ هو "الحرِّية"، التي في فمها "قصيدة بحرية"، وفي يدها "سيف مسلول".. سيف لا يقطع إلاَّ في يد "الأحرار"؛ أمَّا العاشق فهو "نوْرسٌ"، فهل للنوارس مِنْ وجود في عالَمٍ طلَّق الحرية وطلَّقتهُ الأحلام؟!
ومِنْ سُنن الحبِّ أنَّ العشَّاق أحرار، وأنَّ الأحرار عشَّاق، فلا "السيد" يحب "جارية"، ولا "الجارية" تحب "سيداً"؛ فالحب والحرِّية صنوان!
لولاه لَمَا كان جان جاك روسو الذي نَعْرِف؛ فهذا الفرنسي العظيم عاش حياة قاسية مُضْنية، لولا الحُبُّ لجَعَلَت منه مُجْرِماً. لقد عَرَف امرأةً طيِّبة، أحبَّته بكل حرارة القلب وبرودة العقل؛ وكانت جميلة.. فبقي طوال حياته يرى الجَمال ويحسه ويسعد به.. جَمال المرأة، وجَمال الطبيعة في الزهر والشفق، وجَمال الأخلاق في الصدق والمروءة والشرف، وجَمال الحُب.
روسو أسَّس لنفسه علاقة جيِّدة إيجابية مع المجتمع؛ لأنَّ الحُبَّ دَخَل قلبه في الصبا والشباب؛ فما الذي يَنْقُص شبابنا؟
ما الذي يهوي بهم إلى الجنون، أو يَحْملهم على الإجرام أو الانحطاط؟
إنَّ الشباب الذي يرتبط بالدنيا بهموم الحُبِّ وباهتمامات الذهن لا يمكن أن يُفكِّر في ارتكاب جريمة، ولا يمكن أن يقع في الجنون، أو يلجأ إلى الانتحار، فحياتنا تغدو رخيصة تافهة إذا ما خَلَت من الحُبِّ والاهتمام.
هذا الذي قُلْتُ هو بعضٌ مِمَّا عندنا؛ أمَّا هناك، في أوروبا، في مقاهيها ونواديها..، فترى جوَّ الحُب يغمر الناس جميعاً، فالمجتمع يشجِّع شبابه على الحُبِّ؛ لكونه يرى فيه ما ينأى بهم عن الشذوذ والانحراف. إنَّه مجتمع يَعْرِف قيمة الحُبَّ، ويعترف بحقوق العشَّاق، فيتضاءل، من ثمَّ، الحجم الفعلي الواقعي للشذوذ، وإنْ زاد حجمه الإعلامي، أي حجمه المسلَّطة عليه الأضواء الإعلامية.
وهل ثمَّة حاجة إلى التذكير بأنَّ الشذوذ في الغرب ارتفع إلى مقام الأدب عندنا، فصارت له أبيات من الشِّعْر لا نشمئز من ترديدها؟!
فبئس الوقار الذي يتحلَّى به أناسٌ ما زال شِعْر ابن الرومي وأبي نواس كل متاعهم الأدبي.
إليها، إلى تلك "المعبودة ـ المُسْتَعْبَدة"، إلى المرأة المعبودة؛ لأنَّها مُسْتَعْبَدة، أقول: الحُبُّ لغةٌ يجهل أبجدياتها معظم العشَّاق، أي كل "العشَّاق" في بلادنا، التي لا تعشق سوى وأد العشق وقتل العشَّاق، فالحب فيها هو "العيب" و"الحرام"، وهو "الجريمة"، التي مِنْ أجل مكافحتها اخترعوا "أخلاق" و"أفكار"، وسنُّوا "قوانين"..
إذا أحْبَبْتِ، غضبت السماء، وتلطَّخ بالعار الشرف الرفيع للشرفاء، فَفَتَحَت جهنَّم أبوابها للعشَّاق وأسْتلَّ الفرسان السيوف مِنْ أغمادها حتى يغسلوا "العار" بدم الطيور والورود!
رجال مِنْ ورق، مسخوا رجولتهم، ومُسِخَت فيهم الرجولة، فحاربوا مِنْ أجل "شيء"، يكفي أنْ يحاربوا مِنْ أجله حتى يفقدوا الشرف.. فيهم ماتت "الرجولة"، ومات قبلها "الإنسان"، فخرجوا مِنْ جحورهم، ومِنْ حصونهم، ليحاربوا عدوهم الأوحد.. "أنوثة المرأة" و"الإنسان في النساء"، فأقاموا مملكةً، الرجال فيها أشباه رجال، والنساء أشباه نساء.. الحبُّ فيها رجس مِنْ عمل الشيطان. أمَّا ما نزَّهوه عن "العيب" و"الحرام" فأقاموا له الأفراح والأعراس، وقرأوا الفاتحة على روح النساء، وجاءوا بحرَّاس القبور والنعوش والليل والظلام..
الحبُّ، هواؤه الحرية، وغذاؤه الأحلام.. يَخْلِقُ للغصن فينا جذوراً، وللجذور يَخْلِقُ الأغصان، فيتدلى مِنْ شَجَرِها أشهى الثمار..
في أرضه نزرع ورود الأحلام، نسقيها دمع العيون، ونطعمها نار الشوق، فإذا حان القطاف قطفْنا الشموس والنيازك والأقمار..
الحبُّ ثورة لا يرفع ثوارها، أبداً، "الراية البيضاء".. زلزال عنيف يضربنا، فيدمِّر فينا "السجن" ويقتل "السجَّان"، يميتنا ثم يحيينا، ويحيينا ثم يميتنا.. حتى يوْلَدُ فينا "رفض الموت" و"حب الحياة".. حتى يموت فينا خنوع "نَعَمْ"، وينقضي "عصر الحريم والسلطان"، وتأتي "نار الشمس" على "شريعة الظلام"، فالحب هو تمرد "لا"، هو حرية الرجال والنساء، هو ملكوت الحرية لا يدخله غير الأحرار، هو الشمس ونارها، القمر ونوره، البحر وموجه، الغيم ومطره.. هو أنين الناي يبقى!
الحبُّ، حيث لا حرية، هو الشمس إذ فقدتْ النار والضياء، والأرض إذ توقفت عن الدوران، والطير إذ كفَّ عن الطيران، والنهر إذ نسي الجريان.. هو القلب الذي لا دماء تتدفق فيه.. لا نبض فيه ولا خفقان. الحبُّ رجل، والحرية امرأة، يتزوجان، فينجبان حياة كلها حياة!
الحبُّ هو أنْ أُحبَّ فيكِ الأنثى والإنسان، وأنْ ألمِسَ ما يُلْمس منكِ بالعقل والشعور والوجدان، فالمرأة ليست وليمة فوق الفراش، يفترسها ذئب في الليلة الليلاء.
الحبُّ أنْ تكوني السُمُو.. أنْ تطلعي وترتفعي كما يطلع ويرتفع القمر في السماء. الحبُّ أنْ تترفعي عن كل ما يجعل الإنسان فينا سلعة يُتَّجَرُ بها في سوق النخاسة، وفي دكاكين العادات والتقاليد والأعراف، فالسماء تترصع بالنجوم وبالأسرار، لا مال يغريها ولا جَمَلاً مزخرفاً بالذهب يغويها ولا كل كنوز السلطان تشتريها.